بدأت الولايات المتحدة وإسرائيل، الأحد، تدريبات جوية مشتركة، لمدة أسبوعين تحاكي «ضربة استراتيجية»، في إطار مناورات «العلم الأحمر» التي تجرى 3 مرات في الأقل سنوياً منذ عام 1975. ووصلت 7 مقاتلات إسرائيلية من طراز «إف35 أي» وطائرتا تزود بالوقود من طراز «بوينغ707» تابعتان لسلاح الجو الإسرائيلي، إلى قاعدة «نيليس» الجوية بولاية نيفادا، والتي تُعدّ «منطقة التدريب العسكري الأولى» للقوات الجوية الأميركية.
وتستهدف التدريبات المشتركة تنفيذ رحلات جوية طويلة المدى ومحاكاة الضربات في منطقة غير مألوفة مع العدو؛ في نشاط مشترك يعتقد أنه يركز على إيران؛ وفق مسؤولين أميركيين.
وقال بيان من الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، إن التدريبات ستشمل «ضربة استراتيجية في العمق»؛ في إشارة على ما يبدو إلى هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. بالإضافة إلى ذلك؛ ستحاكي التدريبات الجوية «تحقيق التفوق الجوي في المنطقة، والضربات الجوية المشتركة، والدفاع عن المنطقة، واعتراض طائرات العدو، والرحلات الجوية على ارتفاعات منخفضة، والضرب في منطقة غير مألوفة مع وفرة من الدفاعات المضادة للطائرات».
ومن المقرر أن تتدرب التشكيلات الجوية المشتركة على تنفيذ طائرات التزود بالوقود التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي مهمة تزويد الطائرات المقاتلة الأميركية بالوقود، وتزود الطائرات المقاتلة الإسرائيلية بالوقود من طائرة أميركية من طراز «بوينغ كاي سي46» الأحدث، التي طلبت إسرائيل 4 طائرات منها، ومن المتوقع أن تتسلم الطائرة الأولى منها عام 2025. وتعدّ إسرائيل هذه الطائرة الجديدة ضرورية لشن ضربات كبيرة محتملة ضد أهداف في إيران، على بعد نحو ألفي كيلومتر من إسرائيل، وبعيداً من نطاق الطيران العادي للطائرات الإسرائيلية.
وتجري إسرائيل بانتظام تدريبات مختلفة مع الجيش الأميركي؛ بما في ذلك تدريبات للقوات الجوية وتدريبات الدفاع الصاروخي. وقال الجيش الإسرائيلي إن تمرين «العلم الأحمر» يعزز «التعاون العملياتي بين الجيشين بوصفهما شريكين أساسيين ملتزمين بالحفاظ على الأمن في الشرق الأوسط».
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أجرى الجيش الإسرائيلي و«القيادة المركزية الأميركية» تدريبات رئيسية في إسرائيل، أطلق عليها اسم «جونيبر أوك»، وهو أكبر تدريب مشترك على الإطلاق بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي، وعدّ على نطاق واسع رسالة إلى إيران. وشاركت في تدريبات «العلم الأحمر 2023»؛ وحدات جوية تابعة للبحرية الأميركية، ومشاة البحرية، والقوات الفضائية، والحرس الوطني الجوي. وقالت القوات الجوية الأميركية إن التدريبات تهدف إلى «تزويد الأطقم الجوية بتجربة الطلعات الجوية القتالية المتعددة والمكثفة في بيئة تدريب آمنة».
وقال سلاح الجو الأميركي إن نحو 100 طائرة من المقرر أن تطير يومياً لمدة 5 ساعات، وإن أحد التدريبات مخصص للقوات الأميركية فقط، وثانياً لتحالف استخبارات «العيون الخمس»، الذي يضم أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وثالثاً «يشمل قائمة موسعة من الحلفاء والشركاء الدوليين». وشارك الجيش الإسرائيلي في تدريبات «العلم الأحمر» في أعوام 2002 و2004 و2009 و2015 و2016.
وتُعرف قاعدة «نيليس» الجوية بأنها «موطن الطيار الأميركي المقاتل»، ومحور تركيز القوات الجوية للتدريب القتالي المتقدم. وتعدّ القاعدة مركز الحرب الرئيسي للقوات الجوية الأميركية، الذي ينسق التدريب لقوات الضربة المركبة التي تشمل أنواع الطائرات من جميع أنحاء مخزون القوات الجوية الأميركية، مصحوبة بوحدات جوية وبرية من الجيش الأميركي والبحرية الأميركية ومشاة البحرية الأميركية وطائرات من «الناتو» والدول المتحالفة. وبدءاً من نهاية 2019، باتت قاعدة «نيليس» تستخدم 9500 فرد عسكري ومدني، ويبلغ إجمالي تعداد العسكريين المقيمين فيها أكثر من 40 ألفاً، بمن فيهم أفراد العائلات والعسكريون المتقاعدون في المنطقة.
الشرق الأوسط