فتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقا في قضية إفلاس بنك وادي السيليكون (سيليكون فالي SVB)، يستهدف خصوصا مبيعات الأسهم الأخيرة من جانب عدد من قادة المصرف، في حين انتعشت الأسهم الأميركية عند الإغلاق وهدأت التوقعات بشأن معدل رفع سعر الفائدة.
وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية التي تشرف على الأسواق المالية (SEC)، أطلقت هذا التحقيق.
ولتأكيد متانة النظام المصرفي، أشارت السلطات الأحد إلى أن كامل ودائع المصرف المفلس ستكون مضمونة.
من جهتها رفضت وزارة العدل وهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية التعليق على فتح التحقيق.
وأكد رئيس لجنة الشؤون المصرفية بمجلس الشيوخ الأميركي شيرود براون أنه يتعين على الكونغرس سن قواعد تنظيمية مالية جديدة بعد انهيار بنك وادي السيليكون.
وأوضح براون أن هذه القواعد ستعزز اختبارات التحمل، ومعايير رأس المال، والسيولة لدى البنوك. لكنه أشار إلى أن احتمالات اتخاذ مثلِ تلك الخطوة ما زالت ضعيفة.
وتأتي هذه التطورات في حين حض رئيس “بنك سيليكون فالي بريدج” -الذي أنشأته السلطات المصرفية الأميركية حديثا ونقلت إليه كافة ودائع بنك وادي السيليكون المنهار- الثلاثاء جميع العملاء على العودة مع أموالهم التي سحبوها في الوقت الذي تشهد فيه البنوك الكبيرة تدفقا في الودائع.
وانهار بنك وادي السيليكون، المقرض الرئيسي للشركات الناشئة في الولايات المتحدة منذ الثمانينيات، بعد تهافت مفاجئ على سحب الودائع، مما دفع بالهيئات الناظمة إلى وضع يدها عليه الجمعة.
وقال تيم مايوبولوس الرئيس التنفيذي لـ”بنك سيليكون فالي بريدج” في بيان إن “الأمر الأول الذي يمكنكم القيام به لدعم مستقبل هذه المؤسسة هو مساعدتنا في إعادة بناء قاعدة الودائع لدينا”، مضيفا “سواء عبر ترك الودائع لدى بنك سيليكون فالي بريدج أو إعادة تحويل الودائع التي سحبت خلال الأيام الماضية”.
وأضاف “نحن نفعل كل ما بوسعنا لإعادة البناء ونيل ثقتكم مجددا ومواصلة دعم اقتصاد الابتكار”.
وأكدت المؤسسة الفدرالية للتأمين على الودائع أنها ستغطي جميع المودعين في بنك وادي السيليكون، حتى بما يتجاوز سقف الـ250 ألف دولار من الوديعة المشمولة بالحماية.
وسبق إفلاس بنك وادي السيليكون الجمعة، وهو أكبر انهيار لمصرف أميركي منذ عام 2008، تصفية بنك “سيلفرغيت” الأربعاء، المصرف المفضل لدى مجتمع العملات المشفرة، كما أجبرت السلطات الأميركية الأحد بنك “سغنتشر” الذي يأتي في المرتبة 21 من حيث الحجم، على الإغلاق.
أسهم وانتعاش
وانتعشت الأسهم الأميركية عند الإغلاق مساء الأحد، وهدأت التوقعات بشأن معدل رفع سعر الفائدة بفضل بيانات التضخم وانحسار التوتر بشأن توالي الأزمات في القطاع المصرفي في أعقاب انهيار بنك وادي السيليكون.
وصعد مؤشر “ناسداك” المجمع، الذي تغلب عليه شركات التكنولوجيا، بأكثر من 2% بعد اضطراب لعدة جلسات بفعل تداعيات انهيار البنك.
وعوضت الأسهم في القطاع المالي بعض الخسائر لينتعش المؤشر “ستاندرد آند بورز” بعد أكبر عمليات بيع في يوم واحد منذ يونيو/ حزيران 2020.
وهدأت المخاوف من توالي الأزمات في القطاع المصرفي مع تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن وصناع القرار على مستوى العالم باحتواء الأزمة.
كما انتعش مؤشر داو جونز لأسهم الشركات الصناعية أيضا أمس مع مكاسب تجاوزت 1%، لكنه على مدار أسبوع شهد تراجعا بأكثر من 2%.
وفي أسواق العملات وجد الدولار دعما في الأسواق الآسيوية اليوم، إذ قلص المستثمرون توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة مع انحسار المخاوف من وقوع أزمة مصرفية وصدور بيانات أظهرت أن التضخم ما زال مرتفعا.
المصدر : الجزيرة + وكالات