لندن- واصل النفط خسائره الأربعاء مع تسجيل خام برنت أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر، إذ أثار القلق بشأن بنك كريدي سويس مخاوف الأسواق العالمية من سيناريو مصرفي يستعيد أزمة 2008.
وعمت المخاوف الأسواق العالمية، ومن بينها سوق النفط، بعد إفلاس ثلاثة بنوك أميركية، ما دفع إلى استعادة مشهد انهيار بنك ليمان براذرز في 2008 وما تلاه من انهيارات في البنوك والأسواق بسبب أزمة الرهن العقاري التي لم يتعاف منها العالم إلى يومنا هذا.
وتلاشت مؤشرات العودة إلى الهدوء والاستقرار بعد أن قال البنك الأهلي السعودي، أكبر مستثمر في كريدي سويس، إنه لا يستطيع تقديم المزيد من السيولة للبنك السويسري مما أدى إلى انخفاض سهمه والأسهم الأوروبية الأوسع نطاقا.
وتراجعت أسهم بنك كريدي سويس بنحو 30 في المئة الأربعاء بعد أن قال أكبر مساهميه إنه لا يمكن تقديم المزيد من الدعم له، مما دفع رئيسه التنفيذي إلى تقديم ضمانات جديدة بشأن قوة البنك المالية. لكن الشكوك لم تتوقف، وكان تأثيرها جليا على سوق النقط.
وأصيبت أسواق النفط العالمية بعدوى الهبوط نتيجة تصاعد المخاوف من حدوث ركود أشد حدة من التوقعات السابقة، خاصة بعد انهيار المصارف الأميركية.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.21 دولار أو 1.6 في المئة إلى 76.24 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:35 بتوقيت غرينتش. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.20 دولار، أو 1.7 في المئة عند 70.13 دولار للبرميل.
وارتفعت أسعار النفط في وقت سابق بفضل أرقام أظهرت انتعاش النشاط الاقتصادي الصيني في أول شهرين من عام 2023 بعد إنهاء القيود الصارمة التي فرضت لاحتواء كوفيد – 19.
وخسر خاما القياس أكثر من 4 في المئة الثلاثاء ليسجلا أدنى مستوياتهما في ثلاثة أشهر بضغط من خشية أن يؤدي انهيار بنك سيليكون فالي وبنك أميركي آخر إلى أزمة مالية من شأنها أن تؤثر على الطلب على الوقود.
وقدم التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية الأربعاء دعما من خلال توقع زيادة الطلب الصيني على النفط، بعد يوم من رفع أوبك لتوقعاتها المتعلقة بنمو الطلب الصيني لعام 2023.
واهتزت الثقة في البنوك الأميركية بعد ثلاث حالات إفلاس في الأيام الأخيرة لبنك سيليكون فالي وبنك سيغناتشر وبنك سليفرغايت.
وقال ليونيل ميلكا، من شركة سوان كابيتل، لوكالة الصحافة الفرنسية “لقد نسينا مدى اعتماد النظام المصرفي على الثقة”. وتابع “تبدو البنوك الكبرى فقط مأمونة”.
واتخذت السلطات الأميركية العديد من الإجراءات خلال نهاية الأسبوع الماضي لمحاولة استعادة الثقة في النظام المصرفي للبلاد، وتجنب عمليات السحب الضخمة للودائع التي قد تزيد من إضعاف هذه المؤسسات. لكن ذلك لم ينجح في امتصاص مخاوف الأسواق والعملاء، وامتدت المخاوف إلى أوروبا بعد تهاوي أسهم كريدي سويس.
وتواجه سويسرا ضغوطا للتدخل السريع في أزمة كريدي سويس، بعدما تصدر البنك هبوط أسهم البنوك الأوروبية الأربعاء.
كما سجلت مبادلة مخاطر الائتمان لأجل خمس سنوات للبنك السويسري مستوى مرتفعا جديدا، لتحيي مخاوف من وجود تهديد أشمل للمنظومة المالية.
وفي مؤشر على متابعة السلطات التنظيمية لتطورات الموقف، تواصل مسؤولون في البنك المركزي الأوروبي مع المقرضين الذين يشرف عليهم البنك للاستفسار عن الوضع المالي لكريدي سويس.
وفي واشنطن قال متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية إن الوزارة تتابع الموقف المحيط بكريدي سويس وتتواصل مع نظيراتها على الصعيد العالمي حول الأمر.
وإثر سؤال السناتور الأميركي بيرني ساندرز عن أثر مشكلات كريدي سويس على منظومة البنوك الأميركية، قال لرويترز “الجميع قلقون”.
وتسبب هبوط سعر سهم كريدي سويس في إثارة قلق المستثمرين حيال مرونة النظام المصرفي العالمي بعد انهيار بنك سيليكون فالي الأسبوع الماضي.
وقال محللو إكسان “يجب أن يكون هناك نوع من الإجراءات الحاسمة لتغيير قواعد اللعبة لتعديل الوضع واستقراره”.
ومن بين أكبر الخاسرين في البنوك الأوروبية الأربعاء كان المقرض الفرنسي سوسيتيه جنرال الذي انخفض سهمه بـ12 في المئة وبي.إن.بي باريبا الذي تراجع سهمه بـ9 في المئة.
وقال رالف هامرز، الرئيس التنفيذي لبنك يو.بي.إس السويسري، في مؤتمر نظمته شركة موجان ستانلي، إن بنكه استفاد من الاضطراب الذي طال السوق مؤخرا وشهد تدفقات مالية.
العرب