أول سيارة كهربائية تركية.. أردوغان يطلق “توغ” وإقبال كبير على شراء الدفعة الأولى

أول سيارة كهربائية تركية.. أردوغان يطلق “توغ” وإقبال كبير على شراء الدفعة الأولى

أنقرة – تسلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -اليوم الاثنين- مفتاح أول سيارة كهربائية يتم إنتاجها في البلاد، وتم التسليم في احتفالية أقيمت في منطقة بيش تبة بالعاصمة أنقرة.

واختار الرئيس تسجيل السيارة الجديدة باسم عقيلته أمينة أردوغان، أما السيارة الثانية فستكون مهداة إلى المكتب الرئاسي، والثالثة للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

وأنتجت تركيا في حقبات سابقة سيارات محلية، ولكن توغ هي أول سيارة كهربائية تنتجها، وجاءت بناء على مبادرة قادها أردوغان.

ووسط حالة من الاحتفاء، تم تحديد قائمة بـ20 ألف فائز من بين أكثر من 177 ألفا تقدموا بطلبات لشراء السيارة “توغ” (TOGG) طراز “تي 10 إكس” (T10x) عبر موقع الشركة في الفترة بين 16 إلى 27 مارس/آذار الماضي.

وأعلنت الشركة -في وقت سابق- تصنيع 12 ألف سيارة عام 2023 قبل أن ترفع العدد إلى 20 ألفا. وعُرضت السيارة “تي 10 إكس” بمدى سير عادي 314 كيلومترا بفئتين: بسعر يبدأ بنحو 50 ألف دولار للفئة الأولى و55 ألف دولار للفئة الثانية، في حين تُعرض فئة المدى الطويل 523 كيلومترا بنحو 65 ألف دولار.

وتمهيدا لعملية البيع، قامت الشركة المصنعة -ضمن خطتها الدعائية- بعرض سياراتها في مختلف المدن التركية، ولاقت استحسانا وإقبالا من الأتراك، وفي العاصمة التركية أنقرة، رصدت الجزيرة نت عرض نموذج من السيارة الذكية في أحد مراكز التسوق التجارية الذي شهد زيادة في عدد الزوار الراغبين في فحص السيارة عن قرب.

وأبدى المواطن مصطفى كوتشوك أوغلو إعجابه الشديد بالسيارة، وقال للجزيرة نت “إنها عظيمة جدا ورائعة، وتليق بتركيا بشكل مثالي، وأعتقد أن الجميع سيكونون مسرورين أكثر عند توفرها في السوق”.

ورأى كوتشوك أن السيارة تتمتع بسعر مناسب، مفضلا اقتناء سيارة محلية على السيارات الأخرى الواردة من الخارج، وأبدى ثقته بأن مشروع توغ سيستمر في تطوير طرازات أخرى من السيارة في المستقبل. وأضاف أنه “مقارنة بالسيارات الأخرى من الشريحة نفسها، فإن سيارة توغ سعرها مناسب، يكاد يكون ثلث السعر”.

من جانبه، قال المواطن عبد الله بيتشكي إن السيارة تتمتع بشكل جيد، وأضاف في حديث للجزيرة نت أنها “سيارة جميلة جدا وتصميمها رائع، بالإضافة إلى أن سعرها رخيص مقارنة بالسيارات الأخرى”.

توغ أول سيارة كهربائية تركية.. شعور بالفخر وتطلع لإثبات كفاءة الصناعة الوطنية

ثقة بالجودة
وكان لقمان قره بولوت من أوائل المواطنين الذين سعوا لشراء السيارة، مبديا إعجابه بالطراز المعروض للبيع حاليا، وقال للجزيرة نت إن “السعر رخيص جدا، فهي أرخص سيارة كهربائية حاليا في السوق، وأنا في قائمة الانتظار لشراء السيارة”.

وأشار قره بولوت إلى أن كون السيارة محلية يشكل عامل جذب للإقبال الكبير على الشراء، إضافة إلى خصائص ومزايا السيارة، وأضاف أن مصنعي هذه السيارة هم أفضل الشركات في تركيا، مما يمنح السيارة ثقة المشتري.

يذكر أن الشركة المصنعة لتوغ هي نتيجة لتحالف مجموعة “الأناضول”، و”بي إم سي” (BMC)، و”كوك” القابضة، ومجموعة “توركسيل” (Turkcell)، و”زورلو” (Zorlu) القابضة، وهي شركات رائدة في الصناعة التركية.

وأعرب قره بولوت عن تمنيه زيادة المعروض من السيارة في المستقبل القريب لتلبية الطلب المحلي والمنافسة في الأسواق الدولية.

منصة تكنولوجية
يتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية لسيارة توغ إلى 175 ألف وحدة سنويا. وتعليقا على طرح 20 ألف سيارة في الوقت الحالي، أفاد الكاتب في الشأن التركي عبد القادر سجعي بأن الرقم يمثل تقريبا قدرة الإنتاج السنوية للمصنع في مرحلته الأولى، ومن المتوقع أن ترتفع مع الوقت لتلبي حجم الطلب المعتبر في السوق المحلية.

وأضاف سجعي للجزيرة نت أن “شركة توغ تحرص على تقديم نفسها ليس بوصفها شركة صناعة سيارات فحسب، بل بوصفها منصة تكنولوجية متعددة الخدمات، ويبرز ذلك عن طريق إنشاء شركة فرعية تحت اسم تروغو ستقوم بتنصيب آلاف محطات الشحن على امتداد تركيا، وكذلك تقديمها منصة رقمية تحت اسم ترومور تعتمد على تقنيات البلوكتشين (blockchain)، والخدمات الرقمية الذكية وهو ما يجعل من السيارة أكثر من مجرد وسيلة نقل عادية”.

وستكون المنصة الرقمية “ترومور” متاحة في البداية داخل تركيا فقط مع الاستمرار في تطويرها بحسب الآراء والمقترحات.

وحسب سجعي، فإن توغ تتمتع بخصائص تنافسية بوصفها سيارة كهربائية عالية الكفاءة، واستفادتها من تخفيضات معتبرة من الضرائب، وأضاف “في رأيي، سيكون العائق الوحيد أمام توغ للتوسع في السوق المحلي هو قدرتها على توفير خدمات صيانة ما بعد البيع، وكذلك حجم تصنيع يلبي الطلب ويستحوذ على شريحة واسعة من سوق السيارات الكهربائية الذي بدأ يكتسب شعبية ملحوظة”.

أما على الصعيد الدولي فالمنافسة أقوى، وفقا لسجعي الذي أشار إلى قوة المنافسة من الصين، وذلك لقدرتها على توفير سيارات جيدة بأسعار مقبولة نتيجة سيطرتها على كثير من سلاسل التوريد الخاصة بهذا القطاع، بالإضافة إلى الإمكانيات الصينية في مجال التصنيع بحجم كبير.

وختم سجعي حديثه بقوله “لن يكون من السهل أيضا إقناع الزبائن الدوليين باقتناء سيارة من شركة ناشئة رغم التاريخ المعتبر لتركيا في مجال صناعة وتجميع سيارات لشركات عريقة، مثل فورد، وفيات، وهوندا، ورينو”.

المصدر : الجزيرة