صنعاء – ذكرت وكالة أنباء سبأ التي يديرها الحوثيون اليوم الأحد إن الوفدين السعودي والعماني وصلا إلى العاصمة اليمنية صنعاء مساء السبت لإجراء محادثات مع رئيس المجلس السياسي الأعلى في الحكومة التي يقودها الحوثيون.
وتهدف المحادثات المباشرة مع الحوثيين إلى التوصل لهدنة جديدة في اليمن وإحياء عملية السلام بعد التقارب السعودي الإيراني
ويرى مسؤولون في الأمم المتحدة وخبراء في الشأن اليمني أن اتفاق طهران والرياض اللتين تدعمان أطرافا متنازعين في اليمن الغارق في الحرب، على استئناف العلاقات الدبلوماسية، قد يدفع باتجاه حل سياسي في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
ونقلت الوكالة عن مصدر في المجلس الرئاسي الحوثي قوله إن الوفدين السعودي والعماني سيناقشان مع رئيس المجلس مهدي المشاط “رفع الحصار بكل تداعياته ووقف العدوان واستعادة كافة حقوق الشعب اليمني المحقة ومنها صرف مرتبات كافة موظفي الدولة من إيرادات النفط والغاز”.
كما أكد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك في مقابلة مع قناة “القاهرة” الإخبارية المصرية (رسمية) بثتها مساء السبت “هناك مباحثات مباشرة بين السعودية والحوثيين لها علاقة بإحياء الهدنة”.
وجهود “السعودية تسهل جلوس اليمنيين على طاولة واحدة” و”المؤشرات إيجابية”، بحسب بن مبارك الذي أضاف أن اليمن مُطلع على تلك المباحثات من دون أن يقدم تفاصيل بشأنها.
وكان المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام المقيم في عمان في تغريدة على تويتر أعلن، السبت، وصول الوفد العماني إلى العاصمة اليمنية صنعاء، لإجراء مباحثات مع القيادية الحوثية” بشان هدنة جديدة “وعملية السلام”.
الوفد العماني
ونقلت عنه وكالة الأنباء “سبأ” المتحدثة باسم الحوثيين قوله إن “مطالب الشعب اليمني عادلة ومحقة وهي وقف العدوان ورفع الحصار بشكل كامل وصرف مرتبات جميع الموظفين من استحقاقات إيرادات النفط والغاز”.
كما أكد أن “مطالبنا العادلة هي خروج القوات الأجنبية من اليمن والتعويضات وإعادة الإعمار”.
وتقود السعودية منذ 2014 تحالفا عسكريا يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في حين تدعم إيران المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة في 2014.
وأحيا الإعلان الشهر الماضي عن اتفاق تقارب بين السعودية وإيران، أهم قوّتَين إقليميّتَين في الخليج هما على طرفَي نقيض في معظم ملفّات منطقة الشرق الأوسط، التفاؤل الذي بدأ العام الماضي بالتوصل إلى الهدنة.
وقد حذّر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الأحد من أن البلد الذي مزقته الحرب يواجه “وقتا حرجا”، داعيا إلى إنهاء النزاع بشكل دائم، وذلك بعد عام بالضبط من التوصل الى هدنة أدت الى توقف القتال بشكل كبير.
اعتبر الدبلوماسي السويدي أن الهدنة التي تم التوصل اليها في 2 أبريل 2022 بوساطة من الأمم المتحدة “لحظة من الأمل”، مشيرا إلى أنها قائمة بشكل كبير رغم انتهاء مفاعيلها في أكتوبر.
وبحسب مصادر حكومية يمنية، فإنّ أعضاء مجلس الرئاسة اليمني “وافقوا” مؤخرا على تصور سعودي بشأن حل الأزمة اليمنية بعد مباحثات سعودية حوثية برعاية عمانية استمرت لشهرين في مسقط.
ويقوم التصور السعودي وفقا للمصادر على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول ادارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الاطراف.
وتتضمن المرحلة الأولى خطوات إجراءات بناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.
والأربعاء، حث المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الإيرانيين على “أن يظهروا حقا أنهم يحدثون تحولا ايجابيا في النزاع، عندها لن يكون هناك تهريب أسلحة للحوثيين بعد الآن في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي”.
وكان المبعوث قد زار سلطنة عمان في الأسابيع الأخيرة.ورحّبت إيران بالدعوة، معتبرة أن تصريحات ليندركينغ “مرضية”.
وفي هذا الوقت، أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين عبد القادر المرتضى، عن وصول 13 أسيرا إلى مطار صنعاء الدولي.
وقال المرتضى في تغريدة “استقبلنا اليوم في مطار صنعاء الدولي 13 أسيراً ومعتقلاً أفرجت عنهم السلطات السعودية في مقابل أسير سعودي أفرجنا عنه في وقتٍ سابق”.
وعبّر “عن الأمل في أن تكون هذه الخطوة مقدمة لتنفيذ الصفقة المتفق عليها نهاية هذا الأسبوع إن شاء الله”.
والشهر الماضي، أعلن الحوثيون والحكومة اليمنية أنّهم توصّلوا خلال مفاوضات في برن إلى اتّفاق على تبادل أكثر من 880 أسيراً، في بادرة أمل جديدة مع تسارع الجهود لإنهاء الحرب.
العرب