القدس – أعلن الجيش الاسرائيلي أنه قصف بالمدفعية وبطائرة مسيرة ليل السبت/الأحد مواقع في سوريا بعد إطلاق صواريخ باتجاه هضبة الجولان التي احتلتها الدولة العبرية وضمتها، في تصعيد جديد للعنف في المنطقة.
ويأتي هذا القصف في أجواء من التوتر الشديد في المنطقة يتمثل بدوامة عنف بين اسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وتصعيد غير مسبوق منذ 2006 على الجبهة اللبنانية الاسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه قصف أهدافا في سوريا ومن بينها مجمع عسكري تابع للفرقة الرابعة بالإضافة الى رادار ومواقع مدفعية تابعة للجيش السوري.
وأوضح في بيان اليوم الأحد أن “كل هذه الغارات ردًّا على إطلاق القذائف الصاروخية من داخل الأراضي السورية باتجاه إسرائيل”.
فيما لم ترد أنباء عن وقوع أضرار جراء الصواريخ الستة التي أُطلقت باتجاه إسرائيل، والتي قالت قناة “الميادين” (مقرها لبنان) إن “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، أعلنت مسؤوليتها عن إطلاقها.
وكان الجيش الإسرائيلي قال في تصريح مكتوب، فجر الأحد “تم رصد إطلاق ثلاث قذائف صاروخية من سوريا نحو إسرائيل، حيث اجتازت قذيفتين الى داخل الأراضي الاسرائيلية، قذيفة واحدة سقطت في منطقة مفتوحة وقذيفة أخرى اعترضت من قبل الدفاعات الجوية”.
ومساء السبت قال الجيش الإسرائيلي في بيان “تم رصد إطلاق ثلاث قذائف صاروخية من سوريا نحو إسرائيل حيث اجتازت قذيفة واحدة الى داخل الأراضي الإسرائيلية وسقطت في منطقة مفتوحة جنوب هضبة الجولان”.
وحمّل الجيش دمشق “مسؤولية ما يجري داخل أراضيها ولن يسمح بمحاولات لخرق السيادة الإسرائيلية”.
وقال الجيش إن القصف الاسرائيلي جاء ردا على إطلاق صواريخ باتجاه الجولان حيث أطلقت صفارات الإنذار، موضحا أن صاروخين “سقطا في أرض خلاء بهضبة الجولان” بينما اعترض النظام الإسرائيلي للدفاع الجوي صاروخا واحدا على الاقل، من دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أنه “حوالي الساعة الخامسة من صباح اليوم (الأحد) نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا بعدد من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل”.
وأوضح المصدر العسكري أن “القصف استهدف بعض النقاط في المنطقة الجنوبية”. وأكد أن “وسائط دفاعنا الجوي تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها”، موضحا أن “العدوان أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية”.
وتشن اسرائيل باستمرار عمليات قصف على مواقع تؤكد أنها تابعة لإيران في سوريا.
ويحتل الجيش الاسرائيلي جزءا من هضبة الجولان السورية منذ 1967 وأعلن ضمه في 1981 لكن المجتمع الدولي لم يعترف بهذه الخطوة.
وبموجب اتفاق فض الاشتباك في 1974 اقيمت منطقة عازلة منزوعة السلاح يحيط بها من كل جانب قطاع الاسلحة محدودة فيه. ومنذ ذلك الحين تشرف قوة من الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك على احترام الاتفاق.
وتوتر الوضع في هذه المنطقة خلال النزاع في سوريا لكن الحوادث بقيت محدودة واقتصرت على اطلاق نار من أسلحة خفيفة او اطلاق قذائف هاون من الجانب السوري، يرد عليها الجيش الاسرائيلي.
يأتي ذلك بينما تستعد إسرائيل لنشر تعزيزات أمنية في أعقاب هجومين أسفرا عن مقتل ثلاثة أشخاص، في ظلّ تصعيد جديد للتوتر في المنطقة.
وقُتِل سائح إيطالي (36 عامًا) دهسًا وأصيب سبعة أشخاص آخرين بينهم إيطاليون بجروح مساء الجمعة في هجوم بسيّارة عند الواجهة البحريّة في تلّ أبيب.
وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن القتيل هو أليساندرو باريني وقدمت تعازيها لعائلته، بينما أكدت خدمة الإسعاف أن القتيل والمصابين “سياح” تتراوح أعمارهم بين 17 و74 عاما.
واعلنت الشرطة الاسرائيلية أنها قتلت المنفذ.
ودان الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا “العمل الإرهابي الدنيء”، فيما فتح الادعاء العام المتخصص بمكافحة الإرهاب في روما تحقيقًا. كما ودانت الخارجية الفرنسية “بأكبر قدر من الحزم الهجوم الإرهابي” مؤكدة “تضامنها” مع إسرائيل.
من جهته، أمر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو “الشرطة الإسرائيلية بتعبئة جميع وحدات شرطة الحدود الاحتياطية، والجيش الإسرائيلي بتعبئة قوات إضافية لمواجهة الهجمات الإرهابية”.
وقالت الشرطة إنه سيتم نشر أربع كتائب احتياط من قوة حرس الحدود اعتبارا من الأحد في وسط المدن، بالإضافة إلى الوحدات التي تم استدعاؤها بالفعل في منطقة القدس ومدينة اللد المختلطة.
وأكدت وزارة الدفاع الاسرائيلية مساء السبت إشراك جنود في دعم الشرطة، وأعلنت تشديد القيود على دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا سيما العمال منهم، إلى إسرائيل.
وكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، على تويتر “لا مبرر لأعمال الإرهاب، يجب إدانتها ورفضها من قبل الجميع”.
وقتلت اسرائيليتان من مستوطنة إفرات تبلغان 16 و20 عاما بالرصاص وأصيبت والدتهما بجروح خطرة في هجوم آخر الجمعة. وقتلت الشقيقتان الاسرائيليتان البريطانيتان في إطلاق نار على سيارتهما في شمال شرق الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.
في الضفة الغربية المحتلة، أعلن الجيش الاسرائيلي السبت أنه تعرض لإطلاق نار قرب قرية يعبد الفلسطينية شمال الضفة. وقال في بيان أن جنوده “أطلقوا النار باتجاه المهاجمين” الذين كانوا في سيارة وتم “التأكد من إصابة في السيارة”.
وفي إطار تصاعد العنف خلال رمضان وعيدي الفصح اليهودي والمسيحي، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية قبيل فجر الأربعاء، مصلى المسجد الأقصى في عملية دهم تهدف إلى طرد “الشبان المخالفين للقانون” الذين قالت إنهم تحصنوا في داخله.
في اليوم التالي، أطلق أكثر من ثلاثين صاروخًا من الأراضي اللبنانية على إسرائيل. وحمل الجيش الإسرائيلي فصائل فلسطينية مسؤولية إطلاق الصواريخ. ورجح أن تكون حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، تقف وراءها مستبعدا بذلك حزب الله اللبناني عدوه اللدود.
وقصفت اسرائيل إسرائيل قطاع غزة وجنوب لبنان مستهدفة “بنى تحتية للإرهاب” تابعة لحماس على حد قولها.
وهذا أكبر عدد من الصواريخ يطلق من لبنان منذ أن خاضت إسرائيل حربا مدمرة استمرت 34 يوما مع حزب الله المدعوم من إيران في 2006. كما أنها المرة الأولى التي تؤكد فيها إسرائيل هجوما على الأراضي اللبنانية منذ أبريل 2022.
وإسرائيل ولبنان في حالة حرب تقنيا. وتقوم دوريات لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) المنتشرة في جنوب البلاد.
العرب