الدعم السريع تتهم موالين للبشير بالنهب والتخريب مع تسارع إجلاء الأجانب

الدعم السريع تتهم موالين للبشير بالنهب والتخريب مع تسارع إجلاء الأجانب

واطنين الأبرياء، من قيادة القوات الانقلابية، وهي بهذا الفعل الجبان لا تستهدف قوات الدعم السريع وإنما الشعب السوداني”.

وأضافت أن “هذه القوة تحركها أيادي الإرهابيين المتطرفين المعادين للشعب السوداني والإنسانية” مؤكدة وجود قواتها “في كافة الميادين من أجل انتزاع هذا الجزء الخبيث من أرض السودان والخروج ببلادنا إلى بر الأمان بأقل الخسائر والأضرار وسط المدنيين”.

وأشارت إلى أن قواتها “تعمل وسط جماهير الشعب السوداني لتقديم الخدمات الأساسية وفتح ممرات إنسانية في هذه المرحلة الصعبة التي تشهدها بلادنا، إلى جانب انشغالها بإجلاء البعثات الدبلوماسية ورعايا الدول الأجنبية”.

ولفتت إلى أنها “أجلت اليوم بعثة دولة نيجريا وتساعد على إجلاء البعثة الهندية لمغادرة البلاد وبعثات أخرى تنتظرنا لتقديم الحماية والوصول بها إلى مناطق آمنة”.

ويؤدي دخول سلاح الجو السوداني الحرب بكثافة إلى إثارة المخاوف من تضخم أعداد الضحايا، على الرغم من قلة عدد الطائرات المقاتلة الفاعلة التي يملكها الجيش، لأن الطائرات لن تستطيع التمييز بين العناصر التابعة لقوات الدعم السريع والمدنيين، وهي الوضعية التي توقع الجيش السوداني في أزمة داخلية وخارجية.

وتكاد المعارك في الأيام التسعة الماضية تكون منحصرة داخل الخرطوم وبعض المدن القريبة منها، ولا توجد اشتباكات ساخنة في الأقاليم البعيدة عن العاصمة حاليا، ما يعني أن حروب المدن ستكون هي الفيصل.

وتتفوق قوات الدعم السريع في عمليات الكر والفر لسابق خبرتها في حرب دارفور وقدرتها على قول كلمتها هناك من خلال آليات تعتمد على الالتحامات المباشرة، وهو ما يفتقده الجيش الذي يواجه لأول مرة اختبارا حقيقيا لحرب المدن في الخرطوم.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت قوات الدعم السريع أنها نفذت مساء الأحد، عملية إجلاء ناجحة لرعايا إيطاليا، وأضافت أن البعثة التي تم اجلائها من منزل إقامة السفير بالخرطوم 2 بالإضافة إلى طاقم السفارة و41 مواطنًا ايطاليا على متن 6 مركبات صغيرة وحافلة.

كما بحث قائد الدعم السريع مع وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني تطورات الأزمة التي يشهدها السودان.

ووفق بيان صادر عن دقلو، أعرب تاياني عن تقديره لجهود قوات الدعم السريع في إجلاء عدد من البعثات الدبلوماسية، مؤكدا أنه يتطلع إلى مزيد من التنسيق لإجلاء رعايا بلاده والبلدان الاخرى خلال الهدنة المعلنة الآن.

وأكد دقلو التزام قواته بالقانون الدولي الانساني وكافة القوانين المتعلقة بحماية المدنيين في أوقات الحرب.

وشدد على أنه لن يتوانى عن تقديم التسهيلات اللازمة لتأمين عبور آمن للمواطنين ورعايا الدول الشقيقة والصديقة إلى وجهاتهم المختلفة.

وتواصلت الإثنين عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان حيث تقترب المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع من يومها العاشر، في غياب أي أفق لإنهاء الاشتباكات.

ومع استمرار أزيز الرصاص ودوي الانفجارات في الخرطوم ومدن أخرى، تمكنت عواصم غربية وإقليمية من فتح مسارات آمنة لإخراج الرعايا الأجانب بضمان الطرفين المتصارعين، أي قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وأدت المعارك التي اندلعت اعتبارا من 15 أبريل، لمقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة نحو أربعة آلاف، ووضعت نظام الرعاية الصحية تحت ضغط هائل للتعامل مع حصيلة متزايدة للضحايا.

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتل تمكّن من إجلاء ألف من رعاياه من السودان.

وقال لصحافيين الإثنين “كانت عملية معقدة وناجحة”، مؤكدا أن 21 دبلوماسيا من بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم أخرجوا فيما غادر سفير الاتحاد الأوروبي الخرطوم، وانتقل إلى منطقة أخرى من السودان.

ووجّه بوريل الشكر إلى فرنسا التي تقود منذ الأحد عمليات إجلاء جوية الى جيبوتي باستخدام طائرات عسكرية.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الإثنين أنها أجلت الى الآن نحو 400 من رعاياها وحملة جنسيات أخرى.

وأوضحت في بيان أن “هذه الرحلات سمحت بإجلاء 388 شخصا بينهم مواطنون فرنسيون أعربوا عن رغبتهم بذلك، فضلا عن عدد كبير من رعايا دول أخرى، أوروبيون خصوصا فضلا عن أفارقة ومن القارة الأميركية وآسيا”.

وحمل الذين تم اجلاؤهم جنسيات كلّ من ألمانيا والنمسا والدنمارك وفنلندا واليونان والمجر والمملكة المتحدة والسويد وسويسرا وجنوب أفريقيا وبوروندي وإثيوبيا وليسوتو والمغرب وناميبيا والنيجر وأوغندا ورواندا، فضلا عن السودان والولايات المتحدة وكندا والهند واليابان والفيليبين.

وشهدت عطلة نهاية الأسبوع تسارعا في عمليات الإجلاء، ونفذتها دول عدة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.

وأكدت لندن على لسان متحدث باسم الحكومة، أن قواتها المسلحة “استفادت من نافذة فرصة ضيّقة” لانجاز الإجلاء.

وأشار المتحدث الى أنه “في ظل تواصل الاشتباكات العنيفة في الخرطوم وإغلاق مطارها الرئيسي” بسبب ذلك منذ اليوم الأول لاندلاع المعارك، “يستحيل تنظيم عملية إجلاء أكبر” في الوقت الراهن.

وكانت مصر والسعودية الأبرز عربيا على صعيد عمليات الإجلاء.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية ليل الأحد “إجلاء 436 مواطناً من السودان” عن طريق الحدود البرية بين البلدين، في حين كانت الرياض أعلنت السبت إجلاء أكثر من 100 من السعوديين ورعايا دول أخرى بحرا الى جدّة، بعد انتقالهم برا الى مدينة بورتسودان في شرق السودان.

وأعلن الأردن السبت بدء إجلاء نحو 300 أردني، وأكدت بغداد إجلاء 14 عراقيا “إلى موقع آمن في منطقة بورتسودان” وتواصل الجهود لإجلاء آخرين.

وأعلنت وزارة الخارجية اللبنانية الإثنين إجلاء 52 شخصاً من بورتسودان الى جدة على متن سفينة تابعة للبحرية السعودية. كما خرج من السودان 105 ليبيين بالطريقة ذاتها، وفق ما أكدت وزارة خارجية بلادهم الإثنين.

وغالبية من تمّ إجلاؤهم من الأجانب هم من الطواقم الدبلوماسية، بينما ينتظر العديد من المدنيين دورهم للإجلاء جوا، ضمن قوافل من الحافلات والسيارات الرباعية الدفع التي تنتقل بمواكبة أمنية من الخرطوم نحو قواعد عسكرية خارجها، أو الى مدينة بورتسودان.

وتشكل جيبوتي محطة أساسية لعمليات الإجلاء الجوي، حيث تحط فيها طائرات عسكرية تنقل المدنيين من السودان.

وباتت هذه الدولة المطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، تستضيف العديد من القوات العسكرية الأجنبية التي يقوم أفرادها بتنظيم عمليات الوصول لعشرات من العائلات المنهكة.

العرب