وأسهمت وسائل الإعلام الجزائرية التي تأتمر بأمر السلطات في تأجيج التوتر الذي أفضى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وتترجم تغطيات الإعلام الجزائري تسخير الصحافة من قبل حكام الجزائر ودون التزام بالمبادئ والأخلاق والواجبات التي أقرتها القوانين ومواثيق الشرف المهني محليا ودوليا.
وتفرد العديد من وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة في الجزائر الكثير من المواد الإعلامية لتغطية الشأن المغربي، ويحكمها جميعا هاجس واحد وهو مهاجمة المغرب، ويتم ذلك بطرق مفضوحة تفتقر إلى أدنى الضوابط المهنية المعروفة، وهو أمر أصبح مصدر تندر لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذه المرة، اُعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء. وخرجت الأصوات المنتقدة لهذه السياسة الإعلامية المضطربة من الجزائر نفسها.
وقال ناشط سياسي جزائري:
أدعو الجميع إلى التبليغ وبقوة عن هذه التغريدة الصادرة عن مؤسسة إعلامية رسمية تنشر خطاب الكراهية والعنصرية وتقذف في شرف المغربيات وعرضهن! إنه الفجور في الخصومة برعاية نظام حكم فاقد للأخلاق والقيم!
وتابع “على الجزائريين رفض هذه الممارسات القبيحة وإدانة إعلام رسمي يتهجم باسم الجزائر على المغرب بشكل تعدى كل الحدود عبر التجريح والإساءة البليغة وضرب القيم والأخلاق! حالة تعبر عن شعور بالهزيمة تتملك نظام حكم أضحى رمزا للدناءة والخساسة وقلة الحياء وكل ما هو مرتبط بالفعل السيء البغيض! نظام العسكر ينشر ثقافة العنف اللفظي في أوساط المجتمع باعتماده سياسة إعلامية رسمية بعيدة كل البعد عن المصداقية والمهنية والأدب! نظام العسكر يدمر بشكل ممنهج منظومة الأخلاق في الجزائر ويؤكد مرة أخرى عدوانيته وأنه الراعي الرسمي لخطاب التطرف الذي سيجعل الجزائر للأسف تدفع الثمن مرة أخرى! فعلا إنه نظام حكم لا يستحي”!
لما يحب واحد يفهّمك أن الخسة وقذف المحصنات مصلحة وطنية وأنه وجماعته كُشِف عنهم الحجاب أو زال عنهم التكليف أتذكر هذه اللقطة من فيلم حسان طيرو #سقطة_التلفزيون_الجزايري.
كنا دايما نعايرو قنوات الصرف الصحي بالتلفزيون الجزائري لكن هذا التقرير سقطة تاريخية! كنت أتمنى منكم الترفع عن هكذا مواضيع فأنتم تلفزيون عمومي يمثل دولة بحجم الجزائر فماذا حدث؟
عندما يصل الحال بالتلفزيون الجزائري الرسمي إلى مهاجمة المغرب بطرق أقل ما يقال عنها إنها تعكس مستوى حكام هذا البلد، فاعلم أن الشعب المغربي أوجعهم فقط بتغريدات تكشف حقيقة تاريخهم. أما العلاقات بين #المغرب و#السعودية فهي أكبر من أن يزعزعها نظام استطاع مواطن مغربي هز أركانه.
وأكد معلقون أن الهدف من الهاشتاغ الذي تصدر في الجزائر هو الزج بالسعودية في خلاف.
“وسم يسيء للنساء المغربيات صنع في الجزائر بلد المنشأ، لكن تم تداوله باعتباره سعوديا عبر حسابات وهمية تنتحل صفة مواطنين سعوديين. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الوسم تصدر الترند في الجزائر فقط”، والحقيقة أن #المغربية_رمز_لا_يقهر.
تخيل يا مؤمن التلفزيون الرسمي الجزائري التابع للدولة بيعرض فيديو يخوض في أعراض نساء المغرب ويتهمهن في شرفهن. أي قاع وصلنا إليه! حد يقول لي أحنا وصلنا إلى قعر طراش المجاري ولا لسه شوية! واضح أن شنقريحة وعبدالمجيد تبون مش هيجيبوها لبر.
وتستنفر معظم وسائل الإعلام في الجزائر ضد المغرب، وأخرجت من قاموسها كل الأوصاف السلبية لتقزيم دوره والاستخفاف بقوته. يذكر أن التغطية الإعلامية الجزائرية للشأن المغربي كثيرا ما تثير سخرية وجدلا.
حتى إن السلطات سبق أن أنهت مهام مدير التلفزيون الرسمي الجزائري شعبان لوناكل “على خلفية التعامل الإعلامي المثير للجدل مع التأهل التاريخي للمنتخب المغربي إلى ربع نهائي بطولة كأس العالم قطر 2022 ثم إلى نصف النهائي، بعد بث القناة خبر فوز أسود الأطلس على المنتخب البرتغالي في ربع النهائي، إذ بثت القناة الثالثة نتيجة المباراة”. وتداول معلقون مقطع الفيديو الذي أقيل بسببه لوناكل.
وسبق أن أثارت نشرة الأخبار الجوية والطقس، التي يبثها التلفزيون الجزائري الحكومي، سخرية واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تمت إزالة اسم المغرب من الخارطة.
ولوحظ في الفيديو أن الخارطة الجوية شملت أسماء الدول الأفريقية المحيطة بالجزائر، في حين أزيل اسم المغرب. وأشارت مقدمة النشرة إلى عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية بـ”العيون المحتلة”.
كما انتقد متابعون التدفق الإعلامي الكثيف من الوكالة الجزائرية باتجاه المغرب، وهو ما عكسه حجم القصاصات الإخبارية وعددها. ولا يختلف الأمر في حسابات الوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تطغى الأخبار المغربية على الأخبار الجزائرية التي من المفترض أن تغطيها الوكالة.
وساهمت السلطة الجزائرية، من خلال مواصلة سياسة التحكم في قطاع الإعلام، في أن تصبح شبكات التواصل البديل الإعلامي المتاح، من أجل فتح أبواب التفاعل والنقاش وكشف الكثير من الملفات والقضايا “المسكوت عنها” في الإعلام التقليدي.
ويطالب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون كلما سنحت له الفرصة الإعلام الجزائري بإسناد مجهود الدولة في الرد على “الحرب التي تتعرّض لها الجزائر”، وحثّه على المزيد من الجهد لاكتساب أدوات التحكم في المناهج والمعارف من أجل التصدي لحروب الجيل الرابع، في اعتراف ضمني بعدم احترافية الإعلام في بلاده وعدم قدرته على المنافسة الدولية.
العرب