تعليق تصدير نفط الإقليم يكبد العراق خسائر بالمليارات

تعليق تصدير نفط الإقليم يكبد العراق خسائر بالمليارات

الباحثة شذى خليل*

يواجه العراق خسائر اقتصادية كبيرة بسبب تعليق صادرات النفط من إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي.. فمنذ 25 آذار، أوقفت تركيا صادرات النفط عبر ميناء جيهان، بعد قرار قضائي دولي ألزم أنقرة بدفع تعويضات لبغداد لخرقها اتفاقية خط أنابيب 1973 بالسماح بتصدير نفط حكومة إقليم كردستان دون موافقة الحكومة العراقية.
ويمثل خط أنابيب النفط ، الذي يمتد من محافظة كركوك العراقية إلى ميناء جيهان، طريق تصدير النفط الخام الوحيد الذي تنتجه حقول النفط في شمال العراق.
في 4 نيسان 2023 ، وقعت الحكومة العراقية والسلطات في إقليم كردستان العراق اتفاقية لاستئناف ضخ النفط من شمال البلاد عبر شركة تسويق النفط العراقية (سومو). إلا أن تركيا وضعت شروطا معينة لاستئناف الصادرات، منها مطالبة الحكومة العراقية بوقف وإلغاء تعويض مبلغ مليار و 471 مليون دولار الذي فرضته عليها محكمة التحكيم الدولية في باريس ، وكذلك بيع النفط من المنطقة بالسعر السابق البالغ 19 دولارا للبرميل وهو ما ترفضه الحكومة العراقية وتحديدا شركة سومو.

من المتوقع أن يزور وفد مشترك من وزارة النفط العراقية ووزارة الثروات الطبيعية في حكومة كردستان العاصمة التركية أنقرة لمناقشة موضوع استئناف الصادرات النفطية عبر ميناء جيهان التركي بعد توقف دام نحو 40 يوما، كما يبحث الوفد استكمال توقيع العقود النفطية مع أربع شركات عالمية لضمان استئناف الصادرات النفطية عبر سومو من خلال ميناء جيهان التركي.
كان لتعليق صادرات النفط أثر كبير على الاقتصاد الكردي، حيث عجزت حكومة إقليم كردستان عن دفع رواتب الموظفين لشهر نيسان بسبب تعليق صادرات النفط وطالب الوزير الكردي الحكومة العراقية بتحمل تكاليف رواتب الموظفين في إقليم كردستان لأن حكومة الإقليم غير مسؤولة عن وقف تصدير النفط.

أكد المستشار النفطي والخبير المتخصص كوفند شيرواني أن سومو رتبت مع عدة شركات عالمية لاستئناف شراء النفط المصدّر من المنطقة والبالغ 400 ألف برميل إضافة إلى 80 ألف برميل من نفط كركوك. ويتوقع شرواني أنه في الأيام المقبلة سيتم استئناف تصدير نفط كردستان عبر ميناء جيهان التركي ، وتبقى بعض الإجراءات الروتينية العادية فقط.
خسائر الاقتصاد العراقي نتيجة توقف تصدير نفط المنطقة خلال الفترة الماضية بلغت أكثر من مليار دولار، وعودة الصادرات ستنعش الموازنة العراقية بسبب العجز الكبير الذي بلغ 50 مليار دولار، وإذا استمر وقف التصدير حتى نهاية العام الجاري، فإن إجمالي الخسائر المالية ستتجاوز 8 مليارات دولار، وهو ما ستكون له عواقب وخيمة حتى تركيا ستتكبد خسائر مالية كبيرة تجعلها تخضع لعملية استئناف صادرات النفط مرة أخرى.
والمصادر تؤكد استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان في المستقبل القريب إلا أن انقطاع تدفق النفط مازال قائما ، مما أدى إلى خسارة العراق نحو مليار دولار شهريا من قيمة تصدير 450 ألف برميل يوميا.

وحدة الدراسات الاقتصادية /مكتب شمال امريكا
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية