غريفيث يريد ضمانات لممرات إنسانية وحميدتي يبدي تعاونا

غريفيث يريد ضمانات لممرات إنسانية وحميدتي يبدي تعاونا

جدة (السعودية) – يسعى مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، للاجتماع بطرفي النزاع في السودان، وفق ما أعلن الأربعاء من أجل تأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب، في وقت أبدى قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، استعداده للتعاون مع غريفيث، وذلك بعد إعلان الجيش السوداني موافقته على هدنة لمدة أسبوع.

وتأتي هذه المساعي الأممية فيما تتواصل المعارك، حيث سُمع دوي ضربات جوية في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين، على الرغم من اتفاق الجانبين على تمديد سلسلة من فترات الهدنة الهشة فيما تدخل الخميس هدنة جديدة حيز التنفيذ لسبعة أيام أخرى.

وقال غريفيث الأربعاء إنه يريد الاجتماع مع طرفي الصراع في السودان في غضون يومين أو ثلاثة أيام للحصول على ضمانات علنية منهما بخصوص توفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية.

وتضغط الأمم المتحدة على طرفي الصراع في السودان لتأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات للنهب وتقويض ضربات جوية في الخرطوم لوقف إطلاق نار جديد.

وتابع غريفيث في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة رويترز من جدة في المملكة العربية السعودية في أعقاب زيارة لبورتسودان كانت تهدف للتخطيط لعملية إغاثة إنسانية واسعة النطاق، أن الاجتماع قد يتم في العاصمة السودانية الخرطوم أو أي مكان آخر.

وحذرت الأمم المتحدة من أن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية قد يتسبب في كارثة إنسانية يمكن أن تمتد إلى دول أخرى.

وقُتل عدد من موظفي الأمم المتحدة في أعمال العنف التي اندلعت في 15 أبريل.

وعلى الرغم من شحن بعض المساعدات إلى بورتسودان، فإن وكالات الإغاثة تسعى للحصول على ضمانات تفصيلية بتوفير ممر آمن لتتمكن من توزيع المساعدات في الخرطوم ودارفور ومناطق أخرى.

وقال غريفيث إنه تحدث هاتفيا إلى قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، من بورتسودان الأربعاء، ليخبرهما أن هناك حاجة إلى ممرات مساعدات وعمليات نقل جوي محددة.

وأضاف “نحن الآن واضحون للغاية في متطلباتنا العملياتية فيما يتعلق بما نحتاجه من التزامات منهم”، مشيرا إلى أن طريقا يمكن أن يمر عبر ود مدني جنوب شرقي الخرطوم وآخر من تشاد إلى دارفور.

وقال “من المهم بالنسبة لي أن نلتقي فعليا وجها لوجه لمناقشة هذا الأمر، لأننا نحتاج إلى أن تكون لحظة علنية وخاضعة للمساءلة”.

وتابع “نحن الآن في طور التشاور معهم على وجه التحديد بخصوص موعد ومكان”.

ولدى سؤاله عن موعد عقد مثل هذه الاجتماعات، قال إنه يأمل أن تكون في غضون “يومين أو ثلاثة أيام”.

وكان حوالي ثلث سكان السودان البالغ عددهم 46 مليون نسمة بحاجة بالفعل إلى مساعدات إنسانية قبل بدء الصراع الحالي.

ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش والدعم السريع، حصد القتال أكثر من 500 قتيل، ونحو 5000 جريح، حسب إحصاءات وزارة الصحة السودانية.

وتعطلت عمليات توزيع المساعدات الإنسانية في دولة كان نحو ثلث سكانها بالفعل يعتمدون على المساعدات. وقد يتسع نطاق الكارثة مع معاناة دول جوار فقيرة من تبعات تدفق اللاجئين الفارين من الصراع.

وأكد غريفيث أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أبلغه بأن ست شاحنات كانت متجهة إلى دارفور نُهبت في الطريق على الرغم من تأكيدات على ضمان السلامة والأمن.

وكتب دقلو على حسابه الموثق على تويتر، ليل الأربعاء الخميس، أنه ناقش “مع غريفيث، تطورات الأوضاع الانسانية في البلاد وأهمية التنسيق لتقديم المساعدات المطلوبة للمواطنين وحماية وصولها للمحتاجين، إلى جانب ضمان حركة المواطنين من أجل قضاء احتياجاتهم الأساسية”.

وأضاف “نؤكد التزامنا التام بفتح وحماية الممرات الإنسانية لتسهيل حركة المواطنين في أماكن سيطرة قواتنا وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

وتابع “نحن أيضا على استعداد للتعاون والتنسيق وتقديم كل ما من شأنه المساهمة في تخفيف وطأة الظروف الراهنة”.

وكان الجيش السوداني أعلن، مساء الأربعاء، موافقته على المبادرة التي تقدمت بها الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) بتمديد الهدنة الحالية لمدة أسبوع، وتسمية ممثل من كل طرف للتباحث حول الهدنة مع الآلية رفيعة المستوى المكونة من رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحافي في نيروبي إنه يتعين على المجتمع الدولي بأسره أن يوضح للبرهان ودقلو أن الوضع غير مقبول.

وأكد أنه يتعين الضغط على الزعيمين للاتفاق على وقف إطلاق نار وإجراء حوار سياسي والانتقال إلى حكومة مدنية.

وأوردت جنوب السودان أن الجانبين وافقا على وقف إطلاق النار وإرسال ممثلين لهما للمحادثات.

وتراوحت مدة اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع بين 24 و72 ساعة لكن لم يتم الالتزام بأي منها التزاما كاملا.

وتوجه للجيش تهم بخرق الاتفاقيات السابقة والمماطلة في تنفيذها بالرغم من إعلان الموافقة عليها بشكل رسمي، والمضي في تنفيذ هجمات جوية بشكل مستمر على مواقع قوات الدعم السريع ما يضطرها إلى الرد.

وتجددت اشتباكات عنيفة بالعاصمة السودانية الخرطوم، فجر الخميس، بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأفاد شهود عيان، أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط القصر الرئاسي والقيادة العامة وسط الخرطوم.

وذكر الشهود أن أصوات دوي المدافع والانفجارات القوية تتركز في وسط الخرطوم مع تصاعد أعمدة الدخان مع تحليق مكثف للطيران الحربي التابع للجيش السوداني في مدينتي أم درمان غربي الخرطوم، وبحري (شمالها).

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمهاجمة قواتها عن طريق شن “قصف عشوائي” على عدد من مواقع تمركزها وبعض الأحياء السكنية، رغم الهدنة الجديدة التي بدأ سريانها اليوم الخميس.

وأضاف في بيان أن القصف الذي شنه الجيش بالمدافع والطائرات منذ فجر اليوم الخميس “يشكل تجاوزا سافرا للأعراف والقوانين الدولية والقانون الدولي والإنساني”.

ودانت قوات الدعم السريع “التصرفات غير المسؤولة من قيادات القوات الانقلابية وفلول النظام البائد المتطرفة باختراقها للهدنة الانسانية المعلنة ومهاجمة قواتنا منذ فجر اليوم الخميس في عدد من مواقع تمركزها”.

وجددت تأكيدها على أن هناك تعددا لمراكز اتخاذ القرارات داخل المجموعة الانقلابية والفلول الأمر الذي انعكس سلبا على تنفيذ الهدنة الانسانية.

وتقصف طائرات الجيش وحدات الدعم السريع داخل الأحياء السكنية بمنطقة العاصمة. وامتد الصراع أيضا إلى منطقة دارفور بغرب السودان حيث تمتلك قوات الدعم السريع حاضنة اجتماعية وعسكرية مهمة.

ولا يُظهر قائدا الجيش وقوات الدعم السريع أي مؤشر على التراجع، ومع ذلك فإنهما ليسا قادرين على تحقيق نصر سريع فيما يبدو. وأثار ذلك مخاوف من نشوب صراع طويل الأمد قد يجتذب قوى خارجية.

وأدى القتال إلى نزوح مئات الآلاف داخليا، معظمهم من دارفور في غرب السودان، وفر أكثر من 100 ألف عبر حدود السودان.

وفي الخرطوم، لا يزال الملايين يحاولون الاحتماء من حرب مفتوحة بين جيش يستخدم الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة وقوات الدعم السريع المنتشرة في الأحياء السكنية.

ومعظم المستشفيات خارج الخدمة والعديد من المناطق تُركت بدون كهرباء ومياه مع تضاؤل إمدادات الغذاء والوقود. ولم يفلح الإعلان المتكرر لهدنة في وقف القتال.

العرب