دمشق وطهران تحرضان بغداد على قصف القوات التركية قرب الموصل

دمشق وطهران تحرضان بغداد على قصف القوات التركية قرب الموصل

555b60a1c4618803078b4584
اتهم قيادي بارز في ائتلاف «متحدون»، أكبر تكتل سياسي سني في البرلمان العراقي، النظامين في سورية وإيران بالضغط على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وبدفع فصائل «الحشد» الشيعية المدعومة من ايران الى مواجهة عسكرية مع القوات التركية التي دخلت محيط مدينة الموصل في شمال العراق.
وقال القيادي في الائتلاف الذي يرأسه أسامة النجيفي لـ»السياسة» ان الفصائل الشيعية المسلحة اقترحت على العبادي بتحريض من النظامين السوري والإيراني بقصف الجنود الأتراك في شمال العراق من الجو إذا لم تستجب أنقرة للطلب العراقي الرسمي بسحب قواتها من المنطقة التي تمركزت فيها حول الموصل السبت الماضي، مضيفاً أن بعض الفصائل الشيعية اقترح على العبادي تحريك ما يسمى لواء حرس الحدود العراقي المتمركز في معسكر بالقرب من بلدة زاخو على الحدود العراقية – التركية، وهو لواء تابع لوزارة الدفاع العراقية، وإصدار أوامر له بمهاجمة القوات التركية.
وكشف القيادي عن تكثيف غير مسبوق في اليومين الماضيين للاتصالات السياسية بين بغداد ودمشق وطهران، مؤكداً أن النظامين الإيراني والسوري يدفعان باتجاه مواجهة بين القوات العراقية والتركية لخلط الأوراق في المنطقة بصورة خطيرة، لأن مهاجمة الأتراك سيستفز الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الذي تنتمي اليه تركيا، كما أن اندلاع أي مواجهة عسكرية بين بغداد وأنقرة يصب في مصلحة نظام الرئيس بشار الأسد على اعتبار أن جبهة جديدة فتحت وأن تداعيات الأزمة السورية باتت خطيرة ما يرغم الدول الغربية على تقديم المزيد من التنازلات بشأن مصير الأسد ودوره في التسوية السياسية وفي محاربة تنظيم «داعش».
وأكد القيادي أن الضجة الكبيرة بشأن تواجد القوات التركية في شمال العراق سببها أن الفصائل الشيعية المدعومة من النظامين السوري والإيراني لا تريد أي دعم عسكري حقيقي للعرب السنة في مواجهة «داعش»، مشيراً إلى أن توسع الانتشار العسكري التركي حول الموصل أربك الخطط التي وضعتها فصائل «الحشد»، لأنه يعني أن القوات الأمنية من أبناء المدينة وهم من السنة سيقاتلون «داعش» من دون الحاجة الى دعم من أي قوات أخرى سيما من قوات «الحشد»، كما أن دخول الأتراك بعث رسالة سياسية الى بغداد بوجود تحالف تركي – كردي – سني في العراق.
وأشار القيادي إلى وجود شكوك لدى بعض القوى الشيعية بأن الولايات المتحدة ربما تكون وراء الخطوة التركية لأن موقف الحكومة العراقية من تسليح السنة والأكراد لازال متعثراً الى حد كبير، وهذا ما يفسر بطء عملية تحرير مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار غرباً على الحدود مع سورية.
وأكد أن الولايات المتحدة ودول التحالف باتت محبطة من طريقة تعامل حكومة العبادي مع السنة والأكراد لأن كل اقتراح من التحالف بشأن طريقة التحرك ضد «داعش» تقابل بتحفظ عراقي رسمي أو رفض تام، كما أن الحكومة العراقية تتجه الى توسيع تحالفها مع الايرانيين والروس وهذا أمر خطير بالنسبة لواشنطن التي تريد أن يبقى العراق ضمن ستراتيجيتها في الحرب على «داعش».
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية التركية، أمس، أن وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو أبلغ نظيره العراقي ابراهيم الجعفري في محادثة هاتفية أن تركيا أوقفت ارسال قوات الى شمال العراق في الوقت الراهن، إلا أنها لن تسحب الجنود المتواجدين هناك.
من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو انه يريد زيارة بغداد بأسرع وقت ممكن في محاولة لتهدئة الخلافات، مشيراً إلى أن القوات التركية توجهت للعراق للمشاركة في الحرب ضد «داعش»، وإن من فسروا وجودها بشكل مختلف ضالعون في «استفزاز متعمد».

 باسل محمد
صحيفة السياسة الكويتية