إيران تستعرض أول صاروخ فرط صوتي بدعم روسي وصيني

إيران تستعرض أول صاروخ فرط صوتي بدعم روسي وصيني

طهران – لا تزال إيران مصرة على تطوير منظومتها الصاروخية رغم الضغوط الدولية عليها والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ضدها، وتضرر اقتصادها خلال العقود الماضية، وهي ترى في ذلك قوة ردع أساسية تعزز بها نفوذها وقدرتها على مواجهة أي هجوم محتمل.

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” الثلاثاء أن إيران أزاحت الستار عمّا وصفه المسؤولون بأنه أول صاروخ باليستي فرط صوتي من إنتاجها، وهو إعلان من المرجح أن يفاقم مخاوف الغرب إزاء قدرات طهران الصاروخية.

ويعد برنامج إيران الصاروخي أحد أكبر برامج التسلح في الشرق الأوسط. ويمكن للصواريخ فرط صوتية الانطلاق بسرعات تزيد بخمس مرات على الأقل عن سرعة الصوت وفي مسارات معقدة مما يجعل من الصعب اعتراضها.

◙ إيران تقول إن صواريخها الباليستية هي قوة مهمة للردع والانتقام في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل وأهداف إقليمية محتملة

وتقول إيران إن صواريخها الباليستية، التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، هي قوة مهمة للردع والانتقام في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل وأهداف إقليمية محتملة أخرى، لكنها في المقابل تنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

وعلى الرغم من معارضة الولايات المتحدة وأوروبا، قالت الجمهورية الإسلامية إنها ستواصل تطوير برنامجها الصاروخي الدفاعي. وساهمت تلك المخاوف من الصواريخ الباليستية الإيرانية في قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 الانسحاب من اتفاق طهران النووي لعام 2015 الذي وقعته إيران مع ست قوى كبرى.

وبحسب مكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، تمتلك إيران أكبر عدد من الصواريخ الباليستية في المنطقة. وتقول جمعية الحد من الأسلحة، وهي منظمة غير حكومية تتخذ من واشنطن مقرا، إن برنامج الصواريخ الإيراني يعتمد إلى حد كبير على تصميمات كورية شمالية وروسية وإنه استفاد من مساعدة صينية.

كما تقول جمعية الحد من الأسلحة إن الصواريخ الباليستية الإيرانية قصيرة المدى ومتوسطة المدى تشمل شهاب – 1 الذي يقدر مداه بنحو 300 كيلومتر، وذوالفقار (700 كيلومتر) وشهاب – 3 (800 – 1000 كيلومتر) وعماد – 1 الجاري تطويره (يصل مداه إلى 2000 كيلومتر) وسجيل الجاري تطويره أيضا (1500 – 2500 كيلومتر).

ولدى إيران كذلك صواريخ “كروز كيه.إتش55” التي تطلق من الجو والقادرة على حمل رؤوس نووية ويبلغ مداها ثلاثة آلاف كيلومتر وصواريخ حديثة مضاد للسفن مداها 300 كيلومتر وقادرة على حمل رأس حربية تزن ألف كيلوغرام.

وتمثل القدرات الدفاعية لطهران تهديدا لدول الشرق الأوسط ولمصالح الولايات المتحدة هناك. وسبق أن حذرت دول عديدة من مخططات إيران ضد المنطقة، واتهمتها بمحاولة زعزعة أمن واستقرار عدد من الدول العربية. وقالت السعودية والولايات المتحدة إنهما تعتقدان أن إيران كانت وراء هجوم بطائرات مُسيّرة وصواريخ على منشآتها النفطية في 2019، وهو ما نفته طهران.

وفي العام 2020، شنت إيران هجمات صاروخية على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، بما في ذلك قاعدة الأسد الجوية، ردا على غارة أميركية بطائرة مسيّرة كانت سببا في مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وقد أثار قتله مخاوف من صراع أوسع في الشرق الأوسط.

وفي استعراض أحدث للقوة، هاجمت إيران في عام 2022 أربيل في شمال العراق بعشرات الصواريخ الباليستية، في هجوم غير مسبوق على عاصمة إقليم كردستان شبه المستقل.

◙ دول عديدة سبق لها أن حذرت من مخططات إيران ضد المنطقة واتهمتها بمحاولة زعزعة أمن واستقرار عدد من الدول العربية

وتظهر حركة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران قدرة متزايدة على استغلال تكنولوجيا الصواريخ. وتتهم الولايات المتحدة إيران بتسليح الحوثيين، وهو ما تنفيه طهران. وقالت الحركة إنها أطلقت عددا من الصواريخ الباليستية على أبوظبي عاصمة الإمارات وأطلقت أيضا عدة طائرات مُسيّرة على دبي، قلب الأعمال ومركزها في المنطقة.

وتم إحباط إحدى هذه الهجمات، والتي استهدفت قاعدة تستضيف قوات من الجيش الأميركي في الإمارات، باستخدام صواريخ باتريوت الاعتراضية أميركية الصنع. ودفع الهجوم القوات الأميركية إلى الاحتماء بالمخابئ.

ويقول حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني المدعوم من إيران إن الجماعة لديها القدرة داخل لبنان على تحويل الآلاف من الصواريخ إلى صواريخ دقيقة وإنتاج طائرات مسيّرة.

وفي العام الماضي، قال نصرالله إن حزب الله تمكن من تحويل الصواريخ العادية إلى صواريخ دقيقة بالتعاون مع “خبراء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

ومنذ بدء الحرب السورية، نقلت إيران صواريخ محلية دقيقة التوجيه إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد في الحرب مع المعارضة، وفقا لمسؤولي مخابرات إسرائيليين وغربيين.

ونقلت إيران أيضا بعضا من طاقتها الإنتاجية إلى مجمعات تحت الأرض في سوريا، حيث تعلم جيش الأسد وقوات أخرى متحالفة مع طهران طريقة صنع الصواريخ، بحسب المصادر نفسها.

العرب