واشنطن – سيتّخذ الرئيس الأميركي جو بايدن قراره بشأن إن كان سيترشح لولاية ثانية في 2024 بعد “فترة قصيرة” من بدء العام الجديد، وفق ما ذكر كبير موظفيه رون كلاين الاثنين.
وقال كلاين في تصريحات أدلى بها خلال قمة مجلس الرؤساء التنفيذيين لوول ستريت جورنال إن بايدن يتشاور مع أفراد عائلته. وفي سن الثمانين، يعد بايدن الرئيس الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة وإذا تولى السلطة لولاية ثانية فسيكون في السادسة والثمانين من عمره بحلول انتهاء ولايته.
وقال كلاين الذي يعد من بين أرفع الشخصيات في واشنطن التي تعلّق على المسألة في مقابلة بثّتها وول ستريت جورنال إنه يعتقد أنه “ينوي الترشح”.
وأضاف “أسمع من العديد من الديمقراطيين في أنحاء البلاد بأنهم يريدون بأن يترشح.. لكن الرئيس سيتّخذ هذا القرار، بحسب توقعاتي، بعد وقت قصير من انتهاء موسم العطلات، لكنني أتوقع بأن يكون قراره أنه سيقوم بذلك (أي سيترشح)”.
وألمح بايدن بشكل قوي إلى أنه سيترشّح مجددا بينما ترك احتمال عدم ترشحه مفتوحا، قائلا إنه “يحترم المصير إلى حد كبير”.
وفي التاسع من نوفمبر، بعدما حقق الديمقراطيون نتائج جيّدة بشكل غير متوقع في انتخابات منتصف الولاية، قال إنه “ينوي الترشّح مجددا” لكنه سيؤكد الأمر “مطلع العام المقبل”.
ومع زيارته إلى أريزونا الثلاثاء، يثبت الرئيس البالغ من العمر 80 عاما أنه يمهد الطريق للبقاء في البيت الأبيض إلى أن يبلغ 86 عاما.
وسيزورها للمرة الأولى بصفته رئيسا، وإذا كان السبب الرسمي هو الترويج لمصنع جديد لأشباه الموصلات في فينيكس، فمن المعروف ان هذه الولاية الواقعة في جنوب غرب الولايات المتحدة وتشهد انقساما شديدا، ستكون إحدى الحلقات الأساسية لأي حملة انتخابية رئاسية ناجحة.
اعتبر بايدن انتخابات منتصف الولاية التي جرت في نوفمبر بأنها انتصار حقيقي بعد أن فشل الجمهوريون في السيطرة على مجلس الشيوخ وسيطروا فقط على مجلس النواب بغالبية ضئيلة، بعيدا عن “المد الأحمر” الذي كانوا يراهنون عليه.
وفيما بدأ خصمه دونالد ترامب حملته لعام 2024 في أجواء غير مواتية، فإن بايدن يستفيد من أفضل فترة في ولايته الأولى، فالاقتصاد الأميركي يتحدى في الوقت الراهن التوقعات بحدوث ركود حاد.
وبدأت برامج الاستثمار الكبرى لإدارة بايدن التي أقرها الكونغرس خلال السنتين الماضيتين تؤتي ثمارها وتضخ المال في صناعة منتجات عالية التقنية مثل أشباه الموصلات وفي الطاقة الصديقة للبيئة لكن أيضا في البنى التحتية التقليدية مثل الطرقات والجسور.
وفي الخارج، لا يزال التحالف ضد الغزو الروسي لأوكرانيا بقيادة الولايات المتحدة صامدا بعد حوالي عشرة أشهر ويأتي ليعوض شعور الفشل الذي واجهه الأميركيون في أفغانستان، وفي أماكن أخرى.
وقال الرئيس الديمقراطي في الآونة الأخيرة إن “الأمور تتحرك وتسير في الاتجاه الصحيح” وذلك بعد نشر أرقام جيدة لسوق العمل الأميركي. هي تصريحات لا تشبه أقوال شخص يعتزم مغادرة الساحة السياسية.
وفي حين قال بايدن إنه لن يتخذ قراره قبل “مطلع العام الجديد” فان كثيرين حوله يعتقدون أنه اتخذه.
وقال حكيم جيفريز زعيم الديمقراطيين الجديد في مجلس النواب اعتبارا من يناير، الأحد لشبكة “فوكس نيوز”، “أتوقع أن يترشح”.
وقال السناتور كريس كوونس صديق جو بايدن منذ فترة طويلة “بحسب كل ما سمعته منه، في العلن وفي المجالس الخاصة، هو ينوي الترشح”.
وحتى نيوت غينغريتش، الشخصية البارزة في التيار اليميني لدى الجمهوريين، يعرب رغما عنه عن إعجابه ببايدن.
وكتب عل موقع “أكسيوس” الإخباري “توقفوا عن التقليل من شأن الرئيس بايدن”، مشيدًا بالفاعلية التي أثبتها خلال ولايته.
لكن الأطباء وعائلة الرئيس بايدن وليس المعلقين السياسيين، هم الذين سيقررون بشأن ترشيحه.
فيما بدأ دونالد ترامب حملته لعام 2024 في أجواء غير مواتية، فإن بايدن يستفيد من أفضل فترة في ولايته الأولى
وجرت بعض “المناقشات” العائلية التي ذكرها جو بايدن في جزيرة نانتوكيت الراقية قبالة ولاية ماساتشوستس الأميركية، حيث كان يمضي مع عائلته عيد الشكر. ومن المتوقع أن تصدر نصائح عائلية جديدة عند الميلاد مع السيدة الأولى جيل بايدن التي تحظى بنفوذ كبير.
وقد يكون التقرير الطبي السنوي الذي يفترض أن ينشر قريبا، حاسما أيضا في هذا المجال.
وتبدو على بايدن الثمانيني بعض علامات الشيخوخة مثل تساقط الشعر ومشاكل في النطق أحيانا أو المشي.
وقبل سنة، خلص طبيب البيت الأبيض إلى أنه “قادر” على أداء مهامه.
فهل سيكون الوضع هو نفسه الآن؟
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار الاثنين إن بعض الفحوصات الطبية أجريت وسيتم إجراء قسم آخر “في الأشهر المقبلة”.
العرب