بغداد – أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، السبت، إجراء مباحثات مع قطر، بشأن ملف الطاقة، تتعلق بتوريد الغاز وتأهيل الحقول وتبادل الخبرات.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، عن المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى قوله إن “مسألة الاتفاق على تصدير الغاز القطري للعراق تم إحالتها بحسب قرار من مجلس الوزراء إلى وزارة النفط، كونها الجهة القطاعية المعنية بتوريد الغاز وبحث هذه الموضوعات”.
وذكر موسى أن “قطر عضو بهيئة الربط الخليجي، واتفاقها مع العراق بشأن ملف الغاز يتضمن تأهيل الحقول وعقد شراكات لتبادل الخبرات والاستعانة كذلك بالخبرة القطرية في هذا الملف بموجب إعلان النوايا الموقع بين البلدين وقد تعلق هذا الموضوع بوزارة الكهرباء يجري التباحث بهذا الشأن بين البلدين”.
ويحتاج العراق إلى خبرات قطر في مجال الغاز، إذ تمتلك القدرة على نقل الغاز بسرعة أكبر وإلى أماكن أكثر مما هو ممكن بالنسبة إلى الغاز الذي يصل عبر خطوط الأنابيب.
وفي 15 يونيو الجاري، وقع العراق وقطر “إعلان نوايا” مشتركا وعددا من الاتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات شملت الطاقة ودعم تطوير مشروع منظومة الربط الكهربائي الخليجي، خلال زيارة لعدة ساعات أجراها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى بغداد، في الوقت الذي يشهد فيه العراق انفتاحا متزايدا على شركائه الإقليميين لتعزيز اقتصاده.
كما أعلن أمير قطر من العراق، عن اعتزام بلاده في استثمار مبلغ 5 مليارات دولار أميركي، في عدد من القطاعات داخل العراق، خلال السنوات المقبلة.
وأعلنت شركة “أورباكون” القابضة القطرية، منذ أيام، توقيع مذكرة تفاهم مع الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق، لإنشاء وتطوير محطتين لتوليد الكهرباء بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وبحسب بيان للشركة القطرية فإنّ “المشروع يتضمن إنشاء محطتين لإنتاج الكهرباء بطاقة إنتاجية قدرها 2400 ميغاواط، بكلفة إجمالية تصل إلى 2.5 مليار دولار”، مشيراً إلى أنّ “المشروع يمتد لفترة 25 عاماً ويُمثّل ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص”.
ومنذ يونيو الجاري، بدأ العراق يستفيد من مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج، لتغطية احتياجاته المحلية مع زيادة الطلب على الطاقة في فصل الصيف، في محاولة لسد نقص تسبب فيه تراجع إمدادات الغاز الإيراني للبلاد في الآونة الأخيرة.
ويعاني العراق من فجوة في إنتاج الطاقة الكهربائية، مقارنة مع الاستهلاك الفعلي البالغ أكثر من 23 ألف ميغاواط، مقارنة مع إنتاج بلغ سابقا 19 ألفا.
وفي نهاية مايو شاركت قطر، إلى جانب العديد من دول المنطقة، في مؤتمر أعلن فيه العراق عن مشروع “طريق التنمية” الضخم والطموح لبناء طريق وسكة حديد يربطان الخليج بتركيا.
ولا يزال هذا المشروع، الذي حدّدت الحكومة العراقية كلفته بنحو 17 مليار دولار وبطول 1200 كلم داخل العراق، في مراحله الأولى.
وتفهم قطر التغير في الموقف الخليجي من تركيا وتريد أن تستثمر نتيجة صبرها في العلاقة مع الحليف التركي بمشاريع، من هذا الحجم والنوع، يصبح خيار عدم المشاركة فيها ابتعادا خاسرا بالنسبة إلى الدوحة، خصوصا مع ظهور رغبة السعودية في أن تبرز كقوة إقليمية أولى.
ويسعى العراق، الذي يعاني ثلث سكانه من الفقر رغم ثروته النفطية الهائلة، لإنشاء علاقات مشتركة في جميع الاتجاهات بهدف إعادة بناء بنيته التحتية المتهالكة بعد عقود من الحروب. وتمثل قطر شريكا مميزا في هذا الاتجاه.
العرب