يقول ريتشارد دانات، وهو أحد رؤساء الأركان السابقين بالجيش البريطاني، إن التهديد الذي تمثله روسيا اليوم على أمن بريطانيا مماثل للتهديد من قبل ألمانيا النازية في الثلاثينيات من القرن الماضي، ولذلك يجب إعادة بناء الجيش البريطاني الذي يفتقر إلى كثير من عناصر القوة.
وأوضح دانات في مقال له بصحيفة تلغراف (Daily Telegraph) البريطانية أن الجيش البريطاني قبيل الحرب العالمية الثانية كان بحاجة ماسّة للبناء والتحديث، وأن إعادة تسليحه تمت بعد فوات الأوان لمنع هزيمته في فرنسا في مايو/أيار-يونيو/حزيران 1940، ويجب ألا تسمح بريطانيا بأن يعيد التاريخ نفسه.
بوتين تهديد حقيقي لبريطانيا
وأضاف أن السياق الإستراتيجي اليوم يختلف عن ثلاثينيات القرن الماضي، حيث لم يعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجرد تهديد نظري مثل أدولف هتلر، بل هو تهديد حقيقي ويخوض معركة مع أوكرانيا التي تقاتل نيابة عن أوروبا بأكملها، مضيفا أن الأوكرانيين يوفرون للأوروبيين الوقت بدمائهم؛ “لنقرر كيفية الاستجابة للتحديات الجديدة للأمن الأوروبي”.
واستمر بالقول إن المملكة المتحدة قادت الطريق داخل أوروبا في دعم أوكرانيا، وكانت الأسلحة البريطانية المضادة للدبابات في الطليعة لوقف الهجوم الروسي المبكر على كييف، ولا تزال تساعد.
وقال دانات إن المال ليس هو المشكلة لبناء الجيش البريطاني، بل إن التحدي يتمثل في استعادة القدرة الشاملة على الحرب البرية، وفي التسليم الفعلي لهذه القدرات الجديدة، وللعودة إلى أكثر من مستوى المدفعية قبل منحها لأوكرانيا.
ثورة في الإجراءات لبناء الجيش البريطاني
وأضاف الكاتب أنه لكي يتمكن الجيش البريطاني من الوفاء بالتزاماته تجاه بريطانيا وتجاه شركائها في حلف الناتو في المستقبل، يجب أن تكون هناك ثورة ليس كثيرا في التكنولوجيا التي تتقدم بالفعل ولكن في عملية المشتريات الدفاعية وعلاقتها مع الصناعة، إذ يجب أن تصبح الإستراتيجية الصناعية الدفاعية المحلية حقيقة واقعة، ويجب أن تكون العمليات البيروقراطية مبسطة، كما يجب فرض الانضباط ضمن العملية الشاملة لعدم تغيير المتطلبات التشغيلية أثناء تنفيذ العقود.
وقال إن الحرب تزيد من حدة الاستجابات، وإن مصانع الأسلحة الروسية في حالة حرب اليوم، حيث يعمل العمال بنوبات إضافية للحفاظ على استمرار خطوط الإنتاج، وإن ذلك يطرح السؤال: “إلى أي مدى نعكس هذا التسارع هنا؟ أم إننا نواصل الركض العادي؟”.
وختم دانات مقاله بالتأكيد أن المملكة المتحدة تدين لحلفائها في الناتو وللأوكرانيين ولمواطنيها بالتأكد من أن جيشها مجهز ومستدام ليلعب دوره الكامل في مهمة الردع لحلف شمال الأطلسي.
المصدر : تلغراف