قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي إن حديث رئيس الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استمرار العملية العسكرية في جنين بمثابة اعتراف واضح بفشلها وعدم تحقيق أهدافها المرجوة.
وأشار إلى أنه تأكد من خلال الوضع الميداني الذي وقف عليه أثناء وجوده أغلب ساعات اليوم الثلاثاء في جنين وما تلاه من حديث نتنياهو عن استمرار العملية العسكرية أن الاحتلال فشل فشلا كاملا في تحقيق هدفه المركزي بضرب المقاومة، كما أنه خسر عنصر المفاجأة الذي كان يعول عليه كثيرا.
وجاء حديث البرغوثي خلال الحلقة التي خصصها برنامج “ما وراء الخبر” بتاريخ (2023/7/4) لحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استمرار العملية العسكرية في جنين حتى تحقيق أهدافها، وزعمه فرضها معادلة ميدانية جديدة “لا تبقي ملاذا آمنا لكل من يستهدف إسرائيل”.
بدورها، أكدت المقاومة الفلسطينية مواصلة تصديها للتصعيد الإسرائيلي، معتبرة عملية الدهس والطعن التي نفذها شاب فلسطيني في تل أبيب وخلفت 7 إصابات -بينها 3 حالتهم خطيرة- مجرد بداية لرد واسع عليه.
وتساءلت الحلقة عن رهان حكومة نتنياهو على التصعيد العسكري ضد المقاومة رغم عدم تأخر ردها، والموقف الأميركي والدولي تجاه هذا التصعيد، وما إذا كانت قرارات السلطة الفلسطينية واستعدادات الفصائل الفلسطينية قد ارتقت إلى خطورة التحديات التي طرحتها العملية الإسرائيلية.
فشل وعار
وشدد البرغوثي على أن فشل نتنياهو في تحقيق أهداف عمليته العسكرية سيجلب له العار، خاصة بعد أن تتكشف جرائم الحرب الوحشية التي نفذها جنوده، من تهجير للآلاف وهدم للبنى التحتية واستهداف للمستشفيات ومن فيها وعزل الأطفال في غرف منفصلة وترهيبهم لإجبارهم على الشهادة ضد أهاليهم واستخدام الكلاب في ذلك.
ومع تأكيده على فشل العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين يرى البرغوثي أنه حتى وإن تكررت مرة أخرى فإنها ستواجه الفشل ذاته في ظل ما استدعته العملية الجارية من إحياء انتفاضة شاملة في كل مدن وقرى الضفة الغربية والقدس.
وقال إن الفلسطينيين لا يراهنون بحال على الموقف الأميركي والأوروبي الذي لا يخفي دعمه للاحتلال، ولا يريد من الفلسطينيين سوى الاقتتال في ما بينهم بالتحريض ضد فصائله المقاومة، لافتا إلى أن إسرائيل تريد من السلطة أن تكون وكيلا أمنيا لها في الضفة الغربية.
تقييم سريع
بدوره، يرى ديفيد بولجير المستشار السابق لشؤون الأمن القومي الأميركي وعضو مكتب جو بايدن عندما كان سيناتورا أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقوم في هذه المرحلة بعملية تقييم سريع لما يحدث في جنين ونتائج وتداعيات العملية العسكرية التي تنفذها إسرائيل في المخيم.
ورجح بولجير أن تبعث واشنطن قريبا أطرافا دبلوماسية للعمل على تهدئة الأوضاع وإيقاف نزيف الدماء الحاصل، مشددا على ضرورة أن يعود الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني بمشاركة أميركية للجلوس معا والعمل على نزع فتيل الأزمة.
وأكد على أن إدارة بايدن لا تدعم توجهات نتنياهو ولا سياسته القائمة على التصعيد الدائم عند كل أزمة داخلية يتعرض لها، وهي ملتزمة بدعم حل الدولتين، لكنها في الوقت ذاته ترى أن السلطة الفلسطينية تتحمل مسؤولية مواجهة المنظمات الإرهابية في مدن الضفة الغربية.
هدفان
من جهته، يرى أميخاي شتاين مراسل الشؤون الدبلوماسية في هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل استطاعت من خلال العملية العسكرية بجنين تحقيق أحد هدفيها والمتمثل في ضرب البنية التحتية “للمنظمات الإرهابية”، حسب تعبيره، فيما يتطلب الهدف الآخر والمتمثل في منع أن تكون جنين ملاذا آمنا للإرهابيين وقتا لمعرفة ما إذا كان قد تحقق أم لا.
ورفض شتاين ربط عملية الدهس والطعن الأخيرة التي حصلت في تل أبيب بالعملية العسكرية في جنين، مضيفا أن مثل هذه العمليات تحصل بشكل دوري حتى مع عدم تنفيذ عمليات عسكرية، مشددا على أن استمرارها لا يقلل من جدوى العمليات العسكرية التي لها أسبابها وأهدافها المختلفة.
وحمّل مراسل الشؤون الدبلوماسية الإسرائيلي السلطة الفلسطينية تداعيات التصعيد الحاصلة، والتي يرى أنها لا تقوم بما يجب عليها القيام به في مناطق سيطرتها، ولا تتخذ التدابير اللازمة لمنع المجموعات الإرهابية من التنامي في تلك المناطق، وهو الأمر الذي يدفع الجيش الإسرائيلي للتدخل، حسب تعبيره.
المصدر : الجزيرة