يوم دام في السودان مع احتدام المعارك بين الجيش والدعم السريع

يوم دام في السودان مع احتدام المعارك بين الجيش والدعم السريع

الخرطوم – قتل أكثر من ثلاثين مدنيا في قصف للطيران الحربي التابع للجيش السوداني بمنطقة أم درمان في الجزء الغربي من العاصمة السودانية، وهو ما يؤشر على أن توقف آلة الحرب عن الدوران لا يزال بعيدا في ظل مساعي الجيش تحقيق تقدم على الأرض يحسن به موقعه في ظل استمرار هزائمه، مع رفضه وساطة منظمة “إيغاد” للدفع نحو إنهاء النزاع، في وقت أكدت قوات الدعم السريع انفتاحها على جميع المبادرات.

وتشهد سماء الخرطوم منذ ساعات الصباح الأولى اليوم السبت تحليقا مكثفا لطيران الجيش السوداني فيما يتصدى الدعم السريع له بالمضادات الأرضية، تزامنا مع إطلاق متقطع للنار في عدد من مناطق أم درمان.

وأعلنت قوات الدعم السريع أن قصفًا على منطقة أم درمان في العاصمة الخرطوم، نفذه طيران الجيش صباح اليوم السبت، أدى إلى مقتل أكثر من 31 شخصًا وإصابة آخرين.

وأدانت قوات الدعم السريع في بيان مرفقا بمقطع فيديو نشرته عبر صفحاتها الرسمية على فيسبوك وتويتر “القصف الممنهج بالطائرات صباح اليوم السبت، على المواطنين الأبرياء بعدد من الأحياء السكنية غرب أمدرمان من قبل طيران مليشيا البرهان الارهابية المتطرفة”.

وقالت إن “الهجوم البربري الذي نفذته قوات الانقلابيين على مواطني مربع 22 دار السلام امبدة تسبب بمقتل أكثر من 31 شخصا وإصابة العشرات من المدنيين وهدم المنازل”.

ودعت في بيانها “جميع الفاعلين بالداخل والخارج إلى القيام بمسؤولياتهم برصد وتوثيق عمليات الإبادة التي يرتكبها الانقلابيون وفلول النظام البائد يوميا بحق المدنيين بعد فشل مخططاتهم في الاستيلاء على السلطة.”

وتأتي هذه الأحداث الميدانية بعد أن شهدت البلاد تطورات سياسية خلال الـ24 ساعة الماضية، على إثر الصراع القائم بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من 80 يوما.

ورغم تأكيد عدم وجود أي لقاء قريب يجمع قائد الجيش السوداني البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في أي مكان استمرارا للتصعيد، فإن المستشار السياسي لحميدتي، يوسف عزت، أكد أن العمل جار على تثبيت وقف النار في السودان.

وقال عزت في تصريح صحفي إن جهود الوساطة الأميركية السعودية ما زالت قائمة، مشددا على أن موقفهم إيجابي إزاء المبادرات العربية والإقليمية المطروحة.

كما اتهم المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع الجيش السوداني بالتهرّب من أي طروحات قد تقود لإنهاء القتال.

أما عن المسيرات التركية، فلفت إلى أن قواته بانتظار الكشف عن حقيقة وصولها لدعم الجيش، قائلا “هي لا ترعبنا”.

وأوضح أن قوات الدعم السريع قادرة على التصدي للمسيرات التركية إن وجدت، مؤكدا أن الجيش استخدم المسيرات سابقا وأصاب ضباطه.

وبشأن اتهامات الاغتصاب، فأوضح عزت أن قوات الدعم السريع كلفت مسؤولا طبيا بالبحث عن أدلة على تورط عناصرها بتلك الجرائم.

كما أكد على أنه ستتم محاسبة أي شخص يثبت ضلوعه في جرائم الاغتصاب، وكذلك المتهمون بالعنف ضد المدنيين سيقدمون للمحاكمة.

وأعلنت الحكومة السودانية، مساء الجمعة، أن البرهان، يرفض حضور الاجتماع الذي دعت إليه الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا “إيغاد” الإثنين المقبل في إثيوبيا، وفق صحيفة “سودان تربيون”.

وكانت الآلية الرباعية لـ”إيغاد” حول الأزمة السودانية “إثيوبيا، جنوب السودان، كينيا، جيبوتي” وجهت دعوات لحضور اجتماع أديس أبابا لكل من الجنرالين البرهان ودقلو.

ودعيت أيضا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والسعودية للاجتماع.

لكن الخارجية السودانية أكدت أن البرهان لن يحضر “بسبب رئاسة كينيا للآلية الرباعية”، إذ يتهم الجيش السوداني كينيا بدعم قوات الدعم السريع.

وفي المقابل، قال مصدر بقوات الدعم السريع إنهم تلقوا الدعوة للمشاركة في اجتماع اديس ابابا الاثنين المقبل وانهم طلبوا مزيد من التفاصيل بشأن هذا الاجتماع.

وكانت “إيغاد” قدمت في 12 يونيو الماضي، مبادرة لحل الأزمة تتضمن لقاء بين البرهان، “حميدتي”، خلال أسبوعين لاحقين، لكن هذا اللقاء لم يحدث إطلاقًا.

ويأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الأميركية أن لا إرادة سياسية لطرفي الصراع في السودان.

في حين تواصل السعودية والولايات المتحدة إشراك أطراف الصراع في السودان للوفاء بالالتزامات التي يزعمون أنهم يريدون القيام بها فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وكذلك السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى كافة المناطق.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

وتكرر المنظمات الإنسانية التشديد على أهمية تخصيص ممرات آمنة لعبور المساعدات خصوصا مع بدء موسم الأمطار الذي يمتد بين يونيو وسبتمبر، ويتسبب بفيضانات تودي بضحايا وتعيق الحركة على الطرق.

واندلع القتال بين الجانبين في 15 أبريل الماضي، بسبب خلافات مرتبطة بخطة مدعومة دوليا للانتقال إلى حكم مدني.

وتسبب الصراع في مقتل مئات المدنيين ونزوح أكثر من 1.9 مليون، مما سبب أزمة إنسانية كبيرة، وسط مخاوف من امتدادها في المنطقة المضطربة.

العرب