على خطى النظام السوري: الجيش السوداني يستهدف مناطق سكنية بالبراميل المتفجرة

على خطى النظام السوري: الجيش السوداني يستهدف مناطق سكنية بالبراميل المتفجرة

الخرطوم- صعد الجيش السوداني غاراته الجوية ضد مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، مستخدما في عملياته البراميل المتفجرة، الأمر الذي تسبب في خسائر بشرية ومادية، لاسيما في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

ويقول حقوقيون إن الجيش السوداني الذي يقوده الجنرال عبدالفتاح البرهان لا يتوانى عن الاستلهام من تجارب نزاعات أخرى في المنطقة، في محاولة منه لاستعادة بعض التوازن الميداني الذي اختل بشكل كبير أمام تقدم قوات الدعم السريع ونجاحها في السيطرة على مناطق وولايات إستراتيجية.

ويلفت الحقوقيون إلى أن الجيش أدخل في حربه ضد قوات الدعم البراميل المتفجرة، والتي تعرف بـ”القنابل العمياء”، وسبق أن استخدمها النظام السوري بكثافة في حربه ضد المعارضة، والتي حصدت الآلاف من المدنيين.

◙ الحرب تسببت في نزوح أكثر من 5.4 مليون شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى نحو 1.5 مليون شخص فروا إلى دول مجاورة

وأدانت مجموعة “محامو الطوارئ” استمرار القصف الجوي لسلاح الطيران السوداني على مدينة نيالا، الذي يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين.

وقالت المجموعة الحقوقية المستقلة في بيان الاثنين إنها تابعت سلسلة انتهاكات القوات المسلحة بقصف جوي وقع على أحياء مأهولة بالسكان في مدينة نيالا.

وأشارت إلى أن المدينة شهدت الخميس الماضي قصفاً بالبراميل المتفجرة أوقع 10 قتلى و37 جريحاً من المدنيين بحي المصانع.

وتدور مواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل الماضي، في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، واتسعت دائرة المعارك في الشهرين الماضيين لتشمل إقليم دارفور وأجزاء من كردفان والنيل الأبيض وأخيرا ولاية الجزيرة، في غياب أي أفق للتسوية السياسية.

وكان الجيش السوداني المتهم بالخضوع لنفوذ فلول نظام الرئيس السابق عمر حسن البشير أجهض مؤخرا جولة جديدة من المفاوضات في جدة، بعد أن تراجع في اللحظات الأخيرة عن جملة من الالتزامات من بينها اعتقال رموز النظام السابق الفارين من السجون.

كما رفض الجيش مقترحا للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) يمهد لإنهاء الحرب، ويقول نشطاء سياسيون وحقوقيون إن قيادة الجيش مازالت تراهن على الميدان، وإنها ترى في الصمت الدولي على الانتهاكات المرتكبة من قبلها ضوءا أخضر للمضي في عملياتها. وقال بيان مجموعة “محامو الطوارئ”: “من خلال رصدنا السابق والحالي لعمليات القصف عن طريق الطيران فإن القوات المسلحة تستهدف الأماكن المأهولة بالسكان دون التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين، ويفسر ذلك سقوط العدد الكبير من المدنيين”.

وأدن البيان هذا السلوك وحمل القوات المسلحة مسؤولية الأرواح التي تسقط باستمرار جراء القصف العشوائي، وذكّرها بأن هذا النهج مخالف للقانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف مما يعتبر جرائم حرب ويقع تحت بروتوكول روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، وأكد أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.

◙ مجموعة “محامو الطوارئ” تدين استمرار القصف الجوي على مدينة نيالا، الذي يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين

وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت الشهر الماضي على نيالا، التي تكتسي أهمية كبيرة من حيث موقعها الجغرافي الرابط بين ولايات دارفور، فضلا عن ثقلها السكاني ومركزها الاقتصادي.

ولفت بيان مجموعة “محامو الطوارئ” إلى أن المدنيين يعيشون أوضاعاً إنسانية مأساوية في نيالا بانقطاع خدمات المياه والكهرباء وشبكات الاتصال وندرة وغلاء الغذاء، بالإضافة إلى حالة من الانفلات الأمني بانتشار جرائم النهب والسرقة في أحياء الجير والنهضة والسلام.

وجدد “محامو الطوارئ” دعوة طرفي النزاع إلى وضع حد للحرب العبثية والتحلي بالمسؤولية تجاه أبناء شعبهما وبالإرادة اللازمة للاتفاق على سلام ينهي معاناة الشعب.

وأودت الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع بحياة أكثر من 12190 شخصا، وفق تقديرات منظمة “مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها”(أكليد).

وتسببت في نزوح أكثر من 5.4 مليون شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى نحو 1.5 مليون شخص فروا إلى دول مجاورة.

العرب