ماذا لو قال الأمريكيون لإسرائيل “كفى”؟

ماذا لو قال الأمريكيون لإسرائيل “كفى”؟

قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية إنه على مدى 48 ساعة في الأسبوع الماضي، قامت القوات الإسرائيلية بتعقب المقاتلين في مدينة جنين بالضفة الغربية، الذين يضايقون المستوطنات اليهودية في ظل غياب الوسائل والشجاعة لدى السلطة الفلسطينية، التي يفترض أن تسيطر على المنطقة، لوقف تلك النشاطات، وفق رؤية المجلة.

وأضافت “لوبوان” أنه منذ حرب عام 1967 واحتلال إسرائيل للضفة الغربية، كان العالم مُجمعا تقريبا على دعوة الإسرائيليين إلى الانسحاب من الأراضي التي يحتلونها بشكل غير قانوني بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 242. وهي مضيعة للوقت؛ خاصة وأن الأمريكيين، من خلال اللعب على بنود القرار الذي لا يطالب بالانسحاب من  كل الأراضي، ولكن ببساطة من الأراضي المحتلة، لم يتوقفوا أبدا عن دعم ومساعدة الدولة اليهودية عسكريا، بينما كانوا يسعون مرارا وتكرارا إلى فرض حل لهذه الحرب التي لا نهاية لها من خلال إقامة دولتين: واحدة يهودية والأخرى فلسطينية.

وتابعت “لوبوان” أنه مع ذلك، يمكن أن يتغير الوضع وقد يتحول التسامح الأمريكي تجاه إسرائيل إلى ضغوط مالية وعسكرية، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد ذهب إلى أبعد من ذلك، بإعلانه أنه سيبني أربعة آلاف وحدة استيطانية إضافية، مما سيزيد بشكل كبير من سيطرة المستوطنات اليهودية على الأراضي المحتلة.

واعتبرت المجلة أن واشنطن قد لا تكتفي بردها الدبلوماسي، حيث عبرت “عن انزعاجها وقلقها الكبير حيال إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا بشأن المستوطنات الجديدة. فوفقا لمسؤولين كبار مقربين من البنتاغون ووزارة الخارجية، يمكن لجو بايدن أن يغير تماما لهجته فيما يتعلق بالقدس.

ورأت “لوبوان” أن واشنطن يمكنها أن تمارس ضغوطا على الإسرائيليين من خلال الورقة الاقتصادية. حتى أن الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، جوناثان زسلوف، اقترح نوعا من المقياس في الصحافة الأمريكية: مقابل دولار واحد تنفقه إسرائيل في مستوطنات جديدة، ستخفض الولايات المتحدة بدولارين من مساهمتها في جهود الدفاع الإسرائيلية. من خلال التذكير بشكل عابر بأنه قبل غزو أوكرانيا، تلقت إسرائيل مساعدات عسكرية أمريكية أكثر من جميع المستفيدين الآخرين من الهبات الأمريكية مجتمعة.

واعتبرت “لوبوان” أنه بالنظر إلى قوة اللوبيات الموالية لإسرائيل على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، فليس من المؤكد أن هذا الاقتراح سيؤتي ثماره. لكن الوقت قصير نسبيا: محمود عباس، الذي بفضله لم يتحول الوضع إلى كارثة، يبلغ من العمر الآن 87 عاما. قد يكون خليفته أقل رغبة منه في عدم إطلاق العنان لحماس أو حتى  حزب الله اللبناني، وفق “لوبوان”.

القدس العربي