كم يستطيع قائد الجيش السوداني تحمل أخبار الهزائم والأنباء السيئة

كم يستطيع قائد الجيش السوداني تحمل أخبار الهزائم والأنباء السيئة

الخرطوم – توالت في الساعات الأخيرة الأخبار السيئة التي تصل إلى مسمع قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان.

ولا يُعرف مدى قدرته على التحمل خاصة حين تحمل هذه الأخبار أنباء صادمة مثل مقتل اللواء الركن ياسر فضل الله الخضر الصائم قائد الفرقة 16 مشاة، وهو أعلى رتبة عسكرية في قائمة من سقطوا في المعارك.

ولا شك أن هذا الخبر سيوجه إلى الجيش السوداني وقائده البرهان ضربة معنوية جديدة، خاصة أنه تزامن مع انهيارات عسكرية وتفكك جبهات تفككا كاملا في أنحاء البلاد، وفقدان الجيش السيطرة على أقاليم برمتها لصالح قوات الدعم السريع وقوى قبلية أخرى متحالفة معها.

وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي قبل يومين فيديوهات ظهر فيها قائد الفرقة 16 مشاة بمدينة نيالا، اللواء ياسر فضل الله، وهو يحفر قبره بيديه وسط جنوده، في إشارة إلى حماية القيادة العسكرية بكل السبل وإن أدت إلى مقتله.

مقتل قائد الفرقة 16 مشاة يوجه إلى الجيش السوداني وقائده ضربة معنوية جديدة لتزامنه مع انهيارات عسكرية وتفكك جبهات

لكنّ نشطاء على مواقع التواصل ومتابعين لمسار الحرب اعتبروا أن محتوى الشريط يظهر حالة اليأس التي أصبحت عليها قوات الجيش، وأن القادة الميدانيين باتوا يستبطنون خسارة الحرب، في تناقض مع ما يطلقه البرهان من تصريحات استعراضية في بعض الأحيان.

ومن أهم المناصب القيادية التي شغلها ياسر فضل الله “قائد معهد ضباط الصف وقائد قوة حماية المدنيين في دارفور وقائد الفرقة 16 مشاة نيالا، كما عمل ملحقا عسكريا بسفارة السودان في الأردن”.

وبات البرهان نفسه يعيش حالة من الاختفاء المستمر ولا يظهر إلا محاطا بالعسكريين، في إشارة واضحة إلى الخوف من القتل بين أنصاره، وهو ما يظهر استبطان الهزيمة خاصة مع توسع دائرة المعارك، في الوقت الذي بات فيه قائد الجيش يركز قواته داخل مدن العاصمة الثلاث في محاولة مستميتة للبقاء، مع إقرار بترك بقية قواته في المقاطعات الأخرى تواجه مصيرها وحدها.

ولا يتعدى تلويح البرهان بالرد على تقدم خصومه الاعتماد على المقاتلات والمسيرات التي تعمل كأسلحة ترويع للمدنيين بهدف تخويفهم من السماح لقوات الدعم السريع بالتواجد في مناطقهم.

وقال الجيش في بيان نعيه لقائد الفرقة 16 مشاة إن اللواء “اغتالته يد الغدر والخيانة بنيالا وهو يؤدي واجبه المقدس في الدفاع عن الوطن”.

وقال شهود عيان إن قوات الدعم السريع بدأت الهجوم بالمدفعية الثقيلة، في محيط “سلاح المدرعات”، وإن الجيش السوداني استخدم الطيران الحربي لصد الهجوم المكثف.

وامتدت الاشتباكات إلى أحياء “النزهة” و”العشرة” و”جبرة” و”اللاماب” في محيط المنطقة، إلى جانب مدينة بحري، شمالي الخرطوم، وفق شهود عيان.

وتواصل قوات الدعم السريع القصف المكثف على أحياء “الدروشاب” بالقرب من معسكر” الكدور” لليوم الثاني على التوالي.

وأفاد الجيش السوداني ضمن بيان نشره على صفحته في موقع فيسبوك بأن قواته “تمكنت من تحطيم عدد من محاولات الهجوم الفاشلة من قبل الميليشيا المتمردة على سلاح المدرعات ومجمع الذخيرة”.

وتابع أن “قواته قدمت ملحمة بطولية رائعة وكبدت قوات الدعم السريع خسائر ضخمة تضمنت مئات القتلى والجرحى وتدمير 5 مدرعات ودبابة وعربتي مدفع”.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها إن مقاتليها حققوا “نصرا كبيرا في معركة سلاح المدرعات بالخرطوم وكبدوا ميليشيا البرهان الانقلابية وفلول النظام البائد خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد”.

وأضافت أنها بسطت سيطرتها “على أجزاء واسعة من معسكر المدرعات في عدد من المحاور”، واستولت على “عدد ضخم من العتاد العسكري ومخازن الأسلحة والذخائر و34 مدرعة ودبابة و12 مدفعا و78 مركبة، ومقتل 260 وأسر المئات من قوات العدو”.

وأفاد شهود آخرون بأن مدينة أم درمان غربي الخرطوم شهدت بدورها اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان.

وفي جنوب البلاد شهدت مدينة الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان، اشتباكات بين الطرفين، وفق شهود عيان آخرين.

العرب