على وقع الاشتباكات: ما الذي ينتظر ” قسد”؟

على وقع الاشتباكات: ما الذي ينتظر ” قسد”؟

لا يزال التصعيد في شرق سوريا بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية الكردية ” قسد” آخذا في الاحتدام، ما يضع المنطقة أمام تحولات عسكرية قد تقوض جهود التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وتنضوي العشائر العربية شرقي سوريا تحت لواء ما يسمى المجلس العسكري لدير الزور، وهو أحد الأجنحة العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، إذ أدى اعتقال قسد لقائد المجلس (أبوخولة) بتهمة الثراء الفاحش وتهريب النفط إلى اندلاع اشتباكات بين الفصيلين. ووسع مقاتلو القبائل والعشائر العربية مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور شرقي سوريا الخميس، بعد سيطرتهم على بلدات وقرى جديدة ووقوع اشتباكات عنيفة في مناطق أخرى وانشقاق عناصر من قوات سوريا الديمقراطية.

فقدأفادت مصادر محلية سورية بأن مقاتلين يتبعون للعشائر العربية سيطروا على بلدة الصَّبحة بريف دير الزور شرقي البلاد بعد اشتباكات مع عناصر ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية.وقالت المصادر إن اشتباكات عنيفة تدور في مدينة البُصَيرة وجبل البصيرة حيث يتحصن عناصر قوات سوريا الديقراطية.

كما أعلن مقاتلو العشائر سيطرتهم على قرى شمال مَنبِج ومواقعَ ونقاطٍ عسكرية تابعةٍ للنظام السوري في المنطقة. ووفق مصادر اعلامية في المعارضة السورية المسلحة فقد قُتل خمسة مدنيين بقصف روسي على قريتي المِحسنلي وعرب حَسن بعد سيطرة المعارضة عليهما.

من جانبه، أكد الشيخ محمد العكيدي أن العشائر العربية ستطالب التحالف الدولي بتسليم المنطقة بشكل كامل للعشائر، وخروج جميع مقاتلي “قسد” من الأكراد منها.

وقال العكيدي إن المهلة التي حددها شيوخ القبائل لخروج “قسد وإطلاق سراح عناصر مجلس دير الزور العسكري الذين تم اعتقالهم من قبل قادة حزب العمال الكردستاني منذ يومين ” تنتهي مساء اليوم. ونفى ما يثيره الإعلام الذي يتبع “قسد” من أن الاشتباكات تجري مع عناصر من تنظيم داعش الإرهابي.

على صعيد متصل، اتهمت إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لـ”مجلس سورية الديمقراطية” (مسد)، الذراع السياسية لـ”قوات سورية الديمقراطية”، إيران والنظام السوري بتأجيج الاضطرابات في شرقي سورية.

وقالت أحمد، الجمعة، في سلسلة تغريدات في “إكس” (تويتر سابقاً)، إن “الاضطرابات الجارية بريف دير الزور تحركها ميليشيات مدعومة من إيران والنظام السوري”. وأردفت: “للأسف، هذه الاشتباكات ليست حوادث معزولة، وهناك أدلة تشير إلى أن هذا الاضطراب تحركه الميليشيات المدعومة من إيران والنظام السوري الذين يريدون إثارة الاضطرابات وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة”.

وأوضحت أحمد أن إيران والنظام يريدان تصوير هذه الاضطرابات على أنها “نتيجة صراع عرقي بين العرب والكرد، وصرف انتباه السوريين عن الحركات الاحتجاجية في جنوبي سورية”. وحذّرت من أن هذه الصراعات لها “آثار بعيدة المدى، ولها تداعيات جيوسياسية أوسع، بالإضافة إلى تعريض استقرار شمال شرقي سورية للخطر”، على حد قولها.

ودعت في الوقت ذاته إلى”إعطاء الأولوية للسلام والتواصل من قبل جميع الأطراف في هذه الأوقات الصعبة، لأن السكان في شمالي وشرقي سورية يستحقون الأمن والاستقرار، بعد تحملهم بالفعل ما يكفي من المعاناة”.

وكان التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” في سورية والعراق قد حذر، في بيانٍ له مساء الخميس، من استمرار المعارك بين “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) والعشائر العربية في محافظة دير الزور شرقي سورية، مشدداً على أنّ هذه الاشتباكات ستؤدي إلى “عدم الاستقرار وتزيد من خطر عودة ظهور تنظيم (داعش)”.

ويقترح مراقبون أن يشرف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على عقد مؤتمر للقوى المعارضة في شرق الفرات تشارك فيه كافة المكونات لاستعادة حالة الاستقرار. ونجحت وساطة قادتها الولايات المتحدة العام الماضي في نزع فتيل توسع الاشتباكات بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية. ومن المرجح أن تتكرر الوساطة الأميركية هذه المرة أيضا.

تعكس الاشتباكات بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” حدة الخلافات بين أجنحة القوات الكردية التي تدير الإدارة الذاتية في شرق سوريا، ما يهدد بتفكك أجنحتها. ويقول مراقبون إن الصراع على النفوذ والموارد المالية شرقي سوريا من شأنه إعادة المنطقة إلى مربع التوتر، ما من شأنه التأثير سلبا على عمليات التحالف الدولي في مواجهة داعش بقيادة الولايات المتحدة.