بغداد – أكّد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، الأحد، اهتمام حكومته بملف تطوير مطار بغداد الدولي “لما يمثله من واجهة حضارية تمثل العراق وشعبه”.
وتأتي جهود التطوير التي تحدّث عنها السوداني في خضمّ انتقادات تتجاوز مستوى البنى التحتية المهترئة للمطار وضعف ما يقدّمه من خدمات قياسا بمطارات دول المنطقة، وخصوصا مطارات البلدان الخليجية، لتشمل الجوانب الأمنية والتنظيمية حيث تتحدّث العديد من الجهات في داخل العراق وخارجه عن تدخّل الميليشيات والأحزاب الشيعية في الجوانب التشغلية لهذا المرفق الحيوي وسيطرتها على عدد من الاستثمارات والأنشطة التجارية المتعلّقة به واتخاذها مصدرا لتمويل أنشطتها الخارجة عن القانون.
وبحسب معارضين عراقيين، فإن المطار بما يشهده من حالات اختفاء لمسافرين ولأمتعتهم، ومن رحلات مشبوهة تنظمها ميليشيات الحشد الشعبي بعيدا عن رقابة الجهات الأمنية الرسمية وقد تتضمن نقل شخصيات عليها عقوبات دولية ومقاتلين عراقيين وأجانب وأسلحة ومواد أخرى ممنوعة مهرّبة من إيران، أصبح بامتياز “الواجهة اللاّ حضارية الأبرز للعراق”.
وقال السوداني، خلال مراسم توقيع اتفاقية مع مؤسسة التمويل الدولية “أي.أف.سي” لتطوير وتأهيل مطار بغداد الدولي، إن هذا الاهتمام “يندرج في إطار رؤية متكاملة تشمل جميع المطارات وترتكز أيضا على تنويع وسائط النقل والترابط مع دول المنطقة والعالم”.
وأضاف أن “هذه الاتفاقية هي واحدة من سلسلة اتفاقيات ستُعقد مع القطاع الخاص، الذي سيأخذ دور الشريك في تطوير البنى التحتية لمختلف القطاعات الحيوية في العراق، ضمن رؤية اقتصادية تمتد إلى عام 2030، تعزز من البنى التحتية التي يحتاجها النماء المستدام للاقتصاد العراقي”.
وتتضمن الاتفاقية تقديم المؤسسة الدولية محفظة استثمار متكاملة تشمل الكيفية التي تتم فيها توسعة مطار بغداد الدولي وتمويله وتشغيله وصيانته، ورفع كفاءة مرافقه وعوامل السلامة فيه، والارتقاء بخدماته، لتتوافق مع المعايير الدولية للمطارات في العالم، وذلك عبر إحدى الشركات العالمية المتخصصة.
وتمتلك مؤسسة التمويل الدولية عدة تجارب في المنطقة والعالم في مجال تأهيل المطارات، حيث أشرفت سابقا على تطوير وتوسعة أهم المطارات في المملكة العربية السعودية وتركيا، فضلا عن مطار الملكة علياء الدولي في عمان، غير أن عقبات قد تعترض عملها في العراق في حال تناقض ما تقوم به مع مصالح الميليشيات والأحزاب النافذة في البلد والمسيطرة على مفاصل هامة من اقتصاده.
العرب