شنت صحيفة لوموند الفرنسية هجوما لاذعا على قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون على الحدود الشرقية لروسيا اليوم الأربعاء.
وقالت الصحيفة إنه “ورغم أن اللقاء بين زعيمي روسيا وكوريا الشمالية قد يبدو وكأنه اعتراف بالضعف من جانب الكرملين، فإنه يمثل أيضاً مرحلة جديدة في تحدي موسكو للإجماع الدولي ضد الانتشار النووي”.
ورأت أن بوتين التقى مع الرجل الذي وصل إلى السلطة قبل أكثر من عقد من الزمان، بسبب ما وصفته “عدوانيته” في مجال الأسلحة النووية. وترى “أن الأرضية المشتركة بينهما مثيرة حيث كانت كوريا الشمالية واحدة من الدول القليلة التي دعمت بشكل أعمى العدوان الروسي ضد أوكرانيا، بما في ذلك من خلال تصويتها في الأمم المتحدة”.
وتشير إلى أن الاجتماع أسفر كما هو مرجح، عن (اتفاق) لنقل الذخيرة (من كوريا الشمالية إلى روسيا)، ولا يشك أحد في حقيقة المخزونات الكورية الشمالية، ولا في مدى توافقها مع المعدات الروسية.
خطر الانتشار النووي
وتضيف لوموند: “لكن كان هناك معنى أعمق لاجتماع الرجلين لا ينبغي التقليل من أهميته. لقد أظهر حقيقة وجود محور مناهض للغرب بقوة، والذي يحظى بقبول يتجاوز مجموعة من الدول التي صوتت لصالح موسكو في هيئات الأمم المتحدة. كما أن تمكن موسكو من تحييد القضية الأوكرانية عن البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين يعد دليلا صارخا على ذلك”.
وتشير الصحيفة إلى أن زيارة بوتين إلى إيران في يوليو/تموز 2022، في خضم إعادة إطلاق برنامج نووي مثير للقلق، قد مثلت بالفعل تحركا من جانب موسكو يتجاوز الإجماع الدولي الذي طالما شاركت فيه ضد انتشار الأسلحة النووية.
وتعتبر الصحيفة أن التطبيع الذي ظهر في اجتماع اليوم بين بوتين وكيم جونغ أون جاء بمثابة إنذار جديد. وخاصة أنه جاء بعد الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى المعرض العسكري في بيونغ يانغ في نهاية يوليو/تموز، والذي عرضت فيه كوريا الشمالية أسلحة نووية، وهو حضور أضفى الشرعية ضمناً على المغامرات العسكرية لكوريا الشمالية.
وتختم لوموند: “لقد بدا أن الحرب ضد الانتشار النووي كانت ضحية جانبية محتملة لحالة تفتت العالم التي تفاقمت بفعل الحرب في أوكرانيا. وإذا تأكد هذا التهديد فإن روسيا بوتين ستتحمل المسؤولية”.
القدس العربي