وأشار البيان الصادر عن عشائر الرقة إلى أن من يدير منطقة تل أبيض حالياً هم أكراد غير سوريين من الجنسيات العراقية والتركية والإيرانية، مطالبين بتسليم المنطقة إلى أبنائها العرب لإدارتها.
وأوضح الصحفي كنان سلطان أن بوادر صراع عربي كردي تلوح في الأفق جراء الممارسات الهمجية التي تنتهجها الوحدات الكردية، دون الأخذ في الاعتبار حساسية وطبيعة العلاقة بين المكونات التي تشكل التركيبة الديمغرافية هناك.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن من يقوم بهذه الممارسات أشخاص يمثلون دورا قياديا في صفوف القوات الكردية، وهم بطبيعة الحال ليسوا من أبناء سوريا، ومارسوا القتل والتهجير بحق أبناء الشعب الكردي على مدى سنوات طويلة في تركيا خلال الحرب بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي.
وأبدى سلطان تخوفه من التصعيد الذي تقوم به هذه القوات الأجنبية في الآونة الأخيرة ليس بحق العرب فحسب بل الكرد أيضا، مستشهدا بحادثة قرية السويدية ذات الأغلبية الكردية في ريفالقامشلي بعد محاصرتها وقطع الماء والكهرباء عنها، ومن ثم اعتقال رجالها ونسائها وأطفالها.
حرب عرقية
وتشير هذه التطورات إلى نسف فرضية الوفاق بين الفصائل المسلحة من الجانبين العربي والكردي في منطقة الرقة، والتي تكشف عن حجم التراكمات جراء ممارسات مسلحي الوحدات الكردية بحق أبناء المنطقة من العرب الذين يشكلون أغلبية مطلقة في الرقة، وبحق الكرد على حد سواء، حيث تسببت في تهجير آلاف السكان من عموم المنطقة الشرقية، والتي يقودها أشخاص عابرون للحدود من جنسيات مختلفة، وفق نشطاء المنطقة.
بدوره، يرى المتحدث باسم تيار المستقبل جيان عمر أنه لا يُمكن إغفال دور النظام السوري مما يحصل في كل المناطق التي يتواجد فيها مسلحو الاتحاد الديمقراطي.
وأشار عمر في حديث للجزيرة نت إلى أن الوضع في مناطق تل أبيض، وعين عيسى وسلوك، يسير نحو التصعيد، وطالب مسلحي الوحدات الكردية بالاحتكام للعقلانية لتفادي انفجار الوضع في تل أبيض ومحيطها وهي مناطق ذات أغلبية عربية.
وأبدى السياسي الكردي تخوفه من ازدياد الاحتقان وانفجاره، وتحوّله إلى حربٍ عرقية بين مكونات المنطقة يمكن أن تمتدّ آثارها إلى مناطق أخرى متداخلة بين المكونين الكُردي والعربي، حيث لن يكون ذلك من مصلحة الطرفين، بل سيكون نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة أكبر المستفيدين.
صمت الأحزاب
واتهمت تقارير حقوقية وحدات حماية الشعب الكردية بارتكاب انتهاكات في مناطق الجزيرة السورية بحق المكون العربي، منها تجريف وحرق عشرات القرى العربية، وتهجير أهلها قسرا بذريعة الولاءلتنظيم الدولة الإسلامية.
ويرى المحلل السياسي أحمد الشمام أنه لا توجد بوادر صراع عربي كردي، بل هو رد فعل تأخر على انتهاكات مليشيا موالية للنظام لا تمثل الكرد، وإنما استغلت مظلوميتهم، ووضعتهم في موقف حرج لتعزلهم عن محيطهم العربي.
وأبدى المحلل السياسي في تصريح للجزيرة نت أسفه لعدم اعتراف القوى السياسية الكردية بما فيها المجلس الوطني الكردي بانتهاكات المليشيات الكردية.
وأضاف أن “الكل يعلم أنه تم نزع سلاح العرب في الرقة من قبل تنظيم الدولة، كما أن حزب العمال الكردستاني سبق أن هدد قرى بوجوب إخلائها تحت طائلة إعطاء إحداثياتها للطيران الأميركي، وقصفت قرى في مناطق كثيرة تحت هذا البند”.
وأشار الباحث السياسي إلى تفتيت جبهة الشارع الوطني الكردي منذ بدايات الثورة لصالح ترسيخ سلطة الأحزاب، التي انقسمت إلى دورين سياسي في المجلس الوطني الكردي، وعسكري عبر مليشيا سلحها النظام وارتكبت جرائم حرب وتهجير قسري ضد العرب، كما ورد في تقارير حقوقية.