اعتبر الكرملين -اليوم الجمعة- أن تصاعد التوتر بين كييف وحلفائها الأوروبيين “حتمي”، وذلك تعليقا على الخلافات المستمرة بين أوكرانيا وبولندا بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحفيين، ردا على سؤال عن إعلان بولندا التوقف عن تسليح أوكرانيا، “نتوقع أن تتزايد هذه الاحتكاكات بين وارسو وكييف”.
وأضاف بيسكوف “ندرك أن التوترات بين كييف وعواصم أوروبية أخرى ستزداد مع مرور الوقت، وهذا أمر حتمي”، مشيرا إلى مواصلة ما سماها “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.
ومددت بولندا الأسبوع الماضي حظرها على واردات الحبوب الأوكرانية لحماية مصالح مزارعيها، مما أثار أزمة مفتوحة مع كييف رغم الشراكة بين البلدين.
وردا على ذلك، قدمت أوكرانيا شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد بولندا وسلوفاكيا والمجر التي أبقت أيضا قيودها على الحبوب الأوكرانية رغم إعلان بروكسل رفع القيود.
ثم أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي -الأربعاء الماضي- أن بلاده توقفت عن تسليح أوكرانيا، لكي تركز على تعزيز قواتها الدفاعية الخاصة، علما أن بولندا كانت في طليعة الدول الداعمة لأوكرانيا ومن أبرز مزوّديها بالأسلحة منذ بدأت روسيا حربها في فبراير/شباط 2022، كما أن عددا كبيرا من المساعدات العسكرية التي ترسلها الدول الغربية إلى كييف تمر عبر الأراضي البولندية.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان -أمس الخميس- إن بولندا ستواصل دعم أوكرانيا في حربها المضادة للعملية العسكرية الروسية، رغم الخلاف التجاري بين البلدين.
وذكر سوليفان أنه شعر بالقلق عندما أعلنت بولندا وقف تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، لكنه قال إن الحكومة البولندية أوضحت أن توفيرها للمعدات (الأسلحة) مستمر، بما في ذلك مدافع الهاوتزر البولندية، وأن وارسو تواصل الوقوف خلف أوكرانيا.
وفي ملف آخر، قال الكرملين إنه لا يوجد تقدم بشأن اتفاق البحر الأسود الخاص بتصدير الحبوب، وإنه لا توجد خطط حاليا لعقد لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره التركي.
وغادرت باخرة تحمل 17 ألفا و600 طن من القمح ميناء شرنومورسك الأوكراني متوجهة إلى مصر، وهذه هي الباخرة الثانية التي تدخل وتخرج من أحد موانئ أوديسا على البحر الأسود بعد انهيار الاتفاق بين موسكو وكييف لتصدير الحبوب.
وكانت أوكرانيا أعلنت أغسطس/آب الماضي أن قواتها البحرية دشنت خطا ملاحيا جديدا للسفن. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منتصف الشهر نفسه أنه تم إبلاغ المنظمات الدولية المعنية بالأمر.
المصدر : الجزيرة + وكالات