العراق: البيشمركه تتصدى لأعنف هجوم لتنظيم «الدولة» شمال الموصل

العراق: البيشمركه تتصدى لأعنف هجوم لتنظيم «الدولة» شمال الموصل

17qpt951

تمكنت القوات الكردية (البيشمركه) من التصدي لأعنف هجوم واسع يشنه تنظيم «الدولة» على مواقعها في سهل الموصل، مستغلا رداءة الطقس السائد هناك.
وذكرت مصادر البيشمركه أن التنظيم أستغل سوء الأحوال الجوية وانتشار الضباب بشكل كثيف، فقام بشن هجموم واسع على عدة مناطق تسيطر عليها قوات البيشمركه شمال الموصل وضمنها معسكر بعشيقة الذي يتواجد فيه مدربون أتراك، مستخدما مختلف أنواع الأسلحة ومنها العجلات المفخخة والانتحاريون وصواريخ الكاتيوشا والهاون.
وقد أعلن قائد قوات الجيش السابع في قيادة البيشمركه دهوك، العميد الركن فتحي اسماعيل، إلى انه تم الهجوم على مقرين لقوات البيشمركه، واستطاعت قوات البيشمركه ان تقتل الانتحاريين قبل تنفيذهم الهجوم، وفي الموقع الآخر استغل المسلحون الجو الضبابي وتمكنوا من التسلل والوصول إلى مواقع البيشمركه، حيث شنوا هجوما عليه ثم فجروا أنفسهم.
وأكدت مصادر البيشمركه ان التنظيم استخدم تسع عجلات ملغومة في محور ناوران القريب من مدينة الموصل، مشيرين إلى استمرار المعارك في بعض المناطق.
وقد استشهد 6 من مقاتلي البيشمركه واصيب أربعة آخرون بجروح متفاوتة خلال الهجوم قرب قضاء تلعفر.
ومن بين الشهداء العميد مغديد هركي والمقدم جلال هركي اللذان استشهدا في المعركة التي اندلعت في جبل زرتك. كما افادت المصادر ان قوات البيشمركه تمكنت من أسر مجموعة من عناصر تنظيم «داعش» خلال الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين في جبل زرتك.
وأعلن مجلس أمن إقليم كردستان، ان قوات الپيشمرگة تصدت لهجوم موسع لتنظيم «داعش» في العديد من المحاور، مؤكدا تقهقر «الإرهابيين» بعد ان تركوا جثث أكثر من 100 من قتلاهم».
وذكر بيان المجلس «ان إرهابيي تنظيم «داعش» شنوا هجمات واسعة في عدة محاور على مواقع قوات الپيشمرگة، لافتا إلى انه بالإضافة إلى ترك نحو 100 جثة من قتلاه، فإنه انهزم في جميع المحاور».
وكان الأمين العام لوزارة شؤون البيشمركه في حكومة كردستان جبار ياور، أكد في حديث صحافي تعرض عدة جبهات في شمال وشرق الموصل لهجمات شنها مسلحون من تنظيم داعش.
وأوضح ياور أن عناصر التنظيم «استعملوا سيارات ملغومة وقذائف الهاون والصواريخ وبعد ذلك شنوا هجمات على مواقع للبيشمركة على جميع هذه الجبهات «.
ومن جهته، أعلن أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق والقائد العام لقوات الحشد الوطني في معسكر بعشيقة، الذي يوجد فيه مدربون اتراك، أن تنظيم داعش قصف معسكر زليكان في بعشيقة.
وقال إنه أثناء وجوده في المعسكر، بعد ظهر الأربعاء، تعرض المعسكر لقصف بقذائف الهاون لمدة ساعتين، مضيفا أن أكثر من 130 قذيفة سقطت على المعسكر، وأن القصف أسفر عن مقتل 3 أفراد من الحشد الوطني وجرح 3 آخرين.
وأشار البيان إلى أن عددا من مسلحي داعش «الانتحاريين» حاولوا التسلل إلى المعسكر، غير أن قوات البشمركة تمكنت من قتلهم قبل وصولهم إليه.
وضمن السياق، أكد مسؤول الإعلام في الاتحاد الوطني الكردستاني – فرع الموصل- غياث السورجي في حديث إلى (المدى برس) أن «هجوم داعش على محاور بعشيقة ونوران وخازر وويردك والذي استهدف فيه معسكر الحشد الوطني بأكثر من 120 صاروخاً ادى إلى استشهاد 3 جنود وإصابة 4 آخرين من ضمنهم مستشارون أتراك».
وأضاف ان «طائرات التحالف الدولي استهدفت المهاجمين في محور خازر وويردك لكنها لم تتمكن من استهدافهم في محور بعشيقة بسبب سوء الأحوال الجوية»، لافتا إلى «سقوط عدد من الشهداء في قوات البيشمركه بالإضافة إلى سقوط العشرات من القتلى في صفوف (داعش)».
وقد تبنى تنظيم «الدولة» الأربعاء الهجوم الذي استهدف معسكرا يتمركز فيه جنود أتراك في شمال العراق، إضافة إلى ما أفاد به شهود عيان بأن تنظيم داعش أطلق تكبيرات في مساجد الموصل وذلك «ابتهاجا» بقصف معسكر للحشد الوطني حيث يوجد مدربون أتراك.
وكان مسؤولون أتراك أعلنوا عقب هجوم التنظيم على معسكر بعشيقة، أن 4 جنود أتراك أصيبوا فقط وبجروح سطحية، بينما قتل 3 من قوات الحشد الوطني العراقي وأصيب 7 آخرون.
ومن جهة ذات صلة، نفى مسؤول إعلام كتائب حزب الله في العراق، حسين مؤنس، في تصريح صحافي، الخميس، قيام الكتائب بقصف معسكر بعشيقة. وأعلن أن «الكتائب ليس لديها أي قوات قريبة من هذا المعسكر، ولم نقم بقصفه، ولكن آراءنا وتوجهاتنا واضحة وصريحة في عدم قبول القوات التركية داخل الأراضي العراقية ونعتبرها قوات معادية «.
وأضاف: «نحن الآن نواجه تنظيم داعش، ونتمنى أن تحل هذه المشكلة مع تركيا بالطرق الدبلوماسية، وفي نفس الوقت نتمنى من الدولة التركية عدم اتخاذ أي إجراء قد يدفع بنا لإظهار قوتنا».
وكانت قناة عراقية وبعض وسائل الإعلام اشارت إلى بيان اعلن فيه حزب الله مسؤوليته عن الهجوم على المعسكر الذي يمكث فيه مدربون أتراك شرق الموصل.
وتعد كتائب حزب الله العراق من الفصائل الشيعية المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي، وتعد من الجماعات المقربة من الحرس الثوري الإيراني وشارك مقاتلوه في معارك سوريا إلى جانب النظام.
وتسيطر قوات البيشمركه على منطقة سهل نينوى شمال وشرق مدينة الموصل، وقامت عناصر داعش بالهجوم ولمرات عديدة على هذه المنطقة، إلا ان هجماتهم قد باءت بالفشل دائما، بفضل تصدي قوات البيشمركه.

 مصطفى العبيدى

صحيفة القدس العربي