قطر لا تترك مجالا للصدف في سيطرتها على حصص الغاز عالميا

قطر لا تترك مجالا للصدف في سيطرتها على حصص الغاز عالميا

الدوحة – وضع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الثلاثاء حجر الأساس لمشروع توسعة حقل غاز الشمال في مدينة رأس لفان الصناعية.

يأتي هذا في ما يقول مراقبون إن قطر لا تترك مجالا للصدف في سيطرتها على حصص الغاز عالميا، فهي تستغل فورة العائدات لتوسيع الإنتاج، خاصة مع الصفقات الكبرى التي تعقدها شرقا وغربا، بالتزامن مع أزمة الغاز بين روسيا وأوروبا.

وتمثل قطر والإمارات الاستثناء في العالم بالتوسع في طاقات الإنتاج، الأولى في الغاز والثانية في النفط والغاز.

ووفق وكالة الأنباء القطرية (قنا) فقد جرى خلال حفل بالمناسبة عرض فيلم وثائقي حول مراحل تطور مشروع توسعة حقل الشمال والذي سيرفع الطاقة الإنتاجية السنوية لدولة قطر من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا إلى 126 مليون طن بحلول عام 2026، مما سيعزز صدارة دولة قطر وريادتها في إنتاج الغاز الطبيعي المسال في العالم.

وأكد الشيخ تميم أن مشروع توسعة حقل الشمال يعزز مكانة قطر كمنتج عالمي للغاز الطبيعي المسال، ويعزز دورها الرائد في تلبية الحاجة إلى الطاقة في السوق العالمي.

وقال أمير قطر، في منشور عبر حسابه الرسمي على إكس “وضعنا اليوم حجر الأساس لمشروع توسعة حقل الشمال الذي يندرج ضمن إستراتيجيتنا نحو تعزيز مكانة قطر كمنتج عالمي للغاز الطبيعي المسال، ويعزز دورها الرائد في تلبية الحاجة إلى الطاقة في السوق العالمي”.

وينقسم مشروع توسعة أكبر مشروع غاز مسال في العالم بقطر إلى جزأين رئيسيين شرقي وجنوبي، على أن يكتمل بناء المشروع بشقيه، ويبدأ الإنتاج بكامل طاقته الجديدة بحلول عام 2027.

ويعد حقل غاز الشمال أكبر حقل غاز بالعالم، حيث يضم 50.97 تريليون متر مكعب من الغاز، وتبلغ مساحة الحقل نحو 9700 كيلومتر مربع، منها 6 آلاف في مياه قطر الإقليمية، واكتشف الحقل عام 1971، وبدأ الإنتاج فيه عام 1989.

وتعتزم قطر زيادة سعتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال بما يفوق 63 في المئة، لتبلغ 126 مليون طن سنويا في النصف الثاني من العقد الحالي، وذلك من خلال تطوير شرق حقل الشمال المقرر أن يدخل طور الإنتاج في عام 2026، وجنوب حقل الشمال الذي سيكون جاهزا لتسليم أول شحنة في عام 2027.

وفازت شركات توتال إنرجيز الفرنسية، وإكسون موبيل وكونوكو فيليبس الأميركيتان وإيني الإيطالية و”شل” البريطانية وسينوبك الصينية بعقود تطوير حقل الشمال الشرقي بالشراكة مع قطر للطاقة، حيث تبلغ إجمالي كلفة استثماراته نحو 28.75 مليار دولار.

كما فازت توتال إنرجيز وشل وكونوكو فيليبس بعقود تطوير حقل الشمال الجنوبي بالشراكة مع قطر للطاقة.

قطر والإمارات تمثلان الاستثناء في العالم بالتوسع في طاقات الإنتاج، الأولى في الغاز والثانية في النفط والغاز

ويأتي هذا التوسيع ليثبّت موقع أحد أهم موردي الغاز شرقا وغربا خاصة بعد الاتفاقيات الكبرى، طويلة المدى، مع الصين وألمانيا مستفيدة من أزمة الغاز الروسي والعقوبات المفروضة عليه.

وفي نوفمبر من العام الماضي، وقّعت قطر وألمانيا اتفاقي بيع وشراء يستمر بموجبهما تصدير الغاز لألمانيا لمدة 15 عاما، اعتبارا من عام 2026. وتتنزل الصفقة ضمن خطط الولايات المتحدة لجعل قطر مصدرا رئيسيا للغاز إلى أوروبا في النظام العالمي الجديد لسوق النفط كبديل عن الغاز الروسي.

وقال سعد بن شريدة الكعبي وزير الطاقة القطري والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة إن الاتفاق، وهو الأول من نوعه للتوريد من مشروع توسعة حقل الشمال القطري إلى أوروبا، سيوفر لألمانيا مليوني طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، تصل من رأس لفان في قطر إلى محطة الغاز الطبيعي المسال في برونسبوتل بشمال ألمانيا.

وفي يونيو الماضي، عقدت قطر مع الصين صفقة ضخمة لتزويدها بالغاز الطبيعي المسال لمدة 27 عاما، وهي الثانية من نوعها في أقل من عام، ضمن مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي.

وتتضمن الصفقة الأخيرة تزويد الصين بـ4 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، وكذلك استحواذ مؤسسة البترول الوطنية الصينية على حصة قدرها 5 في المئة في سلسلة الغاز الطبيعي المسال من مشروع توسعة حقل الشمال التابع لشركة قطر للطاقة.

العرب