الحسكة (شمال سوريا) – يرى متابعون أن إقدام الولايات المتحدة على إسقاط طائرة تركية مسيرة فوق شمال سوريا هو رسالة من واشنطن تحذر فيها من أنها لن تقبل بتمادي أنقرة في عملية عسكرية تستهدف مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بقسد.
ويشير المراقبون إلى أن تركيا تريد استغلال الهجوم الذي تعرضت له مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية في أنقرة الأحد الماضي من أجل شن عملية واسعة تستهدف حزب العمال الكردستاني، وأيضا وحدات حماية الشعب الكردي التي تقود قسد، وتعتبرها تركيا فرعا من حزب العمال.
ونفّذت تركيا سلسلة ضربات بطائرات دون طيار الخميس ضدّ أهداف عسكرية وبنى تحتية في المناطق التي تقع تحت سيطرة قسد، ممّا أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل.
وجرى خلال الهجمات إسقاط إحدى المسيرات، وقال مسؤولان أميركيان لوكالة رويترز في وقت لاحق إن طائرة مقاتلة أميركية من طراز أف – 16 أسقطت طائرة تركية مسيرة كانت تعمل بالقرب من القوات الأميركية في سوريا.
وأضاف المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، أن الولايات المتحدة أجرت عدة مكالمات مع المسؤولين الأتراك لتحذيرهم من أنهم يعملون بالقرب من القوات البرية الأميركية.
ويرى المتابعون أن رد الفعل الأميركي قد يجبر تركيا على إعادة النظر في خططها نحو توسيع نطاق هجماتها في شمال سوريا، مستبعدين إمكانية أن تقوم باجتياح للمنطقة، مثلما روج لذلك مسؤولون أتراك.
وكان مسؤول بوزارة الدفاع التركية صرح في وقت سابق بأن شن عملية برية في سوريا من بين الخيارات التي قد تبحثها تركيا بعد أن خلصت أنقرة إلى أن المهاجمين اللذين استهدفا مديرية الأمن دخلا البلاد من سوريا.
رد الفعل الأميركي قد يجبر تركيا على إعادة النظر في خططها نحو توسيع نطاق هجماتها في شمال سوريا
وأضاف المسؤول “هدفنا الوحيد هو القضاء على المنظمات الإرهابية التي تشكل تهديدا لتركيا. شن عملية برية من بين الخيارات للقضاء على هذا التهديد لكنها ليست الخيار الوحيد بالنسبة إلينا”.
وقال مسؤولون أتراك إن أي بنية تحتية ومنشآت طاقة في العراق وسوريا يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني، وكذلك وحدات حماية الشعب الكردية السورية، هي أهداف عسكرية مشروعة.
وصرح المسؤول بوزارة الدفاع “حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب هما نفس المنظمة الإرهابية، إنهما هدفنا المشروع في كل مكان. تركيا نفذت عمليات كلما وحيثما كان ذلك ضروريا في الماضي، وستستمر هذه العمليات مرة أخرى إذا لزم الأمر”.
وأضاف أن “هذه العمليات تجري في إطار حقوق الدفاع عن النفس التي يكفلها القانون الدولي للقضاء على الهجمات الإرهابية على الأراضي التركية ولضمان أمن الحدود”.
ووحدات حماية الشعب هي الفصيل الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الحليف الرئيسي للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وأدى الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة وحلفاء آخرون، بما في ذلك فرنسا، لوحدات حماية الشعب إلى توتر العلاقات مع أنقرة.
وطالبت تركيا قوات أي دولة أخرى بالابتعاد عن المنشآت التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.
وقال المسؤول “ندعو جميع الأطراف، الدول الصديقة والحليفة على وجه الخصوص، إلى الابتعاد عن هؤلاء الإرهابيين. هذا مجرد إخطار. والأمر متروك لهم لاتخاذ الاحتياطات اللازمة”، دون أن يذكر أي دولة بالاسم.
وكشفت قوات الأمن في شمال شرق سوريا الخميس عن دخول 15 طائرة مسيرة المجال الجوي للمنطقة حيث قصفت أهدافا تشمل البنية التحتية ومحطات الغاز والنفط.
وقالت قوات الأمن في بيان إن الهجمات التركية أودت بحياة ستة من عناصر قوى الأمن الداخلي في شمال شرق سوريا ومدنيين اثنين في غارتين منفصلتين.
العرب