حذر مسؤولون أمنيون سابقون ومعلقون في تل أبيب من أن يعمل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على إطالة أمد الحرب على قطاع غزة من أجل الإفلات من المحاسبة على “تقصيره وفشله” اللذين تجسدا في نجاح عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس.
وطالب هؤلاء بإطاحة نتنياهو وعدم السماح له بإدارة دفة الحرب، بسبب مسؤوليته عن الفشل الذي قاد إلى نجاح “طوفان الأقصى”.
ويرى عيران تسيون، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق أن لنتنياهو مصلحة واضحة في إطالة أمد الحرب، لذا تتوجب إقالته فوراً وعدم الانتظار حتى انتهاء المعارك.
وفي سلسلة تغريدات على حسابه على “تويتر”، كتب تسيون: “كل قرار سيتخذه نتنياهو خلال الحرب سيكون متأثرا بحساباته الشخصية الخاصة بشكل جوهري، فلا توجد لدى الجمهور ذرة ثقة به”.
وحسب عتصيون، الذي قال إنه سبق أن شارك في اجتماعات المجلس الوزاري المصغر في ظل ثلاثة رؤساء وزراء منهم نتنياهو، إن المجلس المصغر الحالي يفتقد إلى التوازن، محذراً من أنه حتى لو انضم بني غانتس، وزير الأمن السابق وزعيم حزب “المعسكر الرسمي” ويئير لبيد رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب “ييش عتيد” إلى الحكومة فإن نتنياهو سيواصل التحكم بقرارات المجلس المصغر.
رصد
تحذيرات في إسرائيل من فشل الاجتياح البري لقطاع غزة: سنقع في المصيدة
ولفت المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق إلى أن نتنياهو معني بتضليل غانتس ولبيد وتوظيف قرارات الحكومة خلال الحرب لمصلحة حساباته الخاصة، لافتاً إلى أن التقارير التي تحدثت عن اتفاق نتنياهو وغانتس على تشكيل “مجلس وزاري مصغر لشؤون الحرب على غزة”، إلى جانب “المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن” العادي تأتي في إطار هذا التضليل.
ويشير عتصيون إلى أنه بالاستناد إلى القانون، فإن “المجلس الوزاري المصغر العادي” هو المخول باتخاذ القرارات المتعلقة بالقضايا العسكرية والسياسية، وضمنها قرارات الحرب وليس أي جسم آخر.
أما عنبار تويوزر، مراسلة قناة “12”، فقد دلت على مسؤولية نتنياهو عن الفشل الذي أفضى إلى نجاح عملية “طوفان الأقصى” مشيرة إلى أنه رفض عقد لقاء مع رئيس هيئة أركان الجيش هرتسلي هليفي للتشاور حول الأوضاع الأمنية.
وفي تغريدة على حسابها على “تويتر”، لفتت تويوزر إلى أن نتنياهو تجاهل تحذيرات شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” من أن أعداء إسرائيل باتوا “يدركون أن إسرائيل تعاني من نقاط ضعف تاريخية” بسبب طرح خطة “التعديلات القضائية” وما تلاها من تداعيات على الصعيد الداخلي.
أما الكاتب يوسي مطلون، فقد دعا إلى وضع حد لحكم نتنياهو وعدم السماح له بالبقاء في الحكم يوماً واحداً. وقال في تغريدة كتبها على “تويتر”: “كلما تكشفت مظاهر المأساة، احتوينا الألم ومسحنا دموعنا…لا مفر من الإدراك أن رئيس حكومة إسرائيل خرب وفرط بالأمن القومي وخان مواطني إسرائيل…علينا أن نضع حد لهذا. لا نثق أن يبقى في الحكم يوما واحدا”.
شدد شوانغ على أولوية القضية الفلسطينية (Getty)
تقارير عربية
“طوفان الأقصى” وحسابات “حياد” الصين
كما كتب الباحث الإسرائيلي تومر سيمون على “تويتر”، إنه تتوجب إقالة نتنياهو فوراً لأنه “غير مؤهل لإدارة الأزمة الوطنية التاريخية” التي تمر بها إسرائيل.
وأعاد إلى الأذهان أن نتنياهو حتى بعد وقت طويل على الهجوم الذي نفذته حركة حماس، لم يتوجه إلى الجمهور الإسرائيلي ولم يطلعه على ما يجري.
وقد وصف الصحافي نير حسون، مراسل “هآرتس” في القدس المحتلة نتائج “طوفان الأقصى” بـ”الكارثة الكبرى في تاريخ الشعب اليهودي منذ 1945″، محملاً نتنياهو المسؤولية المباشرة عنها.
وفي تغريدة على حسابه على “تويتر”، جزم حسون بأن كل “الافتراضات التي حكمت سياسات نتنياهو انهارت، كل تعييناته أثبتت فشلها، كل المنظومات التي تقع تحت إمرته تفككت”. وشدد على أنه ما لم يعلن نتنياهو استقالته من منصبه فإن كل ما سيقدم عليه “مجرد تضليل”.