تعددت مواضيع الصحف العراقية هذه الأيام ومنها آثار التحرك التركي في شمال العراق والتحالفات الدولية في المنطقة وانقياد النواب لمصالح كتلهم وانتكاسة الخطوط الجوية العراقية وغيرها
أمريكا والحلف الرباعي
وتحدث المقال الافتتاحي لصحيفة «البينة الجديدة» المقربة من حزب الله ـ العراق، «ان تحالف إيران وروسيا للدفاع عن مصالحهما المشتركة في سورية والعراق هو تحالف قد يتوسع ليشمل مناطق نزاع أخرى بسبب الظروف والتطورات التي تشهدها المنطقة في أكثر من ساحة نزاع بين الدولتين وحلفائهما من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الإقليميين من جهة أخرى وفي الفترة الأخيرة. وبالتزامن مع احتدام الصراع في سورية لم تعد القوى الشيعية بمختلف مكوناتها السياسية والبرلمانية تخفي استعداداتها للحاق بالتحالف الرباعي الذي يفترض ان يضم روسيا وإيران وسوريا والعراق، وان تطلب ذلك إعلان المواجهة مع واشنطن التي أصبحت مكرهة بدورها على العودة بسرعة إلى العراق والدخول اليه من الشباك بعد أن خرجت منه من الأبواب بدعوى مضللة فضفاضة هي الحرب على داعش الإرهابي. وبالمقابل فإن أمريكا صارت أكثر تحسسا من التقارب القوي بين إيران وروسيا وهي تتحسس أكثر عندما ينخرط العراق في هذا التحالف الرباعي، إلا أن المصادر البرلمانية أشارت إلى ان العبادي لا يمكنه الموافقة على دخول قوات المارينز الأمريكية من دون العودة إلى المؤسسة التشريعية.
لكن التطور السياسي اللافت حقا هو دعوة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني أمس جميع العراقيين إلى النزول للشارع للتنديد بالتوغل التركي والمطالبة بمحاكمة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لتعاونه في إدخال الجيش التركي إلى نينوى.
الحكومة والتدخل التركي
وانتقد مقال للكاتب علي السوداني نشرته صحيفة «الزمان» المستقلة، «أحزاب الحكومة ودواعشها ببغداد وأحياتها الباقيات على ذمة الخريطة، وبهديٍ من موديل إشتمْ أمريكا نهاراً وبُسْ قندرتها (حذاءها) ليلاً، قالت وكتبتْ وردحت ولطمتْ مرات ومرات بأنَّ أبناء العم سام هم من يعرقل تحرير البلاد من داعش وهم من يساعدونها حتى بالسلاح.
سنأخذ حكومة المحمية الخضراء على قدر عقلها ودَجَلِها أيضاً، وسنفترض أنّ تركيا قد خافت وبالت على سروالها وسحبتْ جندها الثلاثمائة من بعشيقة الموصل، فهل ستسمح دولة كردستان الصديقة ودولة داعش في نينوى وما حولها، بدخول جندٍ عراقيين أقحاح سيتمركزون بتلك القاعدة المحررة سلمياً، من أجل ترميم وترتيق الجرح الذي أحدثتهُ جندرمة آل عثمان على وجه السيادة الوطنية؟
منذ سنوات وقبل ولادة داعش، يقيم ويتدرب ويقاتل ويتاجر ويهرّب، عشرات آلاف من مقاتلي حزب العمال التركي فوق أرض العراق على قمم وسفوح جبال قنديل ووديانها وما حولها. يسالمون ويفاوضون الدولة التركية على أرضنا ويقاتلونها على أرضنا فتلاحقهم قوات الجندرمة في البر وفي الجو، فتقتل منهم ويقتلون منها، وحكومة السيادة أو الَّلحمة الوطنية نائمة ومنبطحة على بطنها».
الحلف السعودي ضد الحلف الرباعي
وتطرق مقال في صحيفة «الصباح» الرسمية، إلى «ما واجهه الإعلان السعودي عن تشكيل تحالف عسكري، وما لما يقرب من 35 دولة إسلامية بذريعة محاربة الإرهاب، من ردود فعل متباينة على الساحة العراقية والإقليمية، توزعت بين مشكك أو متوجس من أن تكون هذه الخطوة غطاء لمواجهة مع إيران يكون العراقيون جزءا من وقودها، وبين مرحب بها باعتبارها قوة إسلامية سنيّة لمساعدة مناطق السنة العراقيين المحتلة من داعش للتخلص من الأخيرة، ووراء ذلك المساعدة في إقامة الإقليم السني الذي يسعى اليه جانب من الساحة السياسية السنية».
لكن البعض يرى أن الإعلان عن هذا الحلف ربما يتكامل مع تطورات أخرى جرت في المنطقة، بينها مثلا تصريحات «جون ماكين» حول محاربة داعش من قبل دول سنية بجيش قوامه مئة ألف، والإشارات الأمريكية المتعددة، وآخرها كلام وزير الدفاع الأمريكي والسفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة «جون بولوتون» حول إقامة إقليم سني من العراق إلى سوريا، و»ضرورة ان تكون هناك قوات سنية تحارب داعش» وتخرجها من المناطق التي تحتلها في العراق وسوريا.
إن الهوية الطائفية «السنية» لهذا التحالف، إلى جانب جعل مصاديق الإرهاب التي يستهدفها مفتوحة، وفي ظل عدم توافق دول المنطقة على تعريف ومصاديق موحدة للإرهاب، يجعل من أطراف سياسية عراقية وغير عراقية، ومعها دول مثل سوريا وإيران تتوجس من الاهداف الحقيقية لهذا التحالف خصوصا وان الحديث الأمريكي يجري حول ضرورة «خلق توازن» في المنطقة بوجه التحالف الإيراني السوري الروسي.
الإعلام في مواجهة «داعش»
ونقلت صحيفة «العدالة» المقربة من المجلس الأعلى الإسلامي، تشدّيد نائب قائد قوات التحالف الدولي في مجال التدريب الجنرال شلاميرس، على ضرورة إبراز الإعلام صورة واضحة لانتصارات وعمليات القوات العراقية الكبيرة، مبينا ان «الإعلام لاينشر صورة واضحة عن ذلك». وذكر شلاميرس في كلمة له خلال المؤتمر الدولي العسكري للعمليات النفسية لمكافحة الإعلام الداعشي، الذي نظمته مستشارية الأمن الوطني في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية في بغداد قائلا «اقف ممثلا عن 63 دولة، ونحن موحدون لدعم القوات العراقية في محاربتها وحشية الدواعش»، مؤكدا ان «قوات الجيش والشرطة العراقية تقوم بعمليات كبيرة، وبرحابة صدر ومراعاة العراقيين الذين ضحوا وتأذوا من ظلم الدواعش لكن هذه الصورة غير واضحة في الإعلام». وتابع ان «هذا المؤتمر هو الثاني وعقد قبل ستة أشهر في الكويت المؤتمر الأول لتجميع الأفكار ومجابهة داعش إعلاميا». واضاف ان «المؤتمر الثاني يظهر لكم التغيير والتقدم الذي حصل»، مشددا على «أهمية إبراز النجاحات التي قام بها العراقيون بمساعدة التحالف للإعلام». واكد ان «التحالف يدعم العراقيين في توضيح وإبراز النجاحات وإثبات ان الدواعش في خسارة مستمرة وان إعلامنا يتمركز على الحقائق وإعلام الدواعش يعتمد على الأكاذيب ويجب ان تنشر هذه الحقائق بسرعة».
إشراف دولي على طائرات العراق
وتناولت صحيفة «العالم» المستقلة، توجيه وزير النقل باقر الزبيدي، بالاستعانة بأفضل الشركات العالمية لإدارة الخطوط الجوية العراقية.
وقال بيان للوزارة إن «الوزير بحث مع المفتش العام لوزارة النقل عدنان شهاب ملف شركة الخطوط الجوية العراقية وسلطة الطيران المدني».
وأضاف البيان أن «الوزير وجه بإعداد آلية لإدارة هذا الملف من خلال الاستعانة بأفضل الشركات العالمية الرصينة المتخصصة لإدارة ملف الخطوط الجوية العراقية وسلطة الطيران المدني لغرض تنظيم العمل وفق رؤيا عالمية متطورة».
وكانت شركة الخطوط الجوية العراقية قد منيت بانتكاسة قاسية مؤخرا عندما قررت الدول الأوروبية منع تحليق طائراتها في أجواء أوروبا بسبب عدم التزامها بمعايير السلامة وكثرة مخالفاتها الناجمة عن الإدارة الفاشلة لأقدم شركة طيران رصينة في المنطقة العربية.
برلمان الشطرنج
وكتبت صحيفة «طريق الشعب» الصادرة عن الحزب الشيوعي، «افرزت الانتخابات النزيهة (!!) برلماناً تتحرك أجساد النواب داخله بلا إرادة، لأنهم ارتهنوا إلى عقل الكتل التي ينتمون اليها، والتي غدت تفكر نيابة عنهم، اي اختطفت شخوصهم، وقزٌمت شخصياتهم، فاصبحوا يديرون ظهورهم إلى الشعب لا بل حتى إلى من انتخبهم، وينظرون بعين واحدة إلى مصلحتهم وما يريده رؤوساء الكتل، وبذلك صاروا يتحركون كما ادوات الشطرنج في رقعة تحددت أبعادها بمجلس النواب».
من هنا فمجلس بهذه المواصفات لا رأي لنوابه، يشكو الإعاقة، تجمدت الدماء في عروق نوابه وفقد القدرة على الأحساس، إلا بما يتعلق بمصلحة المتنفذين، اما مصلحة الكادحين وحفاة الشعب وعراته، فهي منسية في قاموس هؤلاء البرلمانيين وكتلهم.
على البرلمانيين ان يدركوا ان بنوك الوطن وشركات انتاج النفط والمصانع تنبض بالحيوية والنشاط بفعل قوة عمل و عرق الكادحين، وان تضحيات ابناء الشعب عبر تاريخ مقارعة التسلط والديكتاتورية يشهد لهم بذلك، لكن وبغفلة من الزمن يقفز تجار السياسة ليتصدروا المشهد السياسي، مسخرين موارد الدولة لمصالحهم الذاتية.
وفي هذا السياق نجد دعوات البعض إلى التهدئة مع (الجارة تركيا)! وتصوير النظام التركي على انه جاء لمساعدة (الجارة العراق) وليس غزو أراضيه (بحجة خطر داعش!!) الذي لم يكلف نفسه بسد المعابر بوجهه طيلة هذه الفترة !ثم بيان (كتلة متحدون) المرحبة بالحلف العسكري الإسلامي الجديد الذي عنوانه (محاربة داعش)! بزعامة السعودية المتهمة بدعم الإرهاب،! وبتنسيق مسبق مع الأدارة الأمريكية).
بغداد تعيق طيران كردستان
ونقلت صحيفة «الاتحاد» الصادرة عن الاتحاد الوطني الكردستاني تأكيد وزارة الخارجية الروسية، انها لم تتلق أي تساؤلات بشأن احتمال إعاقة الرحلات الجوية في العراق أثناء انطلاق الصواريخ الروسية نحو مواقع التنظيمات الإرهابية في سوريا. وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، للصحافيين، «نتعاون أوثق التعاون مع العراق. هناك مركز لتبادل المعلومات».
وأوضحت أن القيادة العراقية لم تطرح أي سؤال بشأن احتمال إعاقة الرحلات الجوية بسبب إطلاق الصواريخ الروسية على الإرهابيين في سوريا، مشيرة إلى أنه «لم تصلنا أسئلة من هذا القبيل من القيادة العراقية».
وكانت مديرة مطار أربيل في إقليم كردستان تلار فائق، اكدت في تصريحات للصحافيين أن خسائر توقف الرحلات في المطار على مدى يومين يقدّر بنحو 650 ألف دولار، بسبب إلغاء 100 رحلة.
وكانت سلطة الطيران المدني العراقية، قد أصدرت مرتين تعليمات إلى مطاري أربيل والسليمانية في إقليم كردستان، بإغلاق أجواء إقليم كردستان في وجه الرحلات الجوية، مدة 48 ساعة، بسبب الصواريخ الروسية المتجهة إلى سوريا.
وأنتقدت فائق سلطة الطيران في بغداد لأنها لا تتعاون ولم تبلغ الإقليم مسبقاً بغلق المجال الجوي، حيث فوجئنا بصدور القرار.
ويخشى إقليم كردستان أن تكون لحكومة بغداد دوافع غير معلومة من وراء غلق المجال الجوي، وأن يجري تمديد الإغلاق فترات أطول.
سياسيو اللنكات
ونشرت صحيفة «التآخي» مقالا للكاتب كفاح محمود جاء فيه « في بلاد حباها الله بثروات هائلة تحت الأرض وفوقها، ومكونات حيوية سكنت ثراها المتنوعة التضاريس والمليئة بالمياه والغابات، تجملها الهضاب والصحارى المكتنزة بما منحته الطبيعة من معادن ومركبات، بلاد تضم شعوبا وأديانا ومذاهب وقوميات وأعراقاً، لا تختلف عن أي بلاد في الأرض إلا في حظها السيئ وإداراتها الأسوأ منذ تأسيسها ككيان سياسي برغم إرادة مكوناتها، إدارات تسلطت بغفلة من الزمن التعس والاستغلال البشع لتخلف الأهالي وفقرهم، مستغلة شتى أنواع المفاتيح الغرائزية والدينية والعنصرية لتبرير استمرارها في الاستحواذ على المال والثروة والحكم وترك الأهالي يتلظون فقرا تغطيهم أكداس من اللنكات والبالات في الملابس والأفكار والثقافات (المستعملة والقديمة).
ان «اللنكة» خير ما تنطبق على الكثير من شاغلي كراسي البرلمان والحكومة وملحقاتها في جميع الوزارات وخاصة غالية الثمن مثل الخارجية والداخلية والمالية والعدل والدفاع، أما «البالات» فخير ما ينطبق عليهم هذا التوصيف هم إعلاميو الصدفة وفضائيات البذاءة وأصحاب دكاكين ما يسمى بمراكز ومعاهد الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تأسست في السنوات الأخيرة لبيع وشراء كل أنواع المشاريع والكوبونات والمقابلات الفضائية مدفوعة الأجر، بعد أن فشل أصحابها بالاستئثار على منصب في أفشل دولة في العالم».
مصطفى العبيدي
صحيفة القدس العربي