دمشق – قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن “أربعة مدنيين قتلوا وأصيب أربعة آخرون بجروح في ريف حماة في ضربات بطائرات مسيرة تابعة لهيئة تحرير الشام”، بعد تكثيف الجيش السوري للقصف على إدلب في الأيام الأخيرة، في الوقت الذي تستهدف فيه تركيا الوحدات الكردية شمال شرق سوريا.
وشنت هيئة تحرير الشام هجمات بمسيرات مفخخة على ريف حماة في غرب سوريا والخاضع لسيطرة القوات الحكومية، وذلك بعد أن شهدت مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى متحالفة معها في إدلب ومحيطها تصعيدا للقصف، إثر هجوم بمسيرات استهدف الكلية الحربية في حمص، وخلف أكثر من مئة قتيل.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) في وقت سابق بأن الحصيلة هي ثلاثة قتلى وثلاثة جرحى. وقالت سانا إن “التنظيمات الإرهابية أطلقت أيضا 3 قذائف صاروخية على الأحياء السكنية في قرية ناعور شطحة بمنطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في ممتلكات الأهالي والممتلكات العامة”.
بدورها، قالت وزارة الدفاع السورية في بيان إن قواتها “تمكنت من تدمير وإسقاط ثماني مسيرات محملة بالقذائف المتفجرة في ريفي حماة وحلب والتي كانت تستهدف المدنيين الآمنين”.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على نحو نصف مساحة محافظة إدلب (شمال غرب) وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. وتؤوي المنطقة ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريبا من النازحين.
وتسبب التصعيد الأخير على منطقة إدلب بنزوح عدد من العائلات داخل المدينة إلى المناطق الآمنة نسبياً شمالي سورية. وقالت “الخوذ البيضاء”، إن حملات القصف المستمر والمكثّف من قوات النظام تُشكل هاجساً كبيراً لدى الكثير من المدنيين، وخاصةً النساء والأطفال، ما يضطرهم إلى إخلاء منازلهم والبحث عن مكان أقل خطراً على حياتهم.
ورصد المرصد تحليقاً للطيران الحربي الروسي في أجواء ريف حلب الشمالي، حيث استهدف بصاروخ واحد على الأقل الحي الغربي ضمن مدينة مارع الخاضعة لنفوذ الفصائل الموالية لأنقرة، ولم ينفجر الصاروخ ، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
ويسري في المنطقة، منذ السادس من مارس عام 2020، وقف لإطلاق النار، أعلنته موسكو وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة، بعد ثلاثة أشهر من هجوم واسع شنته دمشق في المنطقة.
بدورها، لمحت تركيا إلى احتمالات تصعيد عسكري رداً على توالي الهجمات التي تتعرض لها القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من جانب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في وقت قصفت روسيا مناطق نفوذ تركيا شمال سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن صبر بلاده حيال “بؤر الإرهاب” في شمال سوريا قد نفد، مؤكداً عزمها على القضاء على التهديدات التي مصدرها تلك المناطق، في إشارة إلى مناطق سيطرة “قسد”، التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية المكون الأكبر فيها، وتعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً وامتداداً لحزب العمال الكردستاني في سوريا، وتنتقد الدعم الأميركي لها؛ كونها أكبر حلفاء الولايات المتحدة في الحرب على داعش، بينما تعتبر واشنطن أن تركيا باستهدافها الوحدات الكردية تقوض جهود مكافحة التنظيم المتشدد.
وذكر المرصد السوري أن قيادي في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” قتل، باستهداف طائرة مسيرة تركية الجمعة، حيث جرى استهدافه أثناء خروجه من منزله في ريف الحسكة، ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، ويشار إلى أن القيادي عمل كمنسق مع قوات التحالف الدولي وسبق وتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة من قبل طائرة مسيرة تركية استهدفته سابقا. كما أصيب في هذا الاستهداف طفل وسيدة بجراح متفاوتة، جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية الجمعة، تحييد خمس “إرهابيين” شمالي العراق وسوريا، وذكرت في بيان أن “الإرهابيين ليسوا في مأمن لا في شمال العراق ولا في شمال سوريا”. وأوضح البيان أن الجيش التركي يواصل عملية “المخلب – القفل” بنجاح شمال العراق، وأنه حيّد “إرهابيين” اثنين في نطاق العملية هناك.
وأضافت أنه تم تحييد ثلاث “إرهابيين” من تنظيم “بي بي كي/ واي بي جي” في منطقة عملية “غصن الزيتون” شمال سوريا.
وفي 17 أبريل/ نيسان 2022 أطلقت تركيا عملية “المخلب ـ القفل ضد معاقل “بي كي كي” في مناطق متينا والزاب وأفشين ـ باسيان شمال العراق.
وتشهد سوريا، منذ عام 2011، نزاعا داميا تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
العرب