باريس- توفيت السبت الفتاة الإيرانية آرميتا كراوند التي دخلت في غيبوبة في ظروف غير واضحة مطلع أكتوبر في قطار الأنفاق في طهران، في وقت توجه فيه الاتهامات إلى شرطة الأخلاق بالتسبب في وفاتها، ما قد يحوّلها إلى رمز لانتفاضة جديدة شبيهة بانتفاضة مهسا أميني في 2022.
وذكرت وكالة الأنباء “برنا” المرتبطة بوزارة الشباب والرياضة الإيرانية، “التلميذة آرميتا كراوند (المقيمة) في طهران توفيت قبل ساعة بعد علاج طبي مكثف وبعد 28 يوما على دخولها المستشفى في قسم العناية الخاصة”.
وكانت الفتاة البالغة 17 عاما، أدخلت مستشفى فجر في طهران منذ الأول من أكتوبر بعدما فقدت الوعي داخل إحدى عربات قطار الأنفاق في محطة بالعاصمة الإيرانية. وقد أعلنت في “حالة وفاة دماغية” قبل أسبوع.
وتضاربت الروايات بشأن الأسباب. ويظهر مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي عناصر من خدمات مراقبة المترو يقومون بنقل الفتاة التي لم تكن ترتدي الحجاب، بعد أن أغمي عليها في العربة.
وبحسب مصدر في الجالية الإيرانية في الخارج على اتصال بأقارب العائلة، فإن جثمان الشابة لا يزال في مستشفى فجر العسكري في طهران، كما أن المنطقة مطوقة من قوات الأمن.
وأتت الحادثة بعيد حلول الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 إثر دخولها في غيبوبة بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس.
وأشعلت وفاة أميني احتجاجات واسعة في إيران، تراجعت حدتها أواخر 2022.
وقتل المئات على هامش الاحتجاجات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، بينما تمّ توقيف الآلاف، وفق منظمات حقوقية. وأعلنت السلطة القضائية تنفيذ حكم الإعدام بحق سبعة من المدانين في قضايا متصلة بالتحركات.
وتؤكد السلطات أن الفتاة “فقدت الوعي” بسبب هبوط ضغط الدم ونفت وقوع أيّ احتكاك بين الفتاة وعناصر رسميين.
وذكرت وكالة تسنيم للأنباء السبت “الرأي الرسمي للأطباء” الذي أفاد أن الفتاة “تعرضت لسقطة أدت إلى إصابة في الدماغ تلتها تشنجات متواصلة وانخفاض في نسبة وصول الأكسجين إلى الدماغ وتورّم في الدماغ بعد انخفاض مفاجئ في ضغط الدم في الشرايين”.
لكن في المقابل، قالت منظمات حقوقية خارج إيران إن الفتاة انهارت بعد تعرضها “لاعتداء” من قبل عناصر في شرطة الأخلاق المكلفين بمراقبة احترام النساء للقواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.
ودعت صحيفة “هام ميهان” الإصلاحية السلطات إلى “السماح لوسائل الإعلام المستقلة بالتحقيق” في هذه القضية من أجل “إقناع الرأي العام”.
وقال النائب أحمد علي رضا بيغي الأربعاء، إن البرلمان “يجب أن يتدخل” و”يستجوب وزير الداخلية” حول الحادث، معتبرا الأمر “مهمّا”.
من جهتها، قالت “منظمة حقوق الإنسان في إيران” التي تتخذ مقرا في النرويج السبت عبر منصة إكس “منذ اليوم الأول، حاولت السلطات إخفاء الحقيقة عن طريق نقل آرميتا إلى مستشفى عسكري، واعتقال الصحافيين الذين غطوا القصة، وممارسة ضغوط شديدة على عائلتها”.
وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم إن المرشد الأعلى الإيراني “علي خامنئي مسؤول شخصيا عن وفاة آرميتا كراوند إلى أن يثبت تحقيق دولي مستقل خلاف ذلك”.
من جهته، قال وزير الداخلية أحمد وحيدي في الثامن من أكتوبر إن السلطات “حققت في الحادث” وإن “الوضع واضح تماما”. وأدان “الأعداء الذين لا يريدون أن يهدأ البلد ويحاولون دائما أن يثيروا جدلا حول كل حادث”.
وتتحدّر كراوند المقيمة في طهران من مدينة كرمنشاه في غرب إيران الذي تقطنه غالبية من السكان الأكراد.
العرب