يواجه الناخبون من الأميركيين العرب والمسلمين، الذين يشعرون بالغضب وخيبة الأمل من موقف الرئيس جو بايدن الثابت والداعم لإسرائيل بقوة على رغم قصفها العنيف لغزة، خياراً صعباً في عام 2024. فعلى رغم تراجع تأييدهم لبايدن مع بدء الحرب من 59 في المئة إلى 17 في المئة فقط، وقدرتهم على التصويت ضده في الولايات المتأرجحة التي يوجدون فيها بنسبة عددية مهمة، فإن خسارة بايدن الانتخابات، ستعيد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وهو الذي صوت 70 في المئة منهم ضده في انتخابات 2020 بسبب مواقفه. فهل يطيح الأميركيون العرب والمسلمون بايدن من رئاسة الولايات المتحدة ويعاقبونه على موقفه من غزة، وإلى أي مدى يمتلكون القوة السياسية اللازمة لتحقيق هذا الهدف؟
قوة سياسية جديدة
على مدى عقود سادت صورة سائدة بأن المجتمع العربي والإسلامي في الولايات المتحدة لا يمتلك أي نفوذ سياسي يسمح له بالتأثير في تحديد السياسات والتوجهات للإدارة الأميركية، ويعود ذلك إلى عدم توحد مواقف الأميركيين العرب والمسلمين في الماضي، وتضاؤل عددهم الذي يتجاوز بالكاد واحد في المئة فقط من عدد سكان أميركا (339 مليوناً)، فضلاً عن افتقارهم لجماعات العمل السياسي القوية أو جماعات المصالح والضغط النافذة في واشنطن.
لكن يبدو أن هذه الصورة النمطية قد تتغير للمرة الأولى في التاريخ خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بسبب التحول الحاد في المزاج السياسي للناخبين الأميركيين العرب والمسلمين ضد الرئيس بايدن بسبب دعمه المطلق لإسرائيل، وعدم تقديمه ما يكفي من الجهد لوقف قصف القوات الإسرائيلية المستمر لقطاع غزة، الذي أودى بحياة ما يزيد على 10 آلاف شخص حتى الآن، غالبيتهم من المدنيين ونصفهم في الأقل من الأطفال، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
وبحسب استطلاع للرأي أجراه المعهد العربي الأميركي قبل أيام، انخفض دعم بايدن بين الناخبين العرب الأميركيين 42 نقطة ليصل إلى 17 في المئة فقط مقارنة بعام 2020، وهي المرة الأولى منذ 26 عاماً التي لا تقول فيها الغالبية من العرب والمسلمين الأميركيين إنها تفضل الحزب الديمقراطي، في حين أظهر الاستطلاع أنه إذا أجريت الانتخابات اليوم، فإن 40 في المئة سيصوتون لصالح ترمب، المرشح الأوفر حظاً عن الحزب الجمهوري مقارنة بنحو 35 في المئة صوتوا له عام 2020.
كما أن الأميركيين المسلمين الذين صوتوا لصالح بايدن عام 2020 بغالبية 75 في المئة، وفقاً لمجموعة “إيمغاج” التي تضم عدداً من المنظمات المعنية ببناء قوة سياسية للمسلمين الأميركيين، هددوا بالتصويت ضد بايدن في الولايات المتأرجحة بسبب طريقة تعامل الرئيس مع الحرب في غزة، بحسب وسائل إعلام أميركية مثل شبكتي “أن بي سي” و”سي أن أن” الإخباريتين وموقع “ذا هيل”، حيث أفاد غالبيتهم بأنهم يخططون إما للبقاء في منازلهم أو التصويت لصالح مرشح رئاسي مستقل أو ببساطة ترك الجزء العلوي من بطاقة الانتخاب المخصص لمنصب الرئيس خالياً.
مغزى التأثير المفاجئ
ويعود هذا التأثير المفاجئ للأميركيين العرب والمسلمين، ليس فقط إلى توافق وتعاطف غالبية كبيرة منهم على قضية مركزية وحيوية تتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، بل أيضاً إلى أن عديداً من الولايات التي فاز فيها بايدن بهامش ضئيل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تحتاج إلى دعمهم القوى بعد عام واحد من الآن، لأنه من دون هذا الدعم سيكون الرئيس بايدن في خطر داهم يهدد فرص فوزه بدورة رئاسية ثانية، بخاصة أنه في حاجة ملحة ألا يخسر أي ولاية فاز بها عام 2020.
وعلى رغم أن الأميركيين المسلمين والأميركيين العرب (غالبيتهم من المسيحيين) يمثلون أقلية صغيرة من إجمالي سكان الولايات المتحدة (أكثر بقليل من نصف عدد الأميركيين اليهود) فإنهم يشكلون نسبة كبيرة بما يكفي في خمس ولايات حاسمة ليكونوا قادرين على تغيير مسار الانتخابات، إذا سحبوا الدعم من بايدن بشكل جماعي أو بغالبية كبيرة.
5 ولايات حاسمة
وعلى سبيل المثال، فاز بايدن بولاية أريزونا بفارق 10500 صوت فقط، بينما قدر مكتب الإحصاء الديني الأميركي غير الحكومي، الذي يديره اتحاد من المؤسسات الدينية غير الربحية، أن هناك 110 آلاف من المسلمين في ولاية أريزونا، وهي ولاية تضم أيضاً 36500 من الأميركيين العرب، وفقاً لتقرير مراجعة السكان العالمي.
وبينما فاز بايدن بولاية جورجيا بنحو 12 ألف صوت فقط، يقدر التعداد الديني أن هناك 123 ألفاً من المسلمين في الولاية صوت منهم 61 ألفاً في انتخابات 2020، فضلاً عن 34 ألفاً من العرب الأميركيين، وفي ولاية ويسكنسن فاز بايدن بنحو 21 ألف صوت، في حين يقطن الولاية نحو 69 ألف مسلم و17 ألفاً من العرب الأميركيين، أما ولاية بنسلفانيا التي تشكل أهمية خاصة في الانتخابات الرئاسية فقد فاز فيها بايدن بهامش 81 ألف صوت، بينما أدلى 125 ألف ناخب مسلم فيها بصوته عام 2020، بحسب مجموعة “إيمغاج”.
غير أن ولاية ميشيغان التي تضم أكبر جالية من أصل عربي في الولايات المتحدة يمثلون 2.2 في المئة من سكان الولاية، فقد فاز بايدن بهامش 154 ألف صوت، بينما يقدر عدد المسلمين في الولاية بنحو 242 ألفاً، فضلاً عن آلاف من المسيحيين العرب.
ولكي يفوز الرئيس بايدن بالانتخابات المقبلة، فإنه يحتاج إلى الفوز بعدد 270 صوتاً في الأقل من إجمالي 538 وهي أصوات المجمع الانتخابي الذي يحدد الفائز بالانتخابات، وإذا خسر ولاية ميشيغان على سبيل المثال، فسوف يخسر 15 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، وهو ما ينطبق على الولايات الأخرى أيضاً مثل بنسلفانيا (19 صوتاً)، وجورجيا (16 صوتاً)، وأريزونا (11 صوتاً)، وويسكنسن (10 أصوات).
وإذا كان بايدن قادراً على تحمل خسارة ولاية واحدة من الولايات الخمس الحاسمة تلك، إلا أنه سيكون في خطر بالغ إذا خسر ولاية أخرى، بخاصة أن الرئيس السابق ترمب يسعى بقوة لاستعادة الفوز بولايتي جورجيا وأريزونا واللتين كانتا تميلان للتصويت للجمهوريين قبل 2020.
على عكس عديد من الدول الغربية الأخرى، لا تطرح الولايات المتحدة سؤالاً دينياً في تعدادها السكاني، مما يجعل من الصعب تقدير عدد الأشخاص الذين ينتمون إلى كل مجموعة دينية، لكن هناك كثيراً من الدراسات الاستقصائية واستطلاعات الرأي والبيانات المتعلقة بالمجموعات العرقية، التي تقدر عدد المسلمين الأميركيين.
ويعد الإسلام ثالث أكبر ديانة في الولايات المتحدة بعد المسيحية واليهودية، لكنه من المتوقع أن يكون الديانة الثانية بعد عام 2050 وفقاً لبعض التقديرات التي تستند إلى معدل المواليد المرتفع بين المسلمين الأميركيين وعامل الهجرة. ويبلغ إجمالي عدد المسلمين في الولايات المتحدة 3.45 مليون مسلم، بحسب دراسة أجريت عام 2017 ونشرها مركز بيو للأبحاث، وهذا يعادل نحو 1.1 في المئة من إجمالي سكان الولايات المتحدة.
ويعد المسلمون الأميركيون المجموعة الدينية الأكثر تنوعاً من حيث العرق في الولايات المتحدة مع عدم وجود عرق غالبية، بحسب تقرير مراجعة السكان العالمي، حيث ينقسمون إلى 25 في المئة من السود، و24 في المئة من البيض، و18 في المئة من الآسيويين، و18 في المئة من العرب، وسبعة في المئة من الأعراق المختلطة، وخمسة في المئة من دول أميركا اللاتينية.
ليس من الواضح متى وصل المسلمون بأعداد كبيرة لأول مرة إلى الولايات المتحدة، لكن يعتقد أن نحو 20 في المئة من العبيد الذين تم جلبهم إلى المستعمرات الأميركية وصلوا مسلمين، ولكن أجبرهم المستعمرون البيض في المزارع على تغيير ديانتهم إلى المسيحية. وخلال القرن الـ20، شهدت الولايات المتحدة أكبر زيادة في عدد السكان المسلمين، حيث بدأ الأميركيون من أصل أفريقي في اعتناق الإسلام بعد منتصف القرن مع نشوء حركة الحقوق المدنية للسود، غير أنه بين عامي 1991 و2012، دخل ما يقارب 1.7 مليون مسلم إلى الولايات المتحدة كمقيمين دائمين بشكل قانوني وحصلوا على الجنسية الأميركية، ويعد 81 في المئة من المسلمين حالياً من المهاجرين الجدد أو الجيل الثاني، بينما ينتمي 18 في المئة إلى الجيل الثالث أو الأجيال السابقة، وفقاً لمركز “بيو”.
ومن بين الولايات التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين، نيويورك (724 ألفاً و475)، وكاليفورنيا (504 آلاف و56)، وإلينوي (473 ألفاً و792)، ونيوجيرسي (321 ألفاً و652)، وتكساس (313 ألفاً و209)، وميشيغان (240 ألفاً)، كما تشمل ولايات ميريلاند وفيرجينيا ومينيسوتا من المسلمين ما لا يقل عن اثنين في المئة.
أين يذهب الصوت المسلم؟
يشكل المسلمون الأميركيون في الوقت الحالي تجمعاً انتخابياً ديمقراطياً قوياً، إذ يقول ثلثا الناخبين المسلمين إنهم أدلوا بأصواتهم لصالح بايدن عام 2020، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”، وهي نفس النسبة التي صوتت في الانتخابات الرئاسية في عام 2016 لصالح هيلاري كلينتون، ويتعاطف 66 في المئة منهم مع الحزب الديمقراطي، بينما يعتبر 13 في المئة أنهم جمهوريون أو يميلون إلى الحزب الجمهوري، في حين يقول واحد من كل خمسة إنهم يفضلون حزباً آخر أو أنهم مستقلون سياسياً ولا يميلون نحو أي من الحزبين الرئيسين.
لكن الأميركيين المسلمين والعرب غيروا ولاءاتهم السياسية في الماضي، فقد صوت كثيرون لصالح الجمهوريين، بما في ذلك جورج دبليو بوش، قبل أن يبتعدوا عن الحزب الجمهوري بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، ومع تزايد خطاب الإسلاموفوبيا الذي عززه الجمهوريون بعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
وحافظ غالبية المسلمين الأميركيين على دعمهم للديمقراطيين بسبب سياسات دونالد ترمب الذي فرض حظراً على سفر القادمين من بعض الدول الإسلامية، إلى جانب اتخاذه قراراً بنقل السفارة الأميركية إلى القدس وإعلانها عاصمة لإسرائيل، مما أثار غضب المسلمين والعرب.
الأميركيون العرب
بدأ المهاجرون العرب بالقدوم إلى الولايات المتحدة بأعداد كبيرة خلال ثمانينيات القرن الـ19، وتشير التقديرات اليوم إلى أن ما يقارب 3.7 مليون أميركي تعود جذورهم إلى دولة عربية. ويتنوع الأميركيون العرب، عرقياً ودينياً وسياسياً، لكنهم ينحدرون من تراث لغوي وثقافي مشترك. وبينما يشكل المسلمون غالبية الشعوب العربية، فإن المسيحيين يشكلون غالبية الأميركيين العرب وهم يتنوعون بين الكاثوليك (الموارنة والكلدان والسريان والروم)، والأرثوذكس (الأقباط والسريان والروم)، والبروتستانت، كما يتنوع المسلمون بين السنة والشيعة والدروز.
ووفقاً للمعهد العربي الأميركي، ينتشر الأميركيون العرب جغرافياً في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، غير أن 90 في المئة منهم يقطنون المناطق الحضرية، حيث يعيش واحد من كل ثلاثة أميركيين من أصل عربي في واحدة من أكبر ست مناطق حضرية في البلاد هي لوس أنجليس وديترويت ونيويورك، وشيكاغو وواشنطن العاصمة، ونيوجيرسي، ويقطن ثلثاهم في 10 ولايات هي: كاليفورنيا وفلوريدا وإلينوي وميشيغان ونيوجيرسي ونيويورك وأوهايو وبنسلفانيا وتكساس وفيرجينيا.
ويشكل ذوو الأصول السورية اللبنانية نحو نصف العرب الأميركيين (1.6 مليون)، بينما يشكل ذوو الأصول المصرية (360 ألفاً)، والفلسطينية الأردنية (180 ألفاً)، والعراقية (160 ألفاً)، والمغربية (100 ألف)، بينما يشكل ذوو الأصول العربية الأخرى نحو 600 ألف شخص.
لمن يصوت الأميركيون العرب؟
لا تختلف كثيراً طريقة تصويت الأميركيين العرب في الانتخابات الأميركية وانتمائهم الحزبي عن نظرائهم من الأميركيين المسلمين نظراً إلى القواسم التاريخية والثقافية المشتركة بينهما، حيث تحولت نسبة كبيرة إلى التصويت للحزب الديمقراطي خلال العقدين الأخيرين، لكن خلال الاستطلاع الأخير الذي أجراه المعهد العربي الأميركي، عبر 25 في المئة من الأميركيين العرب أنهم غير متأكدين لمن سيصوتون إذا أجريت انتخابات 2024 اليوم، ووجد الاستطلاع أن 23 في المئة فقط من الأميركيين العرب يعتبرون أنفسهم ديمقراطيين، وهو ما يمثل خفضاً بنسبة 17 في المئة منذ أبريل (نيسان) الماضي.
كما كشف الاستطلاع أن 66 في المئة من الأميركيين العرب لديهم وجهة نظر سلبية تجاه بايدن ورد فعله على العنف في الشرق الأوسط، حيث يعتقد 68 في المئة أن الولايات المتحدة يجب أن تدعو إلى وقف إطلاق النار، وأنه لا ينبغي لها إرسال أسلحة ومعدات عسكرية لإسرائيل، كما يشعر 78 في المئة من العرب الأميركيين بالقلق إزاء التعصب ضد العرب.
هل يطيحون بايدن؟
أحدثت التطورات العنيفة التي شهدها قطاع غزة موجة من مشاعر الغضب والإحباط لدى الأميركيين العرب والمسلمين حيال إدارة بايدن، وهو ما يدفع عدداً متزايداً منهم إلى التفكير في طريقة تصويت مختلفة في انتخابات 2024 كنوع من التصويت العقابي ضد بايدن، حيث تقول أميرة الزهراني، من مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، إنها تشعر بالإحباط الشديد في شأن انتخابات عام 2024، وتفكر في التصويت لصالح المرشح اليساري كورنيل ويست، الأستاذ في جامعة هارفرد والناقد القديم لإسرائيل الذي يتحدى بايدن، وقد ينجح في اجتذاب مزيد من أصوات الأميركيين العرب والمسلمين.
غير أن الخيار يبدو صعباً حينما يكون المرشح الجمهوري الذي يواجه بايدن في هذه المرحلة هو الرئيس السابق ترمب، الذي أصدر حظر السفر على الدول ذات الغالبية المسلمة في أيامه الأولى في منصبه، وتعهد إعادة فرض حظر السفر إذا تم انتخابه.
وفي حين دعم بايدن بقوة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مع حث إسرائيل على اتخاذ خطوات للحد من الخسائر في صفوف المدنيين وسعى إلى رسم خط فاصل بين الفلسطينيين الأبرياء و”حماس”، إلا أن عديداً من الناخبين المسلمين غاضبون من مدى قوة وقوفه إلى جانب إسرائيل، نظراً إلى أن الديمقراطيين يتجاهلون المخاوف إلى حد كبير في الوقت الحالي، مشيرين إلى أن الانتخابات ستحل بعد عام وهي مساحة زمنية تكفي لإصلاح الهوة الحالية بين الإدارة وناخبيها من الأميركيين العرب والمسلمين، ويراهنون على أن ترمب سيرفضه عديد من الناخبين، وأنه لدى البيت الأبيض فرصة جيدة لتحسين مكانته.
ومع ذلك، فإن بايدن يغامر بشكل كبير إذا لم يتمكن من إعادة ضبط الأمور بالشكل الذي يقنع الناخبين من الأميركيين العرب والمسلمين بأنه يستحق أصواتهم، ومن دون ذلك ستكون هناك مواقف عبر عنها المدير التنفيذي للتحالف المدني الإسلامي في ولاية ويسكنسن وسيم ملص، حين قال إن كثيرين في مجتمعه يشعرون أن بايدن فشل في الاعتراف بإنسانية المدنيين الفلسطينيين والدفاع عن محنتهم بقدر ما فعل مع المواطنين الإسرائيليين الذين قتلوا في هجوم السابع من أكتوبر الماضي.