بيروت – أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مباحثات مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في بيروت، بحسب ما أعلن الحزب الخميس، في زيارة هي الثانية له منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة المحاصر، بينما التقى كذلك قادة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في العاصمة اللبنانية قبل أن يتوجه للدوحة.
وتشير هذه التطورات إلى أن إيران تكتفي بممارسة لعبة تنسيق الأدوار بين الجماعات المسلحة الفلسطينية واللبنانية إلى جانب الإشراف على الميليشيات العراقية الموالية لها والتي تنفذ ضربات محدودة تستهدف المصالح والقوات الأميركية في رسائل مضمونة الوصول للولايات المتحدة وفي تأكيد لقدرتها على تحرك أذرعها وقت ما تشاء وكيف ما تشاء.
لكن يبقى دورها في تحريك خيوط اللعبة بعيد عن الانخراط في صراع مباشر مع إسرائيل والولايات المتحدة، بينما يرجح متابعون للشأن الإيراني أن كل هذا الضجيج مجرد محاولة لإشغال العالم وفي مقدمته الولايات المتحدة، عن برنامج تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تقترب من المطلوب عمليا لصناعة أسلحة نووية.
ويأتي لقاء عبداللهيان بنصرالله بعد لقاء مماثل بين الأخير ووفد من حركة حماس يضم نائب رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية والقيادي أسامة حمدان اللذين اجتمعا كذلك مع عبداللهيان إلى جانب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي.
ويشير اللقاءان أيضا إلى تنسيق بين إيران وأضلع محور المقاومة، لكن من دون أن تعلن أي جهة عن فحوى اللقاءات باستثناء عبارات دأبت على استخدامها وهي “بحث تطورات الوضع على الأرض”.
وأورد حزب الله في بيان أنه تم خلال اللقاء الذي لم يحدد تاريخه “استعراض آخر التطورات في فلسطين ولبنان والمنطقة والاحتمالات القائمة حول مسار الأحداث والجهود المبذولة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
وتبارك إيران التي تشكل رأس الحربة في محور المقاومة، هجوم حماس على إسرائيل لكنها نأت بنفسها عن التخطيط أو التدخل في الهجوم دعما للحركة الإسلامية الفلسطينية.
وسبق لنصرالله أن أعلن في أول خطاب له بعد نحو شهر من العدوان الإسرائيلي على غزة أن لا وصاية إيرانية على الفصائل الفلسطينية المسلحة ولا على حزب الله، قائلا إن قرار عملية طوفان الأقصى قرار فلسطيني محض. كما أشار إلى أن القرار العسكري سواء في حزب الله أو في حماس يبقى للقادة الميدانيين على الأرض.
وأعلنت إيران أن لا رغبة لديها لتوسيع نطاق الحرب، لكنها هددت بالتصعيد إذا استمر العدوان بينما حركت ميليشياتها العراقية لتوجيه ضربات محدودة تستهدف القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة وهي هجمات لم تسفر عن خسائر ولم تكن مزعجة بالنسبة للولايات المتحدة التي ردت أيضا بضربات قتلت فيها خمسة من إحدى الميليشيات.
وتوجّه الوزير الإيراني إلى الدوحة بعد زيارته بيروت، وفق ما أفادت الخميس وكالة “نورنيوز” الإيرانية للأنباء.
وخلال زيارته إلى بيروت التقى أمير عبداللهيان الأربعاء مسؤولين لبنانيين فضلا عن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد نخالة ونائب رئيس حركة حماس خليل الحيّة.
وسبقت زيارة الوزير الإيراني إعلان إرجاء تنفيذ اتفاق الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والذي من المفترض أن يشمل تبادل رهائن وأسرى.
وكان من المفترض أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ الخميس عند الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش، لكن مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين أعلنوا أنه لن يبدأ سريانه قبل الجمعة.
وخلال مقابلة مع قناة الميادين الأربعاء، حذر عبداللهيان من اتساع رقعة الحرب في غزة في المنطقة في حال لم يتواصل العمل بالهدنة. وقال “نحن لا نتطلع إلى اتساع نطاق الحرب”، مضيفا أنّ “أيّ احتمال وارد إذا استمر العدوان”.
وفي لبنان، تشهد المنطقة الحدودية جنوبا تصعيدا عسكريا متفاقما بين إسرائيل وحزب الله منذ شنت حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول هجوما غير مسبوق على إسرائيل التي تردّ بقصف مدمّر وعملية برية في قطاع غزة المحاصر.
وينفذ حزب الله عمليات يومية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعا ذلك في إطار دعم قطاع غزة و”تأييداً لمقاومته”. وتردّ إسرائيل بقصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بتحرّكات مقاتلي حزب الله ومنشآت عسكرية عائدة له قرب الحدود.
وأعلن حزب الله الخميس 11 عملية ضد مواقع إسرائيلية بينها إطلاق 48 صاروخ كاتيوشا على قاعدة عسكرية قرب مدينة صفد الشمالية، بينما قصف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية عدة بلدات في جنوب لبنان، بحسب الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام.
وأسفر التصعيد عن مقتل 108 أشخاص معظمهم مقاتلون في صفوف حزب الله و14 مدنيا على الأقل بينهم ثلاثة صحافيين، في حين أفادت السلطات الإسرائيلية عن مقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين.
العرب