القواعد العسكرية الأمريكية في العالم العربي

القواعد العسكرية الأمريكية في العالم العربي

An aerial overhead view of "Ops Town" at at Al Udeid Air Base (AB), Al Rayyan Province, Qatar (QAT), taken from a US Air Force (USAF) KC-135 Stratotanker during Operation IRAQI FREEDOM.

تنتشر القواعد العسكرية الأمريكية في 130 بلدا حول العالم تقريبا، ويزيد عددها عن الألف وفق بعض المصادر العسكرية، وتتراوح مهماتها بين القيام بالعمليات العسكرية والتدريب المشترك مع قوات الدول المتواجدة بها والمشاركة في عمليات حفظ السلام، كما سعت أمريكا إلى عقد الاتفاقات الأمنية مع العديد من الدول حول العالم.

واستخدمت تلك القواعد في فرض الأمن والقيام بعمليات نوعية ضد ما أسمته الإرهاب وبصفة خاصة في فترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وما تمخضت عنه من احتلال لكل من الأراضي الأفغانية والعراقية عامي 2001 و2003 على التوالي.

ويصل عمر بعض هذه القواعد إلى حوالي 50 عاما، مثل تلك الموجودة في اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية، في حين أنشئت قواعد عسكرية حديثة نسبيا، كتلك التي شاركت في عملية غزو العراق.

وأنشأت الولايات المتحدة منذ سقوط حائط برلين عام 1989 مجموعة من القواعد العسكرية الأمريكية بلغت 35 قاعدة جديدة بين بولندا وباكستانباستثناء التي أنشأتها في العراق- وهو ما أطلق عليه تشكيل مجال نفوذ لأمريكا في المنطقة.

وقد اتجهت الأنظار صوب القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في العالم العربي بسبب مشاركتها في العمليات العسكرية التي دارت على الأراضي العراقية إبان عملية الغزو التي قادتها أمريكا بالتحالف مع دول أخرى، والتي تعد من أبرز تداعيات أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 على المنطقة العربية.

الكويت

عقدت الكويت اتفاقا مع الولايات المتحدة في العام 1987 تقوم بموجبه الثانية بحماية إحدى عشر ناقلة نفط كويتية تعرضت للتهديد من جانب قوات البحرية الإيرانية إبان ما سمي بـ«حرب الناقلات».

وفي العام 1991 وقعت الكويت مع أمريكا اتفاقية للتعاون الدفاعي، تقدم الكويت بمقتضاها تسهيلات واسعة للقوات الأمريكية، كما توفر لها قواعد تمركز جوية وبرية، ومستودعات تخزين للمعدات والعتاد.

ويوجد بالكويت معسكر يطلق عليه اسم «معسكر الدوحة» يتمركز فيه أفراد الفرقة الثالثة الأمريكية مشاة إضافة إلى عدد من الأفراد التابعين لسلاح الجو، مع كامل معداتهم وأسلحتهم التي منها دبابات طراز (M-1A12) وعربات مدرعة طراز (M-2A2) بجانب الطائرات الهليكوبتر الهجومية وأكثر من 80 مقاتلة، وأيضا بعض وحدات القوات الخاصة سريعة الانتشار.

السعودية

وتوجد العديد الروابط الدفاعية بين أمريكا ودول الخليج والتي تعود إلى القرن الماضي وبالتحديد العام 1945 عندما أبرمت الرياض اتفاقية تسمح لواشنطن ببناء قاعدة جوية في منطقة الظهران.

وكان يوجد على أرض المملكة السعودية أحد مراكز قيادة القوات الجوية الأمريكية الإقليمية المهمة، داخل قاعدة الأمير سلطان الجوية بالرياض، وبواقع 5000 جندي تابعين للجيش وسلاح الجو الأمريكي، وأكثر من 80 مقاتلة أمريكية، وقد استخدمت هذه القاعدة في إدارة الطلعات الجوية لمراقبة حظر الطيران الذي كان مفروضا على شمال العراق وجنوبه إبان فترة العقوبات الدولية، كما كانت تعمل مركزا للتنسيق بين عمليات جمع المعلومات والاستطلاع والاستخبارات الأمريكية في المنطقة.

قطر

وقد أبرمت قطر اتفاقية في العام 1992 وفرت تسهيلات للقوات الجوية والبحرية الأمريكية، وتخزين المعدات والعتاد للجيش والقوات الجوية على أراضيها.

وفي نهاية العام 1996 بدأت الولايات المتحدة تشييد معسكر السيلية، وفي 2001 منحت قطر للولايات المتحدة حق استغلال قاعدة العديد الجوية، التي تعد من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج، وتشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من 100 طائرة على الأرض.

وتعتبر هذه القاعدة مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن إستراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة.

لكن ومنذ أواسط العام 2003 تقريبا، انتقل حوالي 4500 جندي أمريكي إلى دولة قطر المجاورة، وبقي بالسعودية حوالي 500 جندي أمريكي فقط ظلوا متمركزين فيما يعرف بـ«قرية الإسكان»، وأنهت أمريكا وجودها العسكري في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالرياض.

إضافة لما ذكر بشأن انتقال عدد كبير من القوات الأمريكية من السعودية إلى دولة قطر، فقد انتقل إليها كذلك 600 فرد تابعين لمركز قيادة القوات المسلحة الأمريكية من تامبا بفلوريدا بدعوى الاشتراك في مناورات عسكرية كانت مقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2003.

البحرين

حيث مقر الأسطول البحري الأمريكي الخامس في المنامة، الذي يخدم فيه 4200 جندي أمريكي، ويضم حاملة طائرات أمريكية وعددا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من 70 مقاتلة، إضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزود بالوقود المتمركزة بقاعدة الشيخ عيسى الجوية.

وأعلنت السلطات البحرينية عن قاعدة بحرية بريطانية، حيث بين الشيخ «خالد بن حمد آل خليفة» وزير الخارجية البحريني أن هذه التسهيلات للقوات البريطانية البحرية في البحرين مهمة جدا وتثبت استمرارية التعاون الدولي.

سلطنة عمان

تستمد أهميتها بالنسبة للولايات المتحدة من حيث موقعها كمركز متعدد المهام لخدمات دعم الجسر الجوي، وقامت الولايات المتحدة بإنشاء قاعدة جوية فيها، تتمركز بها قاذفات طراز (B1) وطائرات التزود بالوقود.

وقدمت سلطنة عمان للقوات الأمريكية تسهيلات عسكرية، باستخدام المرافئ والمطارات العمانية، حسب الاتفاقية التي أبرمتها مع الولايات المتحدة عام 1980.

الإمارات

وتوجد فيها قاعدة جوية ومستودعات متعددة لأغراض الدعم اللوجيستي، إضافة إلى ميناءين هامين يطلان على مياه الخليج العميقة، الأمر الذي يبرز أهميتهما بالنسبة للسفن العسكرية الكبيرة.

ووقعت دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقية للتعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة عام 1994، كما للإمارات اتفاقيات دفاعية مع فرنسا.

الأردن

ويوجد فيها قاعدتان عسكريتان جويتان هما قاعدتا الرويشد ووادي المربع وبهما العديد من المقاتلات الأمريكية، كما توجد في الأردن الوحدة 22 البحرية الاستكشافية الأمريكية.

مصر

توجد فيها قاعدة جوية مصرية غربي القاهرة غالبا ما تستخدمها القوات الجوية الأمريكية لأغراض التزود بالوقود ومهام دعم الجسر الجوي، ومصر بها العديد من الموانئ التي يمكن استخدامها لتحريك القطع البحرية الأمريكية وتغيير أماكنها أثناء سير أي عمليات عسكرية أمريكية بالمنطقة.

العراق

يوجد بالعراق حاليا عدد من القواعد العسكرية الأمريكية قدرها بعض الخبراء العسكريين بحوالي 75 قاعدة، معظمها يعود للمواقع العسكرية العراقية التابعة للنظام السابق التي احتلتها القوات الأمريكية أثناء عملية الغزو.

وتثير الميزانية المالية الضخمة التي تستنزفها هذه القواعد استياء الكثير من الأمريكيين بعد الأنباء الرسمية التي تحدثت عن إنفاق أكثر من مليار دولار عليها منذ غزو العراق إلى الآن.

جيبوتي

منذ بداية عام 2002 بدأت القوات الأمريكية تتمركز في قاعدة «ليمونيه»، وقد بلغ عددها 900 جندي، وإن كانت بعض التقديرات الأفريقية تقدر عددها بـ1900 جندي. وفي 13 ديسمبر/كانون الأول 2002 وصلت حاملة الطائرات «يو إس إس مونت ويتني» للمنطقة، وعلى متنها 400 جندي ينتمون لكافة أفرع القوات المسلحة الأمريكية.

وقد أصبح معسكر «ليمونيه» مقر قوة العمل المشتركة (CJTF) في القرن الأفريقي، وتقوم هذه القوة بمراقبة المجال الجوي والبحري والبري لست دول أفريقية هي: السودان وأريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا فضلا عن اليمن ودول الشرق الأوسط.

وقد أشار خبراء عسكريون إلى رغبة أمريكا في دعم وجودها العسكري بالمنطقة العربية من خلال إنشاء بنية تحتية هائلة لقواتها المسلحة في المنطقة التي أطلقت عليها اسم «قوس الأزمات» بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وارتباط ذلك بأجندة سياسية معينة تسعى لتحقيقها، قد تستخدم قوتها العسكرية تلك لتنفيذها.

المصدر | الخليج الجديد