أصابع الدب الروسي تعبث بأمن تركيا .. والبداية بورقة الأكراد

أصابع الدب الروسي تعبث بأمن تركيا .. والبداية بورقة الأكراد

putin-ardogan.jpg88

لا تتوقف التعبيرات الروسية “الانتقامية” من “السلطان العثماني الجديد”، كما يطلقون على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في وسائل إعلامهم الرسمية، بل على لسان مسؤوليهم، منذ قيام تركيا بإسقاط الطائرة الحربية التابعة لموسكو والتي اخترقت الأجواء التركية.

اللافت أن التصريحات والتهديدات التي تصدر من هرم السلطة في موسكو تجد لها تحركات تدل على سوء نية، بل انتقل الأمر من الحديث عن “نية” روسيا، إلى المجاهرة بالتنسيق مع من يمكن أن يتسببوا بحالة صداع لتركيا وأمنها الداخلي.

– استقبال دميرطاش..هل يكون البداية؟

ومن بين دلالات “التهديد” والفعل ما قاله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي رفع حدة تصريحه في كلمته السنوية أمام الجمعية الاتحادية (في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول) الجاري: “نحن لا ننوي القرقعة بالسلاح، ولكنْ إذا ما كان أحد يظن أنهم (المسؤولين الأتراك) أفلتوا من الجريمة العسكرية النكراء التي ارتكبوها، فإنه يخطئ عميقاً. نحن سنذكّرهم غير مرة بما فعلوا. وهم سيندمون مرات ومرات على فعلتهم، ولا سيما أننا نعلم ما يجب فعله”، بحسب تعبيره.

وبعد أيام من هذا التصريح، يأتي الإعلان في وسائل الإعلام الروسية عن عزم موسكو، التي رفض زعيمها لقاء الرئيس التركي، استقبال صلاح الدين دميرطاش، رئيس حزب “الشعوب الديمقراطي” التركي، الذي يعده كثيرون حزباً كردياً، حيث سيصل إلى روسيا يوم الأربعاء المقبل.

ويرى مراقبون أن هذا التحرك يأتي متناغماً مع التوعد الروسي لتركيا؛ فموسكو تسعى للرد على تركيا بذراع غيرها، وقد يكون الإعلان الروسي عن زيارة دميرطاش، بمثابة تهديد غير مباشر لأنقرة، بأن لديها العديد من الأدوات للإضرار بها.

– دلالات على الدعم .. ميدانياً

قصفت مقاتلات روسيا بعد أسبوع فقط من إسقاط طائرتها قرب الحدود السورية التركية، خط جبهة المعارضة السورية في بلدة “إعزاز” شمالي سوريا، في الوقت الذي شن فيه عناصر من الجناح العسكري لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” ذراع حزب العمال الكردستاني (منظمة بي كا كا)، داخل سوريا هجوماً للسيطرة على البلدة، قرأ مراقبون هذا الدعم الروسي المكثف للأكراد بأنه جاء نكاية بتركيا بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية.

وكان مساعد وزير الخارجية الروسي الممثل الخاص للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لمنطقة الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، قد التقى بالرئيس المشارك لمنظمة حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، في باريس بعد 11 يوماً من انطلاق الغارات الروسية على سوريا، من أجل التنسيق.

وفي 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي استقبل بوغدانوف في موسكو، الرئيسة المشاركة الثانية للمنظمة، آسيا عثمان، وممثلين من عين العرب (كوباني)، أعقبه جهود فتح ممثلية للمنظمة في روسيا.

وقال الرئيس الروسي في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إنه يتعين على حزب الاتحاد الديمقراطي أن يتوحد مع قوات نظام الأسد، داعياً المنظمة إلى القتال إلى جانب النظام في الحرب الدائرة في سوريا.

– سلاح روسي للأكراد .. ضد من؟

القلق التركي من التحرك الروسي لدعم الأكراد وجد تحركاً له قبل حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية، حيث دفع ذلك الخارجية التركية إلى استدعاء السفير الروسي على خلفية تقديم مساعدات عسكرية للمقاتلين الأكراد.

وعلى الرغم من الرفض الروسي القاطع لتقديم الدعم العسكري للأكراد، فإن خطوات دبلوماسية وعسكرية كردية-روسية تمت خلال الفترة السابقة بما يدفع نحو تطور العلاقة بين الطرفين، وهو ما دفع الخبراء إلى توقع انضمام الأكراد إلى التحالف الذي تقوده روسيا في سوريا.

تكهنات عدة لاحت في الأفق باستعداد روسي لفتح مكتب تمثيل للأكراد في موسكو، تزامناً مع تصاعد المطالبات الكردية بدعم مسلح من روسيا لمواجهة عناصر تنظيم “الدولة”، لكن الوضع حالياً اختلف، بعد أن تحوّل الهدف الخفي إلى تركيا وليس تنظيم “الدولة”.

وممّا يعزز تلك التوقعات ما طالب به القائد العام لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، سيبان حمو، من تقديم سلاح روسي، وتنسيق التحركات معهم للتصدي لتنظيم “الدولة”، جاء ذلك في تصريح له بموقع “سبوتنيك” باللغة التركية التابع لوكالة الأنباء الروسية الرسمية خارج روسيا، في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

كذلك أكد إدريس نعسان، مسؤول العلاقات الخارجية لحزب الاتحاد الديمقراطي (كردي سوري) بمدينة عين العرب (كوباني) بقوله: “إننا مستعدون للتعاون مع أي جهة تحارب تنظيم “الدولة”، ونحن الآن نتلقى الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وقوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق”.

في حينه؛ أبدت موسكو ترحيباً بذلك، وقال نائب وزير الخارجية الروسي، أليكس ميشكون: “إن روسيا مستعدة للتعاون مع كل القوى البناءة لمحاربة تنظيم “الدولة”، بمن فيهم الأكراد”، وفق ما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

موقع خليج أونلاين