النفط يهوي إلى أدنى مستوى منذ 2004

النفط يهوي إلى أدنى مستوى منذ 2004

441

هبط سعر مزيج برنت اليوم الاثنين إلى أدنى مستوى له منذ عام 2004 لينزل بذلك عن المستويات التي بلغها عام 2008 إبان الأزمة المالية العالمية، بسبب تجدد المخاوف من فائض المعروض في الأسواق العالمية مع بقاء الإنتاج قرب مستويات مرتفعة بشكل قياسي واقتراب دخول إمدادات جديدة من إيران والولايات المتحدة إلى الأسواق.

وخلال التعاملات الصباحية هوت العقود الآجلة لمزيج برنت -خام القياس العالمي- إلى 36.17 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ عام 2004، وأقل من سعر 36.20 دولارا الذي تم تسجيله إبان الأزمة المالية العالمية في 2008، وهبطت عقود الخام الأميركي إلى 34.40 دولارا للبرميل.وقد انحدرت أسعار الخامين القياسيين أكثر من 65% منذ منتصف عام 2014.

وقال المحللون إن ارتفاع الدولار في أعقاب رفع سعر الفائدة الأميركية الأسبوع الماضي -الذي جعل النفط أعلى تكلفة بالنسبة للدول التي تستخدم عملات مختلفة بالإضافة إلى تجدد زيادة عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة– شكل عبئا على أسعار النفط الخام.

وتسببت وفرة الإمدادات من النفط الأميركي في زيادة المعروض بشكل مفرط في الأسواق العالمية، في الوقت الذي يضخ فيه المنتجون الرئيسيون -ومن بينهم روسيا ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)- مئات الآلاف من البراميل يوميا بشكل يتجاوز الطلب.

أسباب رئيسية لهبوط أسعار النفط:

*** ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة:

فقد ارتفع الإنتاج الأميركي بمقدار الضعف تقريبا خلال الست سنوات الماضية. وفي الوقت الذي كانت فيه السعودية ونيجيريا والجزائر تتنافس على أسواق الولايات المتحدة، تحول التنافس إلى الأسواق الآسيوية واضطر المنتجون لخفض أسعار النفط في وقت ازداد فيه إنتاج كندا والعراق وروسيا.

ولا توجد إشارة إلى أن هبوط الإنتاج بالولايات المتحدة يكفي حاليا لرفع الأسعار عام 2016.

*** هبوط الطلب:

اقتصادات أوروبا والدول النامية يشوبها الضعف، يضاف إلى ذلك أن السيارات أصبحت أكثر قدرة على توفير الطاقة. وهكذا فإن نمو الطلب في تناقص بسبب ما يسمى الاقتصاد الرقمي الذي أدخل على التكنولوجيا تغييرات هيكلية.

 ***سياسات أوبك:

في هذه الظروف ترفض أوبك خفض الإنتاج أو التدخل لإعادة التوازن للسوق الذي يعاني من التخمة.

وقد انخفض سعر نفط سلة أوبك بنحو 50% منذ أن رفضت في اجتماع في فيينا أواخر 2014 خفض إنتاجها.

وطالما لعبت السعودية تاريخيا دور “المنتج المرن” الذي يستطيع زيادة أو خفض الإنتاج, لكنها ودولا أخرى تتمسك حاليا بالدفاع عن حصتها في السوق.

***ارتفاع سعر صرف الدولار

ويعتبر ارتفاع سعر الدولار أيضا من أسباب ضعف الطلب على النفط، ذلك أن برميل النفط مقوم بالدولار مما يجعل سعره أعلى لمستخدمي العملات الأخرى.

إلى متى؟

يرى خبراء أن المنتجين قد يروا نهاية الأمر أنه لا مناص من خفض الإنتاج في حال هبطت الأسعار إلى نحو ثلاثين دولارا للبرميل.

الجزيرة نت