تل أبيب – وصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى إسرائيل اليوم الاثنين في زيارة قال مسؤولون إنها من المتوقع أن تركز على إنهاء إسرائيل في نهاية المطاف الحرب المكثفة في غزة والانتقال إلى صراع محدود ومركز بدرجة أكبر.
وتأتي زيارة أحدث مسؤول في الإدارة الأميركية في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تعهداتها بمواصلة الحرب على غزة، فيما تتزايد الضغوط الأميركية لتحديد موعد لوقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
كما تأتي وسط تزايد الانقسام بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تزايد الضحايا المدنيين في غزة.
ويتعرض بايدن لضغوط متزايدة، محليا ودوليا، لإبعاد نتنياهو عن القصف المكثف على غزة، والذي أثار غضبا عالميا ودعوات لوقف دائم لإطلاق النار.
وذكرت شبكة “سي إن إن” في وقت سابق من هذا الشهر أن المسؤولين الأميركيين يتوقعون أن تتحول إسرائيل بحلول شهر يناير إلى استراتيجية أقل كثافة ومحلية للغاية تستهدف على وجه التحديد مقاتلين وقادة محددين من حماس.
ونقلت الشبكة عن مسؤول كبير في البنتاغون قوله الأحد إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقوم بتقييم الظروف اللازمة للانتقال إلى هذه المرحلة التالية من الصراع “كل ساعة، إن لم يكن يوميًا”، وأن أوستن يريد سماع “تعبير واضح جدًا عن تقييمهم الذاتي”.
وقال المسؤول الكبير إن أوستن سيتلقى تحديثات حول كيفية قيام قوات الدفاع الإسرائيلية ومجلس الوزراء الحربي ووزير الدفاع يوآف غالانت بتقييم المرحلة الحالية من الحملة بغزة، بالإضافة إلى التعرف على المقاييس التي يستخدمونها للانتقال إلى المرحلة التالية .
وسيكون الجنرال سي كيو براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، موجودًا أيضًا في إسرائيل، لينضم إلى أوستن في “اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين”، وفق المتحدث باسم البنتاغون اللواء بات رايدر.
وقال المسؤول الأميركي إن محادثات أوستن ستركز على “تقييم الحملة حتى الآن، والمعالم التشغيلية المحددة التي يتعين تحقيقها”، مضيفًا “أننا نتوقع من أي شريك أن يخطط لما سيأتي بعد ذلك”.
ومنذ بداية الحرب على غزة، قدمت الولايات المتحدة دعمًا ثابتًا لإسرائيل، لكن ثمة علامات على تباين في المواقف مع تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، وهو ما ظهر إلى العلن، الثلاثاء، عندما حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، من أن إسرائيل تفقد الدعم الدولي لحملتها ضد حماس، ورفض رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، علنًا الخطط الأميركية لغزة ما بعد الحرب، بحسب شبكة “سي إن إن”.
وقال نتنياهو في بيان مسجل بالفيديو أصدره مكتبه موجه إلى لواء سلاح المدرعات الذي يقاتل في غزة “أريدكم أن تستمروا حتى آخر جندي. سنستمر حتى النهاية، حتى النصر، حتى إبادة حماس. لا ينبغي أن يكون هناك شك في ذلك”.
وتأتي رحلة أوستن بعد بضعة أيام من تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، للصحفيين في تل أبيب، بأن إسرائيل تعتزم الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب تركز فيها على “طرق أكثر دقة” لاستهداف قيادة حماس.
وأكد سوليفان أن “تحقيق أهداف إسرائيل في الحرب سيستغرق شهورا، لكن القتال سيستمر على مراحل، مع التحول من الحملة الحالية التي تعتمد على القصف المكثف والعمليات البرية”.
ورفض سوليفان الإجابة عندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة قد تجمد المساعدات العسكرية إذا لم تدخل الحرب مرحلة أقل حدة تقل فيها أعداد الضحايا المدنيين، قائلا إن أفضل طريقة للتوصل إلى اتفاق هي المناقشة خلف الأبواب المغلقة، حسب “رويترز”.
وأكد سوليفان أنه ليس من “الصواب” أن تحتل إسرائيل غزة على المدى الطويل، مع تزايد التكهنات حول مستقبل الأراضي الفلسطينية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
ولم يقدم سوليفان تفاصيل بشأن موعد التحول في وتيرة الحرب، وفق وكالة “رويترز”.
وقال للصحفيين في تل أبيب “لا نعتبر أنه من المنطقي، أو من الصواب بالنسبة لإسرائيل، أن تحتل غزة، أو تعيد احتلال غزة على المدى الطويل”.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في رام الله، في بيان الأحد عن أن حوالي 18800 فلسطيني لقوا حتفهم في غزة منذ 7 أكتوبر، 70 بالمائة منهم نساء وأطفالا.
وقبيل زيارة أوستن، قال السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الأحد، إن الرسالة الأميركية لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين لم “تأت بشكل واضح بما فيه الكفاية” إلى إسرائيل. وأضاف “لدينا مستويات عالية بشكل غير مقبول من الضحايا المدنيين”.
ولفت السيناتور الديمقراطي في تصريح لقناة “أي بي سي” الأحد “إننا نرى قواعد اشتباك فضفاضة للغاية – أكثر مرونة بكثير من أي شيء قد تطبقه الولايات المتحدة”.
وفي تصريح تلفزيوني على شبكة “سي إن إن” قال المرشح الرئاسي الجمهوري كريس كريستي على إسرائيل “خفض حدة التوتر داخل جيش الدفاع الإسرائيلي إذا استطاعت” في أعقاب إطلاق النار العرضي والمميت على ثلاثة إسرائيليين محتجزين كرهائن في غزة.
لكن حاكم ولاية نيوجيرسي السابق ـ الذي يتأخر في استطلاعات الرأي الأولية ـ قال إن الانتقادات العلنية التي توجهها الإدارة الأميركية لإسرائيل توفر “المساعدة والراحة لحماس”.
ومع ذلك، قال مسؤولون أميركيون للشبكة الأسبوع الماضي إنه على الرغم من الاحتجاج المتزايد على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، فإن إدارة بايدن ليس لديها خطط لوضع شروط على مساعداتها العسكرية للبلاد.
وقال المسؤول الكبير في البنتاغون الأحد إن التزام أوستن تجاه إسرائيل لم يتزعزع. وأضاف “يريد التأكد من حصول الإسرائيليين على الدعم والمساعدة اللازمين لهم للدفاع عن أنفسهم وحماية مواطنيهم في بلادهم”.
العرب