تنبأت العرافة الراحلة “الجدة فانغا” بأن تنهض روسيا من الرماد لتصبح أقوى قوة وهي ستقود العالم، لكنها في الوقت نفسه تنبأت بتلاشي حدود أوروبا الحالية ونشوب حرب طاحنة وقيام الخلافة الإسلامية عام 2043.
يتزايد الحديث في وسائل الإعلام الروسية عن نبوءات العرافة الراحلة “فانغا” وعن “الخطر الإسلامي” الذي يهدد القارة الأوروبية، مما قد يترك آثارا بزيادة مشاعر العداء تجاه المسلمين وتنامي الإسلاموفوبيا في الأوساط الشعبية.
و”الجدة فانغا” كما يسمونها عرافة بلغارية ولدت كفيفة، وتوفيت في بلغاريا عام 1996 عن عمر يناهز 85 عاما، وقد نالت شهرة واسعة في أوروبا واعتبرها الكثيرون قديسة بسبب ما اعتبروها قدرات خارقة على قراءة المستقبل. وقد تجدد الاهتمام بها في الآونة الأخيرة بسبب نبوءات سابقة تحدثت فيها عن غزو الإسلاميين الجهاديين للقارة الأوروبية.
نبوءات تحققت
ومن أبرز نبوءات “فانغا” التي تحققت في عصرنا الحاضر انهيار الاتحاد السوفياتي، وكارثة مفاعل تشيرنوبل، وكارثة التسونامي في إندونيسيا، وتفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وتولي رجل أسود رئاسة الولايات المتحدة.
وبحسب “الجدة فانغا” فإن أوروبا التي نعرفها بحدودها اليوم ستتلاشى بسبب اجتياح “المتطرفين المسلمين” لها في نهاية العام 2016، ونشوب حرب طاحنة ستؤدي إلى خرابها وقيام الخلافة الإسلامية عام 2043.
كما تنبأت فانغا بأن تنهض روسيا من الرماد لتصبح أقوى قوة وهي ستقود العالم.
رودكين: في الأزمات وظروف عدم الاستقرار يلجأ الناس وحتى الساسة إلى نبوءات العرافين (الجزيرة)
البحث عن الراحة
وقد هون الخبير في تقنيات الحرب الإعلامية بافل رودكين من شأن التداول الإعلامي لظاهرة فانغا، موضحا أن الاهتمام بنبوءاتها يمر بمراحل من الهدوء والنشاط وفقا لتقلبات السياسة والظروف السائدة.
وأوضح رودكين للجزيرة نت أنه كان هناك اهتمام كبير بما قالته فانغا خلال أعوام التسعينيات، ولكن سرعان ما هدأت الموجة لتعود اليوم وتبلغ ذروتها مجددا بسبب التطورات الجارية في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط، وانعكاساتها على روسيا. ولكنه أشار إلى أنه بشكل عام يجب ألا يتوقف الناس طويلا أمام نبوءاتها، وإن كانوا يبدون بعض الاهتمام، دون أن يصل ذلك إلى مرحلة الهوس.
وأضاف أن موضوع الساعة في روسيا هو التدخل العسكري في سوريا وقتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي يجد بلا شك تفاعلا من المواطنين الروس، معتبرا أنه من هذا المنطلق يأتي الحديث عن نبوءات فانغا من باب الربط بين الأحداث تارة ومن باب التسلية تارة أخرى.
وأشار رودكين إلى أن التواجد الإسلامي في روسيا ليس جديدا، والجميع يدرك ضرورة التفريق بين المواطنين الروس المسلمين وبين من يمارسون الإرهاب الدولي.
وأضاف أنه في الأزمات العصيبة وظروف عدم الاستقرار يلجأ كثير من الناس وحتى الساسة إلى نبوءات العرافين والمنجمين للحصول على نوع من التهدئة أو الطمأنينة، لعل النبوءة توافق هواهم ليشعروا بالراحة والأمان.
أوكارا: الحديث عن نبوءات فانغا وتضخيمها هدفه توظيف الخرافة لصالح السياسة (الجزيرة)
توظيف سياسي
ويرى المحلل السياسي أندريه أوكارا أن الحديث عن نبوءات فانغا وتضخيمها من الأساليب الإعلامية الهادفة إلى توظيف الخرافة لأغراض وأهداف سياسية تخدم السلطات الحاكمة، في سعي منها لتحشيد الرأي العام حول قضية سياسية معينة أو لدعم قرار حاسم، مثل قرار الحرب والسلم.
وهذه الأساليب تسعى للتأثير على وعي المواطن وتهيئة الرأي العالم لتقبل أي حدث جلل قد يقع، أو إلهائه عن متابعة قضايا تمس حياته اليومية، بحسب أوكارا.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن وسائل الإعلام التي يتحكم بها الكرملين تعمل على توجيه الجماهير نحو تصديق نبوءات وخرافات عرافين ومنجمين حول عظمة روسيا وأنها في الطريق لقيادة العالم، وبالتالي تبرير سياساتها.
فعلى سبيل المثال يتم الربط بين وصول عشرات الآلاف من اللاجئين المسلمين من الشرق الأوسط بسبب الأوضاع السياسية وبين حدوث تغيرات ديمغرافية في أوروبا لصالح ازدياد عدد المسلمين وإمكانية تحولهم إلى جزء من قوة ضاربة ستسيطر على أوروبا. وأعرب أوكارا عن اعتقاده بأن مثل هذا الطرح يساهم في خلق حالة من العداء ضد المسلمين.
وخلص أوكارا إلى أن هناك عملية تعبئة جارية، وأن هناك محورين أساسيين لهذه العملية هما: إثارة النزعة القومية والمشاعر الوطنية، وإبراز عدو خارجي لتحقيق الالتفاف الشعبي حول القيادة.
إفتكار مانع
نقلا عن الجزيرة نت