نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا لديفيد إغناطيوس إن حرب غزة تتقدم نحو اليوم التالي الحرب . ورغم ما يقوله المسؤولون الإسرائيليون من أن الحرب ستستمر “عدة أشهر”، إلا أن هذا الكلام من أجل إبقاء حماس في حالة ترقب، على حد قوله.
و”يعرف المسؤولون الإسرائيليون أنه يجب عليهم الإنتقال لمرحلة جديدة في النزاع، على الاقل من أجل السماح لجنود الإحتياط ترك الجبهة والعودة إلى أعمالهم”. وقال إغناطيوس إن خطة إسرائيل لا تزال “غامضة” إلا أن المسؤولين متفقون على ما يبدو، مع بايدن بشأن النقاط الأساسية: وهي منع حماس في فترة ما بعد الحرب من فرض إرادتها السياسية، والسماح للفلسطينيين، من المحتمل تجميعهم من السلطة الوطنية تحمل المسؤولية والحكم، إلى جانب قوات حفظ سلام تحظى بدعم الدول العربية “المعتدلة”. وستكون الجهة المسؤولة عن المرحلة الانتقالية هي “سلطة إعادة إعمار غزة”.
ويقول الكاتب إن إدارة بايدن تدفع إسرائيل التحرك بعيدا عن المرحلة الحركية وفي أقرب وقت، ومن الأحسن قبل نهاية العام لتجنب مزيد من الضحايا المدنيين. وأعدت وزارة الخارجية وثيقة من 20 صفحة حددت فيها الخطوات الأساسية والخيارات لمرحلة ما بعد النزاع.
وقاوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بعض الضغوط وتحدث بعض المسؤولين الإسرائيليين عن مرحلة انتقالية في نهاية كانون الثاني/يناير، مع أنه لا توجد إشارات عن مرحلة مقبلة. وأضاف أن الأيام التي ستسبق “اليوم التالي” تعني استمرار القتال في جنوب غزة، لكن مع تراجع قوة حماس، حيث يتوقع المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون دخول الفلسطينيين وتولي الإدارة والأمن. وستحظى هذه بدعم من الحكومات العربية “المعتدلة” التي “تكره حماس وربما أكثر من كراهية إسرائيل لها، مع أنها لا تصرح بهذا علنا”.
ويعلق أن الوضع في ساحة معركة غزة لم ينته بعد، ويعتقد القادة العسكريون الإسرائيليون ان مركز القيادة والتحكم لحماس قد تشرذم. ورغم مواصلة وحدات القتال إلا أنها لم تكن قادرة على التواصل بشكل فاعل مع قائدي الحركة السياسي والعسكري، يحيى السنوار ومحمد ضيف اللذان يعتقد أنهما في خان يونس، جنوب غزة. ويعتبر قتل الضيف والسنوار هدف إسرائيلي رئيسي في الحملة. لكن المهمة تعقدت بسبب وضع القائدين ما تبقى من الرهائن في المكان الذي يختبئ به، حسب قول الكاتب.
كل هذا يشكل معضلة وعقد عملية إسرائيل منذ بداية الهجوم في تشرين الأول/ أكتوبر وهو الإختيار بين سحق حماس وتحرير الرهائن. وقال إن اسرائيل تبدو منفتحة على فكرة الحوار مع حماس، عبر قطر والإفراج عن أكبر عدد ممكن مقابل 100 رهينة لا تزال في غزة. وهناك إمكانية سحب إسرائيل قواتها بعد نهاية الهدنة التي سيتم الإتفاق عليها والقيام بعمليات من شمال غزة. وتريد إسرائيل الحرية لكي تخفض عملياتها حسب الظروف.
ويزعم الكاتب إن إسرائيل كانت تعتقد أن منطقة المواصي القريبة من مصر ستستوعب مئات الآلاف من الناس، لكن تحول جنوب غزة إلى نقطة المواجهة جعل المسؤولين التفكير بخلق ما يزعمون أنها “جزر إنسانية” في شمال القطاع. ومن الأمور التي لم تناقش هي تشكيلة القوى الأمنية التي ستتولى الأمن في غزة حالة انسحاب إسرائيل، وحرية الأخيرة بعد ذلك في شن هجمات عندما تتلقى معلومات عن أهداف مهمة. وربما تشكلت القوى الأمنية بداية من فلسطينيين ليسوا عناصر في حماس ولديهم استعداد للتعاون مع القوات الإسرائيلية التي تحيط بالقطاع. وفي مرحلة ما بعد الحرب والفوضى التي قد تظهر، فقوات الأمن الفلسطينية هذه تحتاج لدعم من قوات حفظ سلام تحت إشراف الأمم المتحدة ولديها التجربة وفهم قواعد الإشتباك واستخدام القوة حالة الضرورة. وقال إن اسرائيل التي أقسمت بداية الحرب على تدمير حماس، لم تقتل منذ 70 يوما إلا 8.500 من مقاتلي الحركة، وهذا جزء من قورة تقدرها سي آي إيه بما بين 20.000 – 25.000 مقاتلا.
ومهما كانت الأرقام، فحماس التي تعرضت لضربة ستنجو وإن سرا. ومع مرور الوقت وبداية مرحلة “اليوم التالي” تأمل أمريكا وإسرائيل دعم الدول العربية مثل السعودية والإمارات للوضع الجديد في غزة من خلال توفير المال لإعادة الإعمار ومنح الشرعية للقيادة الجديدة.
وكلا البلدين لهما أسباب في مساعدة غزة، فالإمارات، مثلا لديها خبرة في الإعمار ومنحت الملجأ للقيادي السابق محمد دحلان عقب سيطرة حماس.