جهاز مكافحة الارهاب في العراق ينأى بنفسه عن الطائفية لفرزه المتقدمين مذهبيا

جهاز مكافحة الارهاب في العراق ينأى بنفسه عن الطائفية لفرزه المتقدمين مذهبيا

بغداد – أثارت خانة المذهب في استمارة للمتقدمين للتطوع في جهاز مكافحة الإرهاب في العراق جدلا واسعا في بلد بدأ فيه أبناؤه يغادرون التفكير على أساس المذهبية والطائفة، مما دفع رئيس الجهاز إلى التوضيح ليؤكد أنه يسعى من خلال سؤال المذهب شيعي أم سني إلى تحقيق العدالة بين مكونات الشعب مشيرا إلى أنه يتأفف عن تهم الطائفية.

وأصدر رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن كريم التميمي، اليوم الأربعاء، بيانا توضيحيا بشأن وجود حقل المذهب في استمارة التطوع على ملاك الجهاز.

وقال التميمي في البيان الذي تداولته وسائل إعلام عراقية إن “جهاز مكافحة الإرهاب أثبت منذ اليوم الأول لتأسيسه محاربته بكل قوة للطائفية والتفرقة والعنصرية، وأن منهجه الثابت هو مصلحة العراق، وسيبقى هذا النهج هو النهج الوحيد في الجهاز”.

وأضاف أن “كل منتسب في الجهاز من رئيس الجهاز إلى آخر جندي في الوحدات المقاتلة يؤمن أن الجهاز ملك لكل العراقيين، ولن نسمح لأحد أن يتهم الجهاز بهذا الاتهام وبالتحيز أو العنصرية أو الطائفية أو القومية، وشعارنا الولاء للعراق فقط”.

وأشار إلى أن “السبب في ذكر حقل المذهب في استمارة التطوع هو تحقيق العدالة بين مكونات الشعب في جميع المحافظات المختلطة، ولكي تأخذ جميع المكونات استحقاقها في الانتماء إلى جهازنا”.

وشدد التميمي على أن “جهاز مكافحة الإرهاب سيبقى في المقدمة متصديا لكل التهديدات والاعتداءات على عراقنا الحبيب”.

وأطلق جهاز مكافحة الإرهاب الثلاثاء استمارة إلكترونية للتطوع في صفوف الجهاز بصفة جندي، ومن المفترض أن يستمر التقديم حتى مساء غد الخميس.

وتتضمن الاستمارة مجموعة أسئلة شخصية، من ضمنها الديانة، لكن عند اختيار الدين الإسلامي، تظهر بوابة جديدة للسؤال عن نوع المذهب شيعي أم سني.

وحدد الجهاز الشروط والمتطلبات اللازمة للتقديم في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، وهي تشمل متطلبات صحية وبدنية، ومنها أن يكون “من أم وأب عراقيين الجنسية، وأن يتراوح السن ما بين 18-30 عاماً، ولم يسبق أن تم الحكم عليه في إحدى الجرائم، ولم تتم إدانته في السابق بأي جريمة مخلّة بالشرف، والتمتع باللياقة البدنية والصحة الجسمية، ويجيد القراءة والكتابة، أي أن يكون حاصلا على الشهادة الابتدائية على الأقل”.

وأثار السؤال عن الطائفة ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت خطا العراقيون خطوة هامة في هدم الأسوار النفسية العالية للطائفية بين السنة والشيعة، وهي أسوار بنتها بعناية أحزاب الإسلام السياسي الشيعي، مستفيدة من بروز تنظيم القاعدة في المناطق ذات الأغلبية السنية، ومن التخبط السياسي الأميركي الذي فسر العراق على أنه تحالف أو تخاصم مجاميع عرقية ومذهبية متصارعة أحيانا ومتحالفة أحيانا أخرى.

وكتب الباحث في الشأن العراقي مجاهد الطائي، على منصة إكس “استمارة التطوع في جهاز مكافحة الإرهاب تحتوي على تحديد المذهب. أنت سني لو شيعي؟”. وتساءل قائلا “متى نغادر الطائفية؟ أم غادرنا الوطنية إلى الأبد؟”.

وبدوره نشر الفنان العراقي عماد الباوي نسخة من الاستمارة المثيرة للجدل عبر صفحته على فيسبوك وعلق قائلا “حكومة طائفية بامتياز”.

واعتبر بعض الناشطين أن الغاية من هذا التطوع تكوين عمليات خاصة من الميليشيات داخل الجهاز والسيطرة عليه، فيما ذهب آخرون إلى أن السؤال لا يستوجب كل هذه الضجة مشيرين إلى أنها عملية اعتيادية للتقدم لأي وظيفة.

قال الناشط السياسي علي أبوأمير “في كل مفاصل الدولة عند التقديم على وظيفة يطرح هذا السؤال في الاستمارة لغرض التوازن الطائفي وكذلك المحافظة والقبول حسب النسبة السكانية”.

وجهاز مكافحة الإرهاب العراقي، تأسس في 14 ديسمبر 2003، بعد الاحتلال الأميركي، وهو عبارة عن وحدات عراقية خاصة. وقد أُطلقت عليه تسمية جهاز مكافحة الإرهاب في نوفمبر 2009، من قبل رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، الذي ربط الجهاز بمكتبه بشكل مباشر، من دون أي سلطة لوزارتي الدفاع والداخلية.

ويتكوّن الجهاز من فرقة عسكرية لحفظ أمن العاصمة بغداد، فضلاً عن فرقتين للعمليات الخاصة، هما الفرقة الثانية والفرقة الخامسة. ويملك الجهاز لواءً منتشراً في محافظة البصرة (جنوباً)، والموصل (شمالاً)، قبل سقوطها بيد تنظيم “داعش” عام 2014، وديالى (شرقاً).

ومنذ العام 2017 لم يفتتح باب التطوع على الجهاز، لكن بعد تولي القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني القيادة خصص لهذا الجهاز 3 آلاف درجة وظيفية.

وأكد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن كريم التميمي، اليوم الأربعاء أن 8 ملايين مواطن تقدموا خلال الساعات الأولى مع إطلاق رابط التطوع، وأشار الى أن الحديث عن دفع أموال مقابل التطوع عار عن الصحة.

وقال التميمي في تصريح عبر برنامج “الوطن والناس” الذي يبث على العراقية الإخبارية إن “فرصة التقديم إلكترونياً على الجهاز بصفة جندي، متاحة لكل العراقيين”، مبيناً أن “منصة التقديم مفتوحة، وأتابع الموضوع أولاً بأول”.

وأضاف أن “فرص جميع المرشحين متساوية ولا توجد هناك فرص فردية”، لافتاً الى أن “التقديم يكون عبر الشروط الموضوعة”.

وذكر أن “الجميع يخضع للفحص البدني وأن النجاح في الاختبارات يتيح الفرصة بالقبول”، لافتاً الى أن “الحديث عن دفع أموال مقابل التقديم للجهاز غير صحيح وغير مقبول”.

وتابع أنه “في الساعات الأولى لإطلاق رابط التطوع، تقدم نحو 8 ملايين شخص للمنصة”، لافتاً الى أن “آلية فرز الأسماء ستتم إلكترونياً، وأن كل من تنطبق عليه الشروط ستكون لهُ الفرصة متاحة”.

وذكر أنه “بعد فرز الأسماء فإن المتقدمين يجب أن يستوفوا الشروط كاملة وسيخضعون للفحص الطبي والبدني وستتاح الفرصة للناجحين”، موضحاً أنه “لا يمكن تفضيل أحد على الآخر”.

وأكد أن “السلامة الأمنية والموقف الأمني لهُ دور في ذلك”، لافتاً إلى أن “الفرصة متاحة للجميع”.

العرب