واشنطن – توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق يقضي بتمديد وجودها العسكري في قاعدة العديد بقطر لعشر سنوات أخرى بحسب ما نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية، الثلاثاء، عن ثلاثة مسؤولين دفاعيين ومسؤول آخر مطلع.
كما أكد مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة “رويترز” المعلومة نفسها، موضحاً أن القاعدة هي قاعدة “العديد” الجوية الكائنة بالصحراء جنوب غرب الدوحة.
وتعد قاعدة العديد الجوية، أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، بحسب شبكة “سي إن إن” التي قالت إنه يمكنها أن تضم أكثر من 10 آلاف جندي أميركي.
ويأتي التمديد فيما تعزز الولايات المتحدة وجودها في المنطقة التي تشهد تصاعد تهديدات الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق وسوريا واليمن.
واعتبرت الشبكة الأميركية أن الاتفاق يسلط الضوء على “مدى اعتماد واشنطن على الدوحة”، التي لعبت مؤخراً دوراً رئيسياً بالتوسط لإطلاق سراح عدد من الأسرى الأميركيين في قطاع غزة وفنزويلا.
ولعبت الدولة الخليجية الصغيرة دورا رئيسيا في محادثات الوساطة مع حماس والمسؤولين الإسرائيليين فيما يتعلق بالحرب في غزة والإفراج عن رهائن ممن أسرتهم الحركة الفلسطينية في هجومها العابر للحدود في السابع من أكتوبر على إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص.
ويتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن بانتظام مع أمير قطر منذ السابع من أكتوبر بشأن تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس وتعزيز المساعدات لغزة، إذ أدى الهجوم الإسرائيلي منذ هجوم حماس إلى مقتل أكثر من 22 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الصحية في غزة.
لكن في بعض الأحيان لم يمنح بايدن التقدير الذي يعتقد القطريون أنهم يستحقونه، حيث لم يذكر قطر في مقال رأي نشره في صحيفة واشنطن بوست في نوفمبر، في حين تم ذكر مصر وحلفاء آخرين في الشرق الأوسط. كما لم يسلط بايدن الضوء على دور قطر في إطلاق سراح المعتقلين في فنزويلا في بيانه الرسمي.
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن زار، الشهر الماضي، قاعدة العديد الجوية، حيث شكر قطر على زيادة إنفاقها على القاعدة، لكنه لم يشر إلى التجديد ولم تعلن إدارة الرئيس بايدن عن ذلك – في وقت تواجه فيه قطر تدقيقًا متزايدًا لاستضافتها كبار قادة حماس. ورد المسؤولون القطريون بأنه لم يُسمح لحماس بفتح مكتب سياسي في الدوحة إلا بطلب من الولايات المتحدة خلال إدارة باراك أوباما. وفق الشبكة الأميركية.
وخصصت قطر المليارات من أموالها الخاصة لتطوير مرافق الطيارين الأميركيين في القاعدة.
وعلى الرغم من أن أوستن لم يعلن عن تمديد اتفاقية العيديد إلا أنه شدد على أن الولايات المتحدة وقطر “ستتخذان بشكل رسمي خطوات مستقبلية لتوسيع وتعزيز العلاقات الثنائية في مجال الدفاع”، مضيفا “سنفعل ذلك في ظل التزام قطر بالمساهمة بموارد كبيرة لزيادة إمكانيات قاعدة (العديد) الجوية، وهو ما سيدعم قوات البلدين لسنوات قادمة”.
وتعمل القيادة المركزية الأميركية “سينتكوم” التي تشرف على القوات العسكرية الأميركية وأعمالها في الشرق الأوسط من قاعدة “العديد” التي كان لها “دور محوري” في العمليات الأميركية التي نُفذت في إيران وأفغانستان، بحسب الشبكة التي لفتت إلى أن القوات الجوية القطرية والبريطانية تعملان من القاعدة كذلك.
وكانت هناك انتقادات لقطر من قبل البعض في الكونغرس الأميركي بسبب وجود حماس في البلاد. وأرسلت مجموعة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تضم 113 مشرعا أميركيا في 16 أكتوبر رسالة إلى بايدن تطلب منه الضغط على الدول التي تدعم حماس، بما فيها قطر.
وقطر أيضا حليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي، وهو تصنيف تمنحه الولايات المتحدة للحلفاء المقربين من خارج الحلف الذين لديهم علاقات عمل استراتيجية مع الجيش الأميركي.
وكانت الدولة الخليجية أيضا قناة للحوار الأميركي مع طالبان منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان في 2021. ولعبت دورا في التوسط في الصفقات التي أدت في أواخر 2023 إلى إفراج فنزويلا وإيران عن بعض الأميركيين في تبادل للسجناء.
العرب