الباجثة شذى خليل*
تظهر العلاقات التجارية بين إيران والعراق عدم التوازن، حيث يسجل التفوق لصالح إيران. يعزى هذا الاختلاف إلى قلة التنوع والهيكل غير المستقر للاقتصاد العراقي. ومع ذلك، يثير هذا الوضع أخطار على استقرار واستدامة التجارة الثنائية. لذلك، يتعين على إيران اعتماد نهج جديد في التعامل مع العراق لتفادي تعريض الأعمال التجارية للمخاطر، ويتضمن ذلك النظر في إمكانية الاستثمار المشترك مع العراق.
ان التحليل الديناميكيات الاقتصادية ومستوى السيطرة التي تمارسها إيران على الاقتصاد العراقي منذ عام 2003. ويبلغ حجم العلاقات الاقتصادية بين إيران والعراق 20 مليار دولار، مما يعكس حجم وتوازن تجارتهما الثنائية. ونظراً للفرص الاقتصادية الحالية ومجالات التعاون، فمن المحتمل جداً أن يصل التبادل التجاري بين إيران والعراق إلى 20 مليار دولار في السنوات المقبلة.
منذ التغيرات السياسية في العراق عام 2003، لعبت إيران دوراً كبيراً في تشكيل المشهد الاقتصادي لجارتها. يهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة ثاقبة للصادرات الإيرانية إلى العراق، مع التركيز على القطاعات الرئيسية وأهميتها في العلاقات التجارية الثنائية.
حجم وتكوين الصادرات الإيرانية إلى العراق:
الغاز والكهرباء: تشكل صادرات الغاز والكهرباء حصة كبيرة تبلغ حوالي 5-6 مليارات دولار، مما يسلط الضوء على دور إيران المحوري في تلبية احتياجات العراق من الطاقة.
الحديد والصلب: يشكل خام الحديد والصلب والمواد المصنعة من الحديد 23% من إجمالي الصادرات، مما يوضح نفوذ إيران في قطاعي البناء والتصنيع في العراق.
الوقود والمشتقات النفطية: يمثل الوقود والمشتقات النفطية 13% من إجمالي الصادرات، ويلعب دوراً حاسماً في قطاع الطاقة في العراق، مما يعكس نفوذ إيران في هذا المجال الاقتصادي الرئيسي.
المواد البلاستيكية: تشكل المواد البلاستيكية 12% من إجمالي الصادرات الإيرانية إلى العراق، وتسلط الضوء على دور إيران في توفير المواد الأساسية لمختلف الصناعات.
الفواكه والخضروات: بحصة تبلغ 10% من إجمالي الصادرات، تساهم الفواكه والخضروات الإيرانية بشكل كبير في القطاع الزراعي في العراق.
مواد البناء والسيراميك: تشكل إيران ما نسبته 6.4% من إجمالي الصادرات، ويؤكد توفير إيران لمواد البناء والسيراميك مشاركتها في تطوير البنية التحتية في العراق.
التحديات والتداعيات: ان التحديات المحتملة الناجمة عن فروق الأسعار في التحويلات عبر المنصات الرسمية والسوق الموازية. وقد تؤدي هذه المشكلة إلى البحث عن مصادر بديلة، مما يؤثر على توفر وتسعير المواد الأساسية مثل الحديد والبلاستيك ومواد البناء.
إعادة التصدير من العراق إلى إيران: ان القيمة المجهولة لإعادة التصدير من العراق إلى إيران، مع التأكيد على عدم وجود بيانات موثقة بسبب المنافذ غير الرسمية وعمليات التهريب. وتقدر حجم إعادة التصدير هذه بحوالي 10 مليارات دولار، وتشمل سلعًا مثل الأجهزة الكهربائية والإطارات وغيرها من العناصر التي يستوردها العراق.
دور مراقبة الحدود: ومن خلال تسليط الضوء على أهمية السيطرة على المعابر الحدودية، يشير المقال إلى أن الفهم الأفضل لحجم التبادل التجاري يمكن أن يساهم في إيجاد حلول جذرية للمعاملات التجارية. ويدعو إلى استخدام أنظمة تبادل السلع أو إنشاء مناطق التجارة الحرة لتعزيز الشفافية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
في الختام ، تبرز ضرورة تحسين التوازن في العلاقات التجارية بين إيران والعراق، وهو أمر يتطلب تحولًا في النهج. من خلال التفكير في الاستثمارات المشتركة، يمكن للبلدين تعزيز استقرار واستدامة العلاقات الاقتصادية، مما يعود بالفائدة على كل منهما في المدى الطويل.
وحدة الدراسات الاقتصادية /مكتب شمال امريكا
مركزالروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية