مصرع أربعة أطفال جراء حريق في مستشفى ولادة جنوبي العراق

مصرع أربعة أطفال جراء حريق في مستشفى ولادة جنوبي العراق

الديوانية (العراق) – أدّى حريق اندلع في مستشفى للولادة في جنوب العراق مساء الاثنين إلى مصرع أربعة أطفال على الأقلّ، وإصابة نحو 20 آخرين بالاختناق، كما أفاد وزير الصحة والهلال الأحمر الذي قال إن سبب الحريق “تماس كهربائي”.

وأفاد بيان نشره الهلال الأحمر عبر موقع فيسبوك “بوفاة أربعة أطفال جراء حريق مستشفى النسائية والأطفال” في مركز محافظة الديوانية الواقعة في جنوب العراق، وهو أحد المستشفيين الرئيسيين الحكوميين الموجودين في المدينة.

وأفاد مصدر طبي أن الدخان تسبب بعشرين حالة اختناق.

وأوضح وزير الصحة صالح الحسناوي خلال مؤتمر صحافي من المستشفى أن “الحريق حصل خارج قاعات المستشفى” في “أنقاض بعضها ورقية ومواد أخرى لشركة تعمل على تأهيل المستشفى”.

وأضاف أن ذلك أدى إلى “تسرب الدخان إلى داخل المستشفى، لكن لم تتسرب النيران” إليه.

وقال إن العاملين في المستشفى قاموا “بإخلاء المرضى الموجودين” لا سيما من حديثي الولادة “الخدج الذين تكون حالتهم حرجة”، مضيفاً “أنه توفي أربعة (من الرضّع) لأسباب تتعلق بأمراض الصدر”.

وأعلن الهلال الأحمر العراقي الذي قال إن “تماساً كهربائياً” تسبب بالحريق عن “إخلاء 150 طفلاً و190 مرافقاً” لهم من المستشفى إثر الحريق.

ولامس الحريق أحد جدران المستشفى بدون أن يتسبب بأضرار كبيرة.

وفي الأثناء، أمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إثر الحريق، “بسحب يد المسؤولين المقصرين في الحادثة…وإحالة الشركة المنفذة لأعمال تأهيل المستشفى إلى التحقيق”.

وغالباً ما لا يتمّ الالتزام بتعليمات السلامة في العراق، لا سيّما في قطاعي البناء والنقل، كما أنّ البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات، ما يؤدّي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة أخرى.

وكان آخر هذه الحوادث حريق اندلع في قاعة خلال حفل زفاف في بلدة قرقوش في شمال العراق، أودى بحياة أكثر من 107 أشخاص، قالت السلطات إن سببه كان الألعاب النارية ومواد بناء شديدة الاشتعال.

وفي أبريل 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في مستشفى لمرضى كوفيد-19 في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أكسجين.

وفي يوليو من العام نفسه، لقي 64 شخصاً حتفهم في حريق مروع دمر رواقا في مستشفى الحسين في الناصرية لإيواء مرضى كوفيد.

ومع كل مأساة، يلقي العراقيون اللوم على الإهمال وانتهاك قواعد السلامة الأساسية والفساد وتقصير السلطات.

وأرجع الناشط ميثم صبيح الذهبي حريق مستشفى الأطفال بالديوانية عبر صفحته على فيسبوك إلى انعدام الرقابة وعدم تسليم مشاريع التنفيذ والتأهيل للشركات الرصينة، مضيفا “أعمال خالية من كل شروط السلامة والرصانة وتنفيذ اعمال التأهيل والمستشفيات داخل العمل بالإضافة شركات غابت عنها الرقابة هذهِ نتيجة طبيعية ولا تحتاج اي لجان تحقيقية الأطفال انباعوا بحصص المقاولات”.

ومن جانبه، أكد عضو مجلس محافظة الديوانية بندر الجاسمي أن “حادث حريق مستشفى الأطفال في محافظة الديوانية الاثنين وغيره من الحوادث هو نتيجة الإهمال في البنى التحتية لسنوات طويلة يتحمل مسؤوليتها الحكومات السابقة والحالية، وأضاف “هذا يتطلب اختيار حكومة محلية قوية ونزيهة بعيدة عن التجاذبات السياسية لمعالجة الوضع المزري لهذه المدينة”.

وطالب الجاسمي بإجراء تحقيق نزيه وشفاف للوصول الى الحقيقة ودعا الجهات المعنية إلى التدخل الفوري واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين وعدم السماح للفاسدين بالعبث بمقدرات المواطنين.

العرب