بالنسبة لدعاة حقوق الإنسان، كان عام 2014 عامًا كارثيًا. صور الأقمار الصناعية الواضحة أعلاه توفر نظرة صغيرة، ولكن مذهلة ، على المعاناة في شمال الأردن. في غضون عامين فقط، تطور مخيم الزعتري هناك من منطقة صحراوية غير مأهولة إلى مدينة من الخيام تضم الآن أكثر من 85 ألف شخص.
بالنسبة لدعاة حقوق الإنسان، كان عام 2014 عامًا كارثيًا. صور الأقمار الصناعية الواضحة أعلاه توفر نظرة صغيرة، ولكن مذهلة، على المعاناة في شمال الأردن.
في غضون عامين فقط، تطور مخيم الزعتري هناك من منطقة صحراوية غير مأهولة إلى مدينة من الخيام تضم الآن أكثر من 85 ألف شخص.وهذا المخيم هو واحد فقط من بين كثير من المخيمات.
وفيما يلي سبعة أسباب أخرى للشعور بالإحباط:
1 . ما يقرب من 1 مليون سوري هربوا من بلادهم هذا العام:
بدأت رحلة الهروب السورية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، والعدد الإجمالي للاجئين المسجلين حاليًا هو حوالي 3.1 مليون نسمة. ولوضع هذا العدد في السياق، هنا رسم بياني يبين سرعة ارتفاع
عدد اللاجئين المسجلين من صيف 2012 إلى عام 2014. ويستند هذا الرسم البياني على أحدث بيانات الأمم المتحدة، التي صدرت يوم الأحد:
وتظهر صور الأقمار الصناعية من يونوسات/ديجيتال غلوب، كيف اصطف اللاجئون السوريون الذين فروا من منطقة المعركة بسياراتهم على الجانب السوري من الحدود مع تركيا.
وسوريا ليست بأي حال البلد الوحيد الذي أجبر الناس فيه على الفرار. بين شهري مايو وأغسطس، ارتفع عدد النازحين داخل أوكرانيا 26 ضعفًا، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين.
وفي نهاية مايو، قدرت الأمم المتحدة أن هناك 10 آلاف نازح داخل أوكرانيا؛ وهو الرقم الذي ارتفع إلى 260 ألف نازح في سبتمبر.
2 . أكثر من 10 ملايين شخص عديم الجنسية يفتقرون لحماية حقوق الإنسان:
وللحروب والصراعات تأثير آخر، كما أشار زميلي إيشان ثارور مؤخرًا. وهذا الأثر هو إجبار الملايين على العيش بدون وطن وجنسية.عندما يخرج اللاجئون من ديارهم إلى بلدان أخرى، يكون الحصول على جنسية البلد الأخر أمرًا صعبًا للغاية. كما إن أخرين يحرمون من المواطنة لأسباب سياسية، كما هو الحال بالنسبة للمسلمين الروهينج في بورما.
وكشف تقرير حديث للأمم المتحدة عن أن هناك ما يقرب من “10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم يفتقرون إلى الجنسية وحماية حقوق الإنسان المترافقة مع الجنسية”. ولكن اللافت للنظر بشكل خاص هو أن وكالة الأمم المتحدة للاجئين تقدر أن ثلث جميع الناس عديمي الجنسية هم من الأطفال.
وبالتالي، فإن هؤلاء سوف يكبرون على هامش المجتمعات، مما يجعلهم أكثر عرضة لجميع أنواع الإساءة. والخريطة أدناه تتضمن البيانات بهذا الشأن حتى عام 2013:
3. حوالي 36 مليون شخص يعيشون كعبيد في العصر الحديث:
ولا يقتصر هذا الاستغلال على الدول الآسيوية أو الأفريقية. بل يحدث ذلك أيضًا في الولايات المتحدة، حيث قدر تقرير صادر عن منظمة مستقلة مقرها استراليا أن 60 ألف من العبيد يعيشون في ظل المجتمع الأمريكي.وتوضح الخريطة التالية نسبة توزع العبودية الحديثة على دول العالم في عام 2014:
4 . الاستخبارات الأمريكية استخدمت التعذيب بانتظام بعد أحداث 9 سبتمبر 2011:
يوم الثلاثاء، كشف تقرير لمجلس الشيوخ عن تفاصيل تقنيات الاستجواب المحسنة التي كانت تستخدم من قبل وكالة الاستخبارات المركزية، ومن بين هذه التقنيات الإيهام بالغرق، والإجبار على الوقوف لساعات طويلة مع المنع من النوم، ونزع ملابس السجين وتعريضه للبرد الشديد
5.في العديد من البلدان، لا تزال الفجوات بين الجنسين قائمة:على الرغم من إحراز بعض التقدم، لا تزال المرأة في نضال من أجل الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية المناسبة في مجموعة من البلدان النامية. وتواجه البلدان المتقدمة مشاكلها الخاصة أيضًا على هذا الصعيد، حيث لا يزال عدم المساواة في الأجور منتشرًا في كل مكان تقريبًا.
وقد تحسن ترتيب الولايات المتحدة قليلًا هذا العام، لتحتل المرتبة 20 متقدمةً على الدول الناطقة باللغة الإنجليزية مثل استراليا وبريطانيا؛ ولكنها لا تزال في الوقت نفسه متخلفة عن دول أفقر بكثير، مثل نيكاراغوا ورواندا.
6. في نيجيريا، اشتدت حرب بوكو حرام ضد حقوق الإنسان والتعليم الغربي:
يوم 14 أبريل، تم اختطاف 276 فتاة نيجيرية من قبل مسلحي بوكو حرام من مدرسة في Chibok، شمال نيجيريا، وفقًا للأرقام الرسمية. ولقد مر أكثر من 200 يوم منذ تم اختطاف الفتيات، إلا أن أكثر من 200 فتاة منهن لا تزال محتجزة لدى بوكو حرام.وقد ارتفع مؤشر الوفيات في نيجيريا بسرعة منذ عام 2010.
وكانت هجمات بوكو حرام هي المحرك الرئيس لهذا الارتفاع. حيث قتلت الجماعة 5100 نيجيري على الأقل هذا العام، وفقًا لتقديرات من مدرسة جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة.
ويوضح الرسم البياني التالي كيف أن الوفيات الناجمة عن بوكو حرام ارتفعت من حول الصفر إلى أكثر من 5000 وفاة سنويًا خلال ست سنوات فقط، وكيف تضاعفت هذه الوفيات تقريبًا من عام 2013 إلى عام 2014.
7. “الدولة الإسلامية” ذبحت الآلاف في العراق وسوريا:
بين مايو وأكتوبر، استهدف مقاتلو “الدولة الإسلامية” المدن والمناطق في شمال العراق وسوريا، وقاموا بذبح الجنود والسكان، خاصةً أولئك الذين ينتمون إلى الأقليات والطوائف الإسلامية غير السنية والديانات الأخرى.
وهذه الخريطة تظهر بعض المجازر التي نفذتها الجماعة اعتبارًا من نهاية شهر أكتوبر، والتي تركزت في مدن الموصل، سنجار، دير الزور، الرقة، كركوك، وحوالي تكريت.
اليوم العالمي لحقوق الإنسان
ويحتفل المجتمع العالمي بيوم حقوق الإنسان كل عام في 10 كانون الأول/ديسمبر. وهو يحتفل بذكرى اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
تعود البداية الرسمية للاحتفال بيوم حقوق الإنسان إلى عام 1950، بعدما أصدرت الجمعية العامة القرار 423 (د-5) الذي دعت فيه جميع الدول والمنظمات الدولية إلى اعتماد 10 كانون الأول/ديسمبر من كل عام باعتباره اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وكان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أتى نتيجة لما خبره العالم في الحرب العالمية الثانية، فقد تعهد المجتمع الدولي بعدم السماح على الإطلاق بوقوع فظائع من هذا القبيل مرة أخرى.
ومن ضمن المواد التي نص عليها الإعلان أنه: يولد جميع الناس أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلًا وضميرًا وعليهم أن يعامل بعضهم بعضًا بروح الإخاء.
و لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء.
وفضلًا عما تقدم، فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد، سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلًا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود.
ولكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سرًا أم مع الجماعة.
حقوق الإنسان في العالم العربي
إلا أن العالم العربي يشهد انحدارًا صارخًا في مجال حقوق الإنسان، وفيما يلي لمحة لما تتعرض له الشعوب العربية من انتهاكات من قبل السلطات الحاكمة:
السعودية وإسكات أصوات ناشطي حقوق الإنسان.
جمعية (حسم) نموذجًا جاء في تقرير أعدتة منظمة العفو الدولية، بعنوان: “كيف تسكت المملكة أصوات ناشطي حقوق الإنسان فيها”:
بأن “السلطات السعودية تحتجز حاليًا المئات من المعتقلين السياسيين دون محاكمة، فيما أصدرت أحكام سجن لمدد طويلة بحق آخرين، عقب محاكمات جائرة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة وغيرها من المحاكم. وتزعم السلطات أن العديد منهم قد ارتكب جرائم عنيفة أو ساند جماعات مسلحة متشددة من قبيل تنظيم القاعدة. وثمة آخرون محتجزون من بين المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين الذين عملوا على كشف النقاب عن الطبيعة المسيئة لنظام العدالة في السعودية، وتشجيع إدخال إصلاحات من شأنها أن تجعل نظام العدالة أكثر اتساقًا مع متطلبات القانون الدولي، بما في ذلك معاهدات حقوق الإنسان التي صادقت المملكة عليها.
وبمدافعتهم عن حقوق الإنسان والحديث علنًا بهذا الخصوص، صنف حكام السعودية أعضاء جمعية حسم ومجموعة من المدافعين الشجعان عن حقوق الإنسان، على أنهم يشكلون تهديدًا لسلطتهم وسياساتهم، وحرصوا على استهدافهم بالمحصلة “.
ولا يُعد الحراك على صعيد حقوق الإنسان بالأمر الجديد على السعودية. فلطالما جاهر ناشطون داخل البلد بانتقاد انتهاكات حقوق الإنسان المرتبكة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي على الأقل، وذلك على الرغم من المخاطر المرافقة من قبيل انتقام الحكومة منهم.
وحرص الناشطون في السنوات الأخيرة على تشكيل منظمات مستقلة تُعنى بحقوق الإنسان.وسعت هذه المنظمات إلى رصد الانتهاكات القائمة وتوثيقها والتعاون مع الحكومة على التشجيع على الإصلاحات في مجال حقوق الإنسان.
التعذيب حتى الموت في سوريا
تنص المادة الخامسة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه “لايعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطّة بالكرامة”.
إلا نه قضى منذ بداية العام الجاري نحو ألفي معتقل في السجون والمقار الأمنية التي تديرها السلطات في سوريا، غالبيتهم جراء التعذيب، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وجاء في بيان للمرصد “بلغ 1917 شهيدًا عدد المعتقلين الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهادهم داخل معتقلات وسجون وأقبية أفرع مخابرات النظام السوري، منذ بداية العام الجاري”.
وحسب المرصد، فإن أكبر عدد من الوفيات كان في حزيران (يونيو) الماضي، حيث قضى 284 شخصًا من بين أكثر من 200 ألف معتقل في السجون والفروع والمقرات الأمنية. وعلى مدار العام الماضي 2013، قتل 2389 معتقلًا في سجون النظام السوري، وفقًا لأرقام المرصد أيضًا.
ويتعرض المعتقلون في السجون والفروع والمقرات الأمنية لـ”أساليب تعذيب وحشية، تتسبب بحالات الوفاة، أو الإصابة بأمراض مزمنة، مترافقة مع حرمان من الغذاء والأدوية والعلاج اللازم”، حسب المرصد.
حقوق الإنسان تشهد تراجعًا في مصر
وصفت “العفو الدوليّة” أوضاع حقوق الإنسان في مصر بالانحدار الشديد، وقالت: “يقدّم الارتفاع الكبير في حالات الاحتجاز والاعتقال التعسفيَّين وفي معدلات التعذيب والوفاة في الحجز المروّعة التي سجلتها منظمة العفو الدوليّة، دليلًا قويًا على الانحدار الحاد في حالة حقوق الإنسان في مصر”.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن المنظمة، التي وصفت ما يحدث بـ”حملات قمعيّة كاسحة”، أن عدد المعتقلين في مارس/آذار الماضي وصل إلى أكثر من 16 ألف معتقل في السجون المصريّة.
كذلك، نقلت المنظمة عن “ويكي ثورة” -وهي مبادرة يقوم بها المركز المصري للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة- وفاة ما لا يقلّ عن ثمانين شخصًا في الحجز في خلال السنة الماضية، بينما اعتقل أربعون ألف شخص أو وجِّه إليهم الاتهام ما بين يوليو/تموز 2013 ومنتصف مايو/آيار 2014.
سحب الجنسية في الكويت
شهدت الكويت في الآونة الأخيرة موجة من الاعتقالات وسحب الجنسيات عن عدد من الشخصيات المحسوبة على المعارضة، منهم: عبد الله برغش نائب سابق، وأحمد الشمري مالك قناة (اليوم الفضائية وصحيفة عالم اليوم) وأسرتهما، إضافة إلى إغلاق عدد من فروع الجمعيات الخيرية للإخوان المسلمين والسلفيين.
ويتهم معارضون كويتيون الحكومة بانتقاء معارضيها في قرارات ما يعرف بالكويت بـ”سحب الجناسي”، “ولا يتم اتخاذ تلك القرارات بناءً على بعد قانوني”.
المغردون العرب:لاشيء يدعوا للاحتفال تحت وسم (#اليوم_العالمي_لحقوق_الإنسان)
أبدى المغردون العرب استياءهم من وضع حقوق الإنسان، مؤكدين أن لاشيء يدعوا للاحتفال بهذا اليوم في ظل الأوضاع الراهنة، وفي ظل غياب العدالة والحرية وتكتيم الأفواه، وممارسة التعذيب والاختفاء القسري.
واشنطن بوست
تهاني الناصر – التقرير
http://goo.gl/9uj4Cb