ميليشيات مسلحة في العاصمة العراقية تدعو المسيحيين لعدم الإحتفال بأعياد الميلاد وتتوعد المخالفين

ميليشيات مسلحة في العاصمة العراقية تدعو المسيحيين لعدم الإحتفال بأعياد الميلاد وتتوعد المخالفين

23qpt956

تحدث مواطنون مسيحيون من العاصمة العراقية بغداد أنهم تعرضوا إلى تهديدات من قبل الميليشيات التي تسيطر على المدينة، وأنهم تلقوا رسائل تهديد على هواتفهم الشخصية، وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بعدم الاحتفال بأعياد الميلاد؛ إكراما لشهداء الحشد الشعبي الذين دافعوا عن «الوطن والمذهب»، بحسب نص الرسالة، مهددين بأن كل من سيحتفل بهذه المناسبة سيعرض حياته للخطر.
وفي تصريح خاص لـ «القدس العربي» قال الشاب سرمد «وصلتني رسالة على هاتفي الخاص تتضمن تهديدا بالقتل في حال احتفلنا بأعياد رأس السنة الميلادية، وأنه يجب علينا أن نتضامن مع عائلات شهداء الحشد الشعبي الذين قضوا في معارك ضد تنظيم الدولة في العراق»، مبيناً أن الميليشيات تسيطر على المنطقة التي يسكن فيها هو ومجموعة من العائلات المسيحية، وأنهم يعانون من القمع والاضطهاد منذ احتلال للعراق في 2003.
وتابع قائلاً «سبق وأن تعرض أخي لعملية خطف من قبل إحدى العصابات، ودفعنا فدية مالية 60 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه، وقد تعرض للتعذيب الشديد من قبل الخاطفين وحذروه من البقاء في العراق، وأن ذلك سيعرض حياته للخطر». وبين أنه يفكر هو وعائلته بالخروج من العراق حفاظاً على حياتهم من خطر الميليشيات الذي يزداد يوما بعد يوم.
وقال عامر وهو أحد سكان مدينة بغداد لـ«القدس العربي»: إننا ومنذ أعوام نتعرض لعملية تطهير عرقي، مع تنامي دور الميليشيات في بغداد، وسط صمت حكومي مريب، فقد ازدادت وتيرة عمليات الخطف والقتل والابتزاز ضد المسيحيين، وطالب عامر أن يكون للجيش العراقي والشرطة دور في حماية أرواح المسيحيين وممتلكاتهم.
وأضاف: أن أغلب المسيحيين في بغداد يتعرضون إلى تهديدات بالتصفية بدوافع مادية وطائفية، مشيراً إلى أن معظم المسيحيين توقفت أعمالهم ومصالحهم خوفا على حياتهم، بسبب الانتشار الكثيف للميليشيات، فقد فضلوا عدم الخروج من منازلهم، على حد قوله.
أبو لينا صاحب عمارة سكنية في العاصمة بغداد، طلب من «القدس العربي» عدم الإفصاح عن اسمه الصريح خوفاً على حياته، وقال: منذ سنوات وأنا أتعرض للابتزاز والتهديد بالقتل من قبل الميليشيات والعصابات المسلحة في بغداد، وبيّن أنه يقوم بدفع أتاوات بشكل شهري للميليشيات حفاظاً على حياته وعائلته. وأشار ان الكثير من أصحاب المصالح والأموال تعرضوا للقتل لأنهم رفضوا دفع الأتاوات للعصابات، على حد وصفه.
وأضاف أنه يفكر في الخروح من العراق والاستقرار في إحدى الدول الأوروبية، وأنه سوف يقوم ببيع عقاراته وأملاكه في العراق خوفا من الاستيلاء عليها من قبل الميليشيات في حال سافر وتركها.
يذكر أن المسيحيين في العراق يشكون من تعرضهم للاستهداف بشكل متكرر، وعمليات تصفية منذ دخول القوات الأمريكية واحتلالها العراق في 2003، كان آخرها نزوحهم الجماعي من مدينة الموصل شمال العراق والتي تعتبر أكبر مركز تجمع للمسيحيين وذلك بعد سيطرة تنظيم «الدولة» عليها في حزيران/يونيو عام 2014، بعد رفضهم دفع الجزية التي فرضها عليهم التنظيم.

عمر الجبوري

صحيفة القدس العربي