كان (فرنسا) – تراهن صناعة العقارات العمانية على معرض مبيم 2024، أحد الأحداث العالمية الأبرز في مجال العمران والتطوير، المقام حاليا في مدينة كان الفرنسية لجذب شركاء أجانب لمشاريعها المستدامة في القطاع.
ويشارك في الحدث الذي يختتم الجمعة أكثر من 6500 مستثمر وأكثر من 300 مؤسسة وشركة عالمية في مجال التطوير والتسويق العقاريين من أكثر من 90 دولة.
واستعرضت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني العمانية خلال مشاركتها عددا من المشاريع المستقبلية التي تهدف إلى بناء مدن حديثة صديقة للإنسان بمعايير عالمية ذات نظام حياة مستدام.
وشكل المؤتمر فرصة للمسؤولين لعرض الفرص الاستثمارية المتمثلة في مشاريع المدن المستقبلية أمام كبار المسؤولين والتنفيذيين والخبراء الدوليين في مجال التطوير العقاري والتي تأتي في سياق تعزيز مناخ الأعمال في مجالي الإسكان والتخطيط العمراني.
ويأتي في أبرز هذه المشاريع مشروع الواجهة البحرية المُطوّرة في وسط مدينة مسقط الخوير داون تاون، الذي تولت شركة زها حديد للهندسة المعمارية مهمة وضع تصاميمها وتمتد على مساحة 3.3 مليون متر مربع بقيمة 1.3 مليار دولار.
وقال خلفان الشعيلي وزير الإسكان إن “الخوير داون تاون سيُسهم في تحديد ملامح مسقط وعُمان بشكلٍ أوسع ليطرح وجهة جديدة تستقبل الزوار من جميع أنحاء العالم”.
وأكد في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء العمانية الرسمية الخميس أن المشروع سيعمل على تحسين جودة الحياة والحفاظ على البيئة.
◙ وزارة الإسكان والتخطيط العمراني العمانية تعرض عددا من المشاريع المستقبلية التي تهدف إلى بناء مدن حديثة صديقة للإنسان بمعايير عالمية ذات نظام حياة مستدام
ويرتكز التصميم القائم للمشروع على استدامة جودة حياة سكان المشروع وزواره، في مسعى لإعادة رسم ملامح العيش الحضري في السلطنة، في ضوء التوقعات بزيادة عدد سكان مسقط بمقدار الضعف تقريبا إلى 2.7 مليون نسمة، بحلول عام 2040.
ويهدف هذا المشروع إلى تحويل المنطقة الإدارية والصناعية الحالية في مسقط إلى منطقة حضرية جديدة نابضة بالحياة. ويضم المشروع الجديد خمس مناطق رئيسية، وهي مرسى السفن، والواجهة البحرية الترفيهية بما فيها من شواطئ ومنشآت رياضية، والممر المائي، والحي الثقافي، والمقر الوزاري.
وتؤكد وزارة الإسكان أنه يتميز بطابعه المزدهر والمستدام والمرن بيئيا، فضلاً عن مجتمعه النابض بالحياة، حيث يضم مناطق سكنية واسعة متعددة الاستخدامات تلبي احتياجات الهيئات الحكومية والشركات التجارية، إلى جانب مساحات للفنون والثقافة والترفيه.
وقال باولو زيلي مدير المشروع إن “مشروع الخوير سيندمج بكل سلاسة مع النسيج الحضري لمسقط، وسيكون بمثابة جسر يربط بين المناظر الطبيعية المطلة على بحر العرب وجبال الحجر المطلة على العاصمة العُمانية”.
وأوضح زيلي، وهو المدير المساعد في شركة زها حديد للهندسة المعمارية أنه تم تصميم المشروع ليكون حلقة وصل بين المجتمعات المحلية والعالمية، حيث يعتمد رؤية مستدامة لمستقبل يحترم إرث مسقط التاريخي بكل تفاصيله.
واستعرضت الوزارة أيضا مشروع تطوير الجبل الأخضر الذي يمزج بين المعيشة والترفيه وجذب الزوار المحليين والعالميين. ويوفر هذا المشروع خيارات سياحية وسكنية متنوعة، كما يحافظ على قيم ومميزات المنطقة وذلك في إطار تنموي متكامل متعدد الاستخدامات، على مساحة تقدر بنحو 11.5 كيلومترا، مع استيعاب ما بين 10 آلاف و15 ألف نسمة.
وشارك ممثلو وزارة الإسكان العمانية في عدد من الجلسات الحوارية التي تضم متحدثين عالميين في قطاعات الاستثمار والعمران، حيث جاءت أبرز في هذه الجلسات جلسة بعنوان “لماذا مسقط؟” وسلطت الجلسة التي شارك فيها الشعيلي الضوء على المحفزات الرئيسية للاستثمار في مسقط وأبرز ملامح التنمية والعمران خلال العقدين القادمين.
كما أقيمت جلسة حوارية أخرى بعنوان “المناخ والحداثة والنمو الاقتصادي” تطرقت لكيفية الاستفادة من المناخ الفريد الذي يتميز به الجبل الأخضر في جعله وجهة عالمية بمكونات متنوعة تمزج بين الحداثة والتطور جاذبة للاستثمار ومحفزة للاقتصاد.
العرب