كشفت الإحصائيات عن جوانب من حجم تضحيات وخسائر الشعب العراقي ومعاناته خلال عام 2015. فقد أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، عن مقتل وجرح أكثر من 29 ألف عراقي خلال عام 2015 نتيجة للعنف والأعمال الإرهابية في البلاد. وذكرت البعثة في بيان لها بمناسبة انتهاء عام 2015، أن «11118 عراقيا قتلوا وجرح 18419 آخرون نتيجة التفجيرات وأعمال العنف المختلفة والتي جرت في العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الشمالية والغربية من البلاد. وأشار البيان الى أن «بين شهري شباط/ فبراير وآب/اغسطس من العام الحالي تم تسجيل أكثر من نصف عدد القتلى والجرحى والتي بلغ مجموعها خلال المدة المذكورة 6257 قتيلا و9570 جريحا، سقط معظمهم نتيجة المعارك بين القوات الحكومية وتنظيم «الدولة» والتفجيرات بالسيارات الملغومة والعبوات الناسفة فضلا عن الهجمات الانتحارية والاغتيالات. وأعلن عضو مفوضية حقوق الإنسان فاضل الغراوي، ان «عام 2015 كان الأقسى وحشية وعنفا ضد أطفال العراق بسبب انتهاكات وجرائم داعش».
واضاف في بيان ان « تنظيم داعش استخدم الأطفال دروعاً بشرية وتاجر بهم داخليا وخارجيا عبر أسواق النخاسة وجند أكثر من الف طفل في الموصل من أعمار 5 ـ 15 سنة واستخدمهم داعش كانتحاريين وباع الأعضاء البشرية لقسم منهم وتم الاعتداء عليهم جنسيا وبشكل جماعي وهجّر أكثر من مليون وخمس مئة ألف طفل من منازلهم قسرا ودفن عددا منهم في مقابر جماعية مع ذويهم وأجبرهم على القيام بأعمال السخرة».وأكد الغراوي ان «هذه الجرائم تصل الى مصاف جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن إحالة ملف عصابات داعش وجرائمه ضد أطفال العراق الى المحكمة الجنائية الدولية».
وضمن السياق، كان قائد شرطة نينوى العراقية ذنون السبعاوي، قد أعلن أن مسلحي تنظيم «داعش» أعدموا 837 امرأة منذ سيطرتهم على مدينة الموصل(مركز محافظة نينوى). نقلت وكالة «دي بي أي» الالمانية عن السبعاوي قوله إن «عناصر تنظيم داعش أعدموا 837 امرأة بحسب إحصائيات مركز الطب العدلي الشرعي في الموصل الذي تسلم جثثا تعود لهؤلاء النسوة منذ احتلال التنظيم للمدينة. ومن جانب آخر، أعلنت جمعية الدفاع عن حقوق الصحافيين في تقريرها السنوي عن مصرع 28 صحافيا على أيادي تنظيم «داعش» وجماعات مسلحة والعمليات العسكرية، إضافة الى اختفاء 10 آخرين و235 حالة انتهاك واعتداء ضد الصحافيين في العراق خلال عام 2015. وسقط أحد عشر مدنيا بين قتيل وجريح نتيجة استمرار القصف العشوائي الذي يطال الأحياء السكنية بمدينة الفلوجة شرقي محافظة الأنبار. وفي الفلوجة شمال بغداد، اكدت مصادر طبية في مستشفى الفلوجة التعليمي، أن الحصيلة الكلية للضحايا المدنيين الذين سقطوا في المدينة منذ بدء الأزمة في الثلاثين من شهر كانون الأول عام 2013 ولغاية الان، الى 3423 قتيلا فضلا عن 5631 مصابا بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال سقطوا تحت نيران المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ التي تستهدف المدينة إضافة الى الإعدامات التي ينفذها تنظيم «الدولة « الذي يسيطر على المدينة.
صحيفة القدس العربي