تقوم وسائل الإعلام الإيرانية منذ حوالي شهر ونصف، بنشر أخبار متناقضة، حول مصير قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والذي أصيب بمعارك حلب من خلال استهداف سيارته بصاروخ تاو، في حلب شمال سوريا، في 14 نوفمبر الماضي، الأمر الذي فسره مراقبون بأنه يأتي في إطار التضليل الإعلامي للحيلولة دون الكشف عن حقيقة وضع سليماني، الذي يرقد تحت العناية المشددة بمستشفى في طهران، حسب مصادر المعارضة الإيرانية.
وفي هذا السياق، نشرت قناة “العالم” الإيرانية الناطقة بالعربية، مقطع فيديو مأخوذا من قناة “الإعلام الحربي لحركة النجباء” التابعة لميليشيات “حزب الله العراق”، يظهر فيه قائد فيلق القدس وهو يخطب باللغة العربية وسط حشد من الميليشيات في مدينة حلب.
ولم تذكر القناة تاريخ الفيديو للإيحاء بأن المقطع جديد، ولتوحي بأن سليماني حي يرزق، لكن صورا سابقة لنفس المشهد وأنباء قديمة سبقت إصابة سليماني تظهر أن الشريط يعود إلى النصف من الأول من شهر نوفمبر، أي قبل إصابة قائد فيلق القدس بأيام، حيث كان سليماني يخطب وسط حشد من الميليشيات العراقية من حزب الله العراقي الملقب بـ”النجباء” بعد عملية اقتحام قرية “الحاضر” في جنوب حلب، التي سقطت في يد النظام السوري والميليشيات الحليفة له.
وكانت المعارضة السورية أكدت إصابة سليماني و3 ضباط معه بصاروخ تاو ورجحت أن سليماني وجميع من كان معه في سيارة لقوا مصرعهم.
وحاولت وسائل إعلام الحرس الثوري الإيراني، خلال هذه الفترة، التكتم على مصير سليماني، وروجت في أواسط ديسمبر الحالي بأنه سافر إلى موسكو والتقى الرئيس الروسي. غير أن المتحدث باسم الكرملين، نفى ما ذكرته مصادر إيرانية عن زيارة قاسم سليماني، إلى موسكو، ولقاء الرئيس الروسي.
وكان غياب قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، عن حضور كلمة مقررة له أواسط ديسمبر، في جامعة بهشتي، بالعاصمة طهران عززت الشكوك حول مصيره.
وما زاد الشكوك حول احتمال وفاة سليماني متأثرا بجروحه، في مستشفى بطهران، تعيين الحرس الثوري قائدا جديدا لقواته في سوريا وهو العميد محمد جعفر أسدي، خلفا للجنرال حسين همداني، الذي قتل في أكتوبر الماضي، وذلك بعد ما كان سليماني يقود المعارك بشكل مؤقت حتى إصابته واختفائه عن الساحة في 14 نوفمبر الماضي.
صالح حميد
العربية نت