تشكيل لجنة عليا لإعمار الرمادي واستمرار المعارك في بعض أحيائها

تشكيل لجنة عليا لإعمار الرمادي واستمرار المعارك في بعض أحيائها

30qpt956

أوعز رئيس الوزراء حيدر العبادي بتشكيل لجنة عليا لإعادة إعمار الرمادي بعد تحريرها، في الوقت الذي ما زالت فيه بعض المعارك المتفرقة تجري لتطهير المدينة من بقايا تنظيم «الدولة».
وأعلن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الأربعاء، تشكيل لجنة عليا لإعادة إعمار واستقرار مدينة الرمادي بعد تحريرها من تنظيم «الدولة ـ داعش» الإرهابي.
وقال بيان مكتب رئيس مجلس الوزراء، انه «ونظراً للدمار الكبير الذي خلّفه مجرمو داعش وهم يجرون أذيال الهزيمة في مدينة الرمادي، ووفاءً للوعد الذي قطعناه لأبناء هذه المدينة، تشكل فوراً لجنة عليا لإعادة الاستقرار وإعمار مدينة الرمادي برئاسة محافظ الأنبار».
وذكر البيان أن اللجنة تضم في عضويتها «وكلاء وزارات الدفاع، والداخلية، والمالية، والكهرباء، والإعمار والإسكان، والتربية، والصحة، والتجارة، والتعليم العالي والبحث العلمي، والموارد المائية، والعدل، والهجرة والمهجرين، والعمل والشؤون الاجتماعية، والنقل، والنفط».
وأشار الى ان «لجنة إعمار مدينة الرمادي ستتولى اتخاذ الإجراءات اللازمة والفورية لتأمين المدينة من الألغام والعبوات الناسفة وتوفير الخدمات الأساسية والاستقرار للعودة الآمنة للمواطنين الى منازلهم، ويفوض ممثلو الوزارات صلاحيات الوزير المختص لتأمين ذلك».
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد قام الثلاثاء بزيارة الى مدينة الرمادي وتفقد خلالها سير المعارك والأوضاع في المدينة واطلع على حجم الدمار الكبير فيها .
وضمن السياق، دعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، الى انشاء صندوق لإعادة إعمار المناطق المحررة ودعوة المجتمع الدولي لدعم هذا الصندوق.
وقال في كلمته خلال تجمع في مكتبه في بغداد « اننا شارفنا على حصد نتائج جهادنا ونضالنا ضد الإرهاب الداعشي التكفيري ولاسيما بعد تحرير مركز مدينة الرمادي، وان هذه الجهود الجبارة تأتي في ظروف اقتصادية صعبة وتحديات أمنية كبيرة، وبأذن الله سيستمر هذا التقدم الى ان تتحرر كافة المناطق المغتصبة».
وأضاف «علينا ان نستعد لإعادة بناء المناطق المحررة، وتأهيل بنيتها التحتية وإعادة أهلها اليها بأسرع وقت ممكن، ومن هذا المنبر أدعو الى عقد مؤتمر دولي لدعم صندوق ينشأ لإعادة إعمار المناطق المحررة عبر الحكومة الاتحادية ونقدم طلبنا لجميع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات التنموية بتمويل هذا الصندوق لأن وضع العراق الاقتصادي لا يسمح بتمويله بمفرده، وان يكون الإشراف عليه وآليات الانفاق منه شفافة كي لا يسقط فريسة للفساد».
ومن جهة أخرى، ذكر مصدر أمني في الأنبار، ان «خلافات في داخل الفلوجة نشبت بين الأهالي وعناصر تنظيم «داعش» بسبب الحصار الشديد على المدينة، حيث طالب بعض الأهالي الخروج من المدينة لكن عناصر داعش لم يسمحوا لهم مما تسبب بنشوب معركة بينهم وبكافة الأسلحة».
وكان النائب عن محافظة الأنبار محمد الحلبوسي عد تحرير مدينة الرمادي مفتاحاً لاستكمال صفحات تحرير باقي مدن المحافظة المغتصبة من قبل عصابات «داعش» الإرهابية.
واضاف في بيان، ان «فرحتنا بتحرير مركز مدينة الرمادي لا يمكن ان تنسينا او تلهينا عن استثمار نشوة النصر والثقة بالنفس والمعنويات العالية لقواتنا المسلحة وابناء العشائر في الدفاع لتحرير مدن الفلوجة وحديثة والقائم وتنظيفها من براثن داعش الإرهابي».
وكانت قيادة الحشد الشعبي في الأنبار أعلنت أن 3000 مقاتل من عشائر المحافظة سيقومون بمسك المناطق التي تم تحريرها من التنظيم، مشيرة الى أن مقاتلي العشائر شاركوا في معركة الرمادي وهو منتشرون في السواتر الأمامية في مناطق المعارك .
وأكدت قيادة التحالف الدولي أنه لا تزال هناك حاجة لتطهير أجزاء كثيرة من وسط الرمادي عاصمة محافظة الأنبار من العبوات الناسفة التي وضعها التنظيم المتشدد الذي سيطر على المدينة في أيار/مايو، وذلك بعد أيام من إعلان الجيش العراقي النصر على «داعش» في المنطقة .
وأشار بيان قوات التحالف إلى أن عملية تطهير المنطقة ستؤجل عودة عشرات الآلاف من المدنيين الذين فروا إلى بغداد وأنحاء أخرى في العراق. كما كشف تشانس ماك كراو عضو المخابرات العسكرية الأمريكية في مؤتمر صحافي في بغداد، بأن قرابة 400 من مقاتلي تنظيم «الدولة» ما زالوا موجودين في وسط الرمادي، فيما يوجد قرابة 300 منهم شرقا باتجاه الفلوجة.
ومن جهة أخرى، تواصل توافد قوات عراقية إضافية الى مدينة الفلوجة القريبة من الرمادي، تمهيدا لشن هجوم عليها وتحريرها من التنظيم .
وقال مصدر عسكري، ان «لواء مدرعا من الجيش العراقي وصل، الأربعاء، الى معسكر المزرعة شرقي مدينة الفلوجة للبدء بعملية تطويق المدينة ومن ثم اقتحامها لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي».

مصطفى العبيدي

صحيفة القدس العربي